تختلف نسبة زيارات السياح لمناطق العالم الشهيرة بشكل كبير من موسم إلى آخر، ويتضح ذلك جلياً في الصور التي اخترناها لكم في هذا المقال، حيث تستطيع ملاحظة الفرق الشاسع في نسب توافد السياح لتلك المناطق اذا ما اختلف الموسم.
يعلم الجميع أن السفر خلال موسم الركود – خارج الموسم – له سلبياته الخاصة، وتحصل خلاله العديد من الأمور المخيبة للآمال مثل احتمالية اغلاق المطاعم والفنادق والبوتيكات الشهيرة والمتاحف، والعديد من الأماكن الأخرى التي يطمح السائح لزيارتها، إضافة إلى الأحوال الجوية التي بإمكانها أن تفسد الرحلة بأكملها.
بالرغم من ذلك، يعتبر السفر خارج الموسم السياحي أمراً محبباً لدى الأشخاص الذين يفضلون الاستمتاع برحلتهم دون التعرض للاحتكاك بالحشود الكبيرة، ويرغبون أيضاً في توفير بعض المال عبر إجراء صفقات جيدة عند شراء تذاكر الطيران وحجز غرف الفنادق بأسعار معقولة، عادة ما تكلفهم أضعافها خلال مواسم الذروة السياحية.
توجد في ما يلي مجموعة من الصور تظهر بعض الوجهات الرائجة التي تشهد زيارات السياح بأعداد مختلفة استنادًا إلى نوعية المواسم.
إيطاليا، وتحديدا البندقية، هي وجهة شائعة للغاية في الصيف.

تشهد مدينة البندقية الكثير من السياح سنوياً وبأعداد هائلة، لدرجة أن المسؤولين حاولوا منع الرحلات البحرية المتجهة نحو المدينة من التوقف فيها، وأيضا دعوا إلى ضرورة وضع حد معين لعدد الزوار الذين تستقبلهم المدينة في وقت واحد.
يزور المدينة حوالي ثلاثين مليون زائر كل عام، ويقصد معظمهم المكان في وقت الذروة السياحية بين شهري يونيو وأغسطس.
أما في الشتاء تبدو البندقية وكأنها مكان مختلف.

تعتبر زيارة البندقية في الأشهر الباردة تجربة سحرية للغاية، خاصة إذا كان الزوار مستعدون للطقس الشتائي البارد، حيث تتراوح درجة الحرارة من −1 إلى 4 درجات مئوية، ولكن مع برودة الرياح القادمة من القنوات المائية يمكن أن يصبح الإحساس بدرجة الحرارة وكأنها −6 درجات.
تكتظ جزيرة (كوني) في مدينة نيويورك بالسياح طوال أشهر الصيف.

يتجمع حوالي 6 ملايين شخص على شواطئ جزيرة (كوني) خلال أشهر الصيف، قبل أن يحل الشتاء بلفحات أجوائه الباردة، وغالبا ما يكون المكان مكتضاً حتى الأيام الأخيرة من الموسم، ليستمتع الجميع بما تبقى من الصيف سواء كان الجو مشمس أو ممطر.
أما في الشتاء يكاد ينعدم عدد الزوار في (كوني آيلاند).

عندما يكون الجو باردًا، لا تشهد (كوني آيلاند) زيارة عدد كبير من السياح على الإطلاق. ففي الواقع يتم إغلاق شواطئها وملاهيها وهي أهم الأماكن التي يرغب الأشخاص بالذهاب إليها، وتبقى مغلقة طوال فترة الركود السياحي من شهر سبتمبر حتى شهر مايو.
تشهد أيسلندا ارتفاعًا كبيرًا في عدد السياح عندما يكون الطقس أكثر دفئًا.
![أيسلندا هي قبلة للسياح في الأشهر الأكثر دفئا [الصورة ملتقطة في شهر يوليو].](https://dkhlak.com/wp-content/uploads/2019/01/49040-5.jpg)
لكن الوجهات المعروفة في أيسلندا ترى انخفاضًا كبيرًا في عدد الزوار بمجرد وصول فصل الشتاء.

