منذ عدة أيام، وبعد أن بدأت كلتا شركتي غوغل وآبل بالتعرض لضغوطاتٍ كبيرةٍ من منظمات حقوق الإنسان وأحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بسبب سماحها بالترويج لتطبيق «أبشر» السعودي على منصاتها، هذا التطبيق الذي يساعد الرجال في المملكة السعودية على التحكم بنسائهم ويزيد من فاعلية نظام الوصاية في المملكة.
من جهة أخرى، بدأت حملةٌ مضادةٌ قادها رجال سعوديون دفاعاً عن التطبيق ضد ما وصفوه –كما هو متوقع– بالحملة المغرضة، التي تهدف للتشكيك في غايات التطبيق وتحقيق الضرر بالأسر السعودية.
كان أبطال حملة الدفاع عن التطبيق، الذي ”يُتهم ظلماً بأنّه يستخدم لمراقبة النساء“، الآلاف من الرجال السعوديين الذين أظهروا دعمهم له على موقع تويتر باستخدام هاشتاغ #I_Support_Absher ومرادفه العربي #أنا_أدعم_تطبيق_أبشر.

كانت أكثر الردود تتضمن مقطع فيديو يظهر فيه رجلٌ يُدعى فارس التركي من حساب @farooi يبدأ فيه حديثه بالقول أنّ من حق الناس أن تنتقد، وأنّ من حقّهم أن يردوا، ليصف بعدها السيناتور الأمريكي الذي انتقد التطبيق بالشخص الحاقد على البلد الذي يحاول دوماً أن يهاجم المملكة، ويلي ذلك شرحٌ عن أهمّ الخدمات والفوائد التي قدمها التطبيق والموقع، دون أن يذكر أنّ إحدى الخدمات تتضمن التحكم بسفر النساء وأخذ إذن الولي قبل منح تصريح السفر.

في حين أنّ ردوداً أخرى أظهرت مقاطع فيديو لرجالٍ سعوديين يتدافعون بالعشرات إلى مركزٍ للجوازات مع تعليقٍ يقول هذا هو حال السعوديين قبل تطبيق «أبشر»، وأخرى تطالب السعوديين بتحميل التطبيق ومنحه تقييماً عالياً وهو ما جعل تقييم التطبيق يرتفع من 4.8 إلى 4.9.
هذا وضع المستفيدين من خدمات بعض القطاعات المعنيّة قبل تطبيق "أبشر" ولذلك #انا_ادعم_تطبيق_ابشر لما له من فضل بعد الله في تسهيل وسرعة الاجراءات pic.twitter.com/DEDN2R3eYz
— حزام المالكي (@abo_3amer44) February 19, 2019
قال آخرون أن التطبيق ليس جلاداً أو ضحية بل هو وسيط:

بعد أن نتجاوز الدراما التي خلقتها الحكومة السعودية والمؤيدون لها، لندقق في الحملة التي انطلقت ضد التطبيق وسنجد أنّها لم تعترض على تسهيله للمعاملات ومراجعات الدوائر الحكومية، بل ركّزت على موضوعٍ واحدٍ فقط وهو أنّ التطبيق يساعد على اضطهاد النساء والتحكم فيهنّ، بما أنّه يستغل التكنولوجيا ليزيد من فاعلية نظام الوصاية الذي تطبّقه السعودية، بما يشمل أموراً مثل منع النساء من السفر دون إذن، حيث يقوم التطبيق بالتواصل مع الوصي لتأكيد منح تصريح السفر، ويمكّنه أيضاً من تحديد عدد مرات السفر المسموحة للمرأة الخاضعة لوصايته.
وسيط من أجل التحرر بدلاً من الاضطهاد:
كما ذكرنا سابقاً، فالحملة كانت ضدّ الوصاية وليست ضدّ التطبيق ذاته، ولكن بما أنّ التطبيق يعمل الآن كوسيط لتسهيل تطبيق قوانين الوصاية فلن يكون من السيئ أن يستغله المدافعون عن حقوق الإنسان، ويحاولوا جعله وسيطاً من أجل الضغط على الحكومة ودفعها إلى إلغاء هذا النظام الذي يقيد من حرية النساء، أو على الأقل تعديل التطبيق وجعل الخدمات التي يقدمها من أجل التحكم بالنساء تتطلّب مراجعة الدوائر الحكومية كما كان الحال سابقاً.