حين تُواعِد شخصاً ما، فإنك لا تدري ما ستؤول إليه الأمور، قد يبدو أحدهم طبيعيّاً ومرحاً حين تتواصل معه عبر الرسائل النصية، ولكن حين يلتقي أحدُكما الآخر على أرضِ الواقع ستُصدَم من هَول الحقيقة. قد يحصل بينكما تجاذبٌ على شبكة الإنترنت لتدركا فيما بعد أن لا قاسمَ مشتركاً بينكما حين تلتقيان معاً في أولِ موعدٍ غرامي.
يختلفُ سلوك الأفراد على تطبيقات المواعدة الإلكترونية بصورةٍ هائلة عمّا هو عليه في أرض الواقع، لهذا السّبب تنتشر تطبيقات المواعدة بصورةٍ أكبر بين الأشخاص ذوي الصفات السلبية. مثال على ذلك، قد يدّعي أحدُهم امتلاكَ كل الصفات التي تبحثُ عنها ليتبيّن لاحقاً أنه ليس إلّا على عكسِ ما كُنتَ تتصوّره، بل وقد يُشكّل خطراً عليك وعلى حياتِكَ.
وفقاً للمعالِجة (ماريسا بير)، فهناك 6 أنماط من هؤلاء الأشخاص ممّن عليك أن تقود الدّفة بعيداً عنهم حين تريدُ الشروع في علاقةٍ ما، وهم كالتالي:
أولاً: النرجسيون

علينا الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النّرجسية هم أشخاص مهووسون بذواتهم، ولا يمكنُ أن يحبّوا أحداً سواهم، فتراهُم يستمتعون في خلقِ الفوضى في حياة الآخرين ويشعرون بالزّهو حينما يرونهم يتخبّطون.
لو أردتَ الدخولَ في علاقةٍ مع شخصٍ نرجسي فعليك التضحية بعديدٍ من الأمور، وحتى مع كلِّ ذلك فلا ضمانةَ أن تنجح علاقتُكما سويّةً.
ثانياً: الأشخاص المرتابون بشكل مفرط

وفقاً للمعالجة (بير)، هم أشخاصٌ غيرُ قادرين على الاسترخاء، وعادةً ما يكونون شديدي الغيرة، ويستمتعون بالسيطرة على الشريك.
بالإضافة إلى كل ما سبق، يشعر الشخص المرتاب أنّ شريكه سيُقدِمُ على أذيّتِهِ لا محالة، أو أنّه سيخونه مع أحدٍ آخر، ممّا سيدفعه إلى حرمانِ شريكِهِ من الخروج مع أصدقائه أو أقربائهِ.
ثالثاً : الأشخاص المسيطرون والغيورون

هؤلاء لا يثقون بك، ويدفعونك إلى أن تحسبَ حسابَ كلِّ خطوةٍ ستُقدِمُ عليها كي يشعروا بالسيطرة دوماً، ولو خرجتَ عن طاعتِهم، فلن يرحمك عقابُهم.
رابعاً : الأنانيون والمتقوقعون

لا يكترث هؤلاء لأيِّ أحدٍ أو لأيّة وجهةِ نظر تخالفُ رأيَهم؛ هم حتّى ليسوا بقادرين على الشعور بالآخرين، لذلك سيكونُ الأمرُ أشبهَ بكارثة لو دخلْتَ في خلافٍ مع أحدهم.
خامساً: المدمنون على المشروبات الكحولية

إنهم أشخاص يعانون كثيراً، وهم غالبا غير قادرين على أن يكونوا صادقين مع أنفسهم أو مع الآخرين. كي تنجحَ علاقتك مع شخص مدمن على الكحول، عليهِ أن يتمكن في بادئ الأمر على حُبِّ نفسِهِ قبل أن يقعَ في حُبِّ غيره، ومن دونِ هذا الشرط ستكون العلاقة بينكما اتّكالية.
سادساً: الأشخاص الذين يعانون من علاقاتٍ سيئة مع عائلاتهم وشركائهم السابقين

يفتقرُ هؤلاء إلى الشعور بالمسؤولية تجاهَ أفعالِهم، ممّا سيؤدي إلى علاقةٍ غير متوازنة بين الشريكَين. على أيّةِ حال، فلن ترغب في أن تدخل في علاقةٍ كهذه.
إذاً ماذا عليك أن تفعله من باب الحيطة والحذر؟
أولاً: راقِب إنْ كانَ شريكُك يمتلك أيّاً من المؤشّرات السابقة التي ذكرناها

قد تصادف شخصاً لا يمتلك أيّاً من هذه الخِصال الآنف ذكرها، ولكن احذرْ فبعضُ الأشخاص الخبيثين قد ينجحون في إخفاءِها؛ هناكَ مؤشّراتٌ يمكنك الاعتمادُ عليها كي تتجنّب الوقوعَ في المشاكل: كأنْ يتصرّف أحدُهم برومانسيّةٍ مفرطة لا تتناسبُ مع ما ينبغي أن تكون عليه في بداية العلاقة، أو أن يُزعجَك بطريقةٍ فظّة، أو أن يُحضرَ معه شريكَهُ السابق كلّما سنحَت له الفرصة لذلك، أو أن يظهرَ عليه الامتعاض حين تُظهِرُ رأياً مخالفاً لرأيهِ في جانبٍ ما.
ثانياً : فكر في نوعية الأشخاص الذين ينجذبون إليك

حالما تتمكّن من تحديد صنفٍ معيّن من هؤلاء، فستجد نفسَكَ محاطاً بهم مرّة بعد مرة، ويُعزى سببُ ذلك إلى ظاهرة تدعى ”التكرار القهري“ الذي يعني أنّ علاقاتك السابقة لاتزالُ تؤثّر على الحاليّة منها.
نحنُ عادةً معتادون على الانجذاب إلى ما هو مألوفٌ إلينا والابتعادِ عن كلِّ ما هو خارجٌ عن المألوف، لذلك ينخرطُ أحدُنا بملءِ إرادته في علاقة مألوفةٍ لسابقاتها، لتنتهي كغيرِها نهايةً أليمة.
أمثلة على هؤلاء: مُدمِنو المواعدات، والمتزّمتون.
ثالثاً: لا جدوى من محاولة إصلاح الشريك

نحن البشر مُبرمَجون لا شعوريّاً على إعادة الماضي، بل وحتّى على إعادة خلقِهِ مجدداً، كي نتمكّنَ من تخطّي الألم الّذي تشكّل في علاقاتنا السابقة، فعلى سبيل المثال لو كانَ والدُكَ بعيداً عاطفياً، فهناكَ احتماليّة أن تنجذبَ إلى شخصٍ يحملُ نفس هذه الصفات، وسينتهي بكَ المطاف تقوم بما في وسعِكَ كي تجعله ودوداً ومحبّاً، ولو نجحتَ في هذا فستشعرُ كما لو أنّك حقّقتَ ما كُنتَ تصبو إليه على الدّوام.
إلّا أنّ هذه الطريقة لا يُمكن اعتبارُها مجدية لأجل الانخراطِ في شراكةٍ حقيقيّة وناجحة، إنّ أفضلَ ما تستطيعُ القيامَ به هو أن تمتلك نمطَكَ الخاص عندما ترتبط بعلاقة مع أحدهم، ستتمكّن حينها من إدراكِ إن كان هذا الشخصُ مناسباً لكَ أم لا، ولو شعرتَ أنّه ينتمي إلى أحد الأصناف السابقة فننصحُك أن تتوقّف عن المحاولة.