بالكاد يكون هذا الجسر الذي يقطع بحيرة (لاغونا غارزون) Laguna Garzón في الأوروغواي سوياً في شكله، في الواقع، إن شكل هذا الجسر دائري تماما.
تم تصميم هذا الجسر من طرف شركة مهندسي (رافاييل فينولي)، وهي نفس الشركة التي صممت مطار (كاراسكو) الأوروغواياني الرائع، وناطحة السحاب المتواجدة في نيويورك في عنوان 432 Park Ave، وتم تصميمه مع خطة مميزة: جعل أكبر قدر من الناس يقطعون البحيرة، وإبطاء سرعة حركة سياراتهم أكبر قدر ممكن كذلك.
قبل أن تقدم شركة الهندسة المعمارية هذه إلى المنطقة لتصميم الجسر، كانت الطريقة الوحيدة التي يتمكن من خلالها المسافرون عبور البحيرة هي عبر عبارات وقوارب محلية، حيث يتم شحن السيارات فيها واحدة بواحدة، ثم يتم نقلها إلى الضفة الأخرى بعد ذلك.
الآن وبما أن الجسر أصبح موجودا ومفتوحا للاستعمال من طرف الجميع، يقطعه ما يقارب 1000 عربة يوميا، وذلك وفقا لوكالة التطوير العقارية (كونسولتاسيو) Consultatio Real Estate.




يتكون كل نصف من هذا الجسر الدائري من طريق ذو اتجاه واحد يمتد في شكل نصف دائرة بشكل واسع في عمق البحيرة، وبشكل مختلف عن باقي الجسور، حيث بإمكان أصحاب العربات الإسراع في عبورهم له في طريق مستقيم، يجبر جسر بحيرة (لاغونا غارزون) الأشخاص الذين يعبرونه على الإبطاء من سرعاتهم بشكل معتبر.
كلف مشروع هذا الجسر كله مبلغ 11 مليون دولار التي كان مصدر 10 ملايين كاملة منها مطور العقارات الأرجنتيني (إدواردو كونستانتيني).



وفقا لـ(كونستانتيني)، سيعمل هذا الجسر كذلك كنقطة جذب للسواح، ومنصة مراقبة، ونقطة صيد السمك، ورابطا ثقافيا بين مقاطعتي (روتشا) و(مالدونادو)، حيث قال (كونستانتيني): ”إنه تحفة هندسية أيقونية ستكون عاملا مهما جدا في دفع عجلة تطوير ساحل مقاطعة (روتشا)“، وأضاف: ”بالإمكان تطوير نسبة 35 بالمائة من المساحة الممتدة بين البحيرتين، بينما سيتم تخصيص 50 بالمائة من تلك المنطقة للمساحات الخضراء“.
يشرح (كونستانتيني) كذلك أنه من المتوقع أن يمهد الجسر إلى حقبة جديدة من الثقافة الأوروغوايانية، مع التنويه إلى كون مقاطعة (مالدونادو) مطورة بشكل معتبر مسبقا، بينما تبقى مقاطعة (روتشا) تقريبا عذراء لم يطأها أي تغيير أو تأثير بشري.
يعتبر جسر بحيرة (لاغونا غارزون) ثمرة ستة سنوات من مناشدة السلطات المعنية، والاتفاقيات، وكانت الأعمال في إنجازه قد بدأت في شهر سبتمبر من سنة 2014، وافتتح الجسر بشكل رسمي منذ ما يزيد عن العام بعدها تقريبا.