أيسلندا أو كما يعني اسمها ”أرض الجليد“ هي فعلا منطقة شديدة البرودة، وبسبب ظروفها الجوية القاسية فإن المكان يشهد عددًا قليلاً من السياح في فصل الشتاء، رغم أن الكثيرين يزعمون أن السفر إلى أيسلندا في الشتاء هو تجربة فريدة من نوعها. وهذا يعني أنه بإمكانهم استيعاب حقيقة أن آيسلندا لا تتمتع إلا بالقليل من ضوء النهار في فصل الشتاء وخاصة في شهر ديسمبر، حيث يحضى أقصر يوم في ديسمبر بخمس ساعات من الضوء كحد أقصى.
بين عامي 2014 و2016 انخفضت مستويات السياحة في أيسلندا بنسبة تتراوح بين 6٪ إلى 13٪ وذلك في فصل الركود (الشتاء).
(جراند كانيون) هي واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في الولايات المتحدة.

لا يعتبر شهري يوليو وأغسطس أكثر الأشهر سخونة في جراند كانيون فقط، بل هي أيضا أكثر الأوقات التي تتساقط فيها الأمطار وأكثرها ازدحامًا بالسياح أيضاً، حيث شهد المكان ما يقارب الـ800,000 زائر في شهري يوليو وأغسطس من عام 2017.
بمجرد حلول فصل الشتاء، يكاد يكون (جراند كانيون) مهجوراً.

بما أن غالبية السياح يعزفون عن زيارة (جراند كانيون) في فصل الشتاء، يتم إغلاق أماكن الإقامة والمطاعم في كثير من الأحيان خلال تلك الأشهر. حيث انخفض عدد الزوار في أشهر الشتاء من عام 2017 إلى 300,000 زائر أو أقل، مقارنة بفصل الصيف من نفس العام الذي شهد زيارة ما يقارب المليون سائح.
تزور أعداد كبيرة من السياح مدينة موسكو (روسيا) في أشهر الصيف، تزامناً مع الكثير من الأحداث التي تقع في المدن الكبرى.

تعد الأوقات الأكثر شعبية للسياحة في روسيا هي الفترة الممتدة بين شهري يونيو ويوليو. ففي غضون عام واحد شهدت موسكو أكثر من 17 مليون سائح، معظمهم يزورون المكان خلال موسم الذروة السياحية، ويبدو أن الأرقام تنمو سنوياً.
أي شخص يزور موسكو في الأشهر الباردة يحتاج إلى الاستعداد لمواجهة الطقس البارد.

يكون عدد قليل من الأشخاص الذين يتحلون بالشجاعة على استعداد للمغامرة والذهاب إلى روسيا في الأشهر الباردة، حيث أن الطقس يكون شديد القسوة في الشتاء وغالبا ما تكون درجات الحرارة هناك تحت الصفر. فمثلاً في كانون الأول (ديسمبر) من سنة 2017، حضيت موسكو فقط بـ 6 دقائق من أشعة الشمس بشكل إجمالي.
تعتبر ألاسكا مكانًا شهيرًا للغاية للسياحة عندما يكون الطقس جميلاً.

على الرغم من أن فصل الصيف غالباً ما يكون ممطراً في ألاسكا، إلا أن معظم الناس يزورون المنطقة في تلك الفترة الممتدة من شهر مايو إلى شهر سبتمبر. ففي صيف عام 2017 وحده استقبلت ألاسكا ما يقارب مليوني شخص من شهر مايو ولغاية شهر سبتمبر.
قلة من الناس يجرؤون على زيارة ألاسكا خلال فصل الشتاء.

عندما يحل فصل الشتاء يصبح الجزء الأكبر من ألاسكا مظلماً، خاصة في المناطق الشمالية. فعلى سبيل المثال لا يرى سكان مدينة (بارو) الواقعة في أقصى الشمال أشعة الشمس مطلقاً لمدة 67 يومًا خلال أيام الشتاء.
في حين أن عدد السياح الذين يقصدون ألاسكا في فصل الصيف يصل إلى الملايين، فإن الأرقام غالبًا ما تنخفض إلى أقل من 300,000 زائر في الشتاء.
الفترة الأكثر شعبية لزيارة جمهورية الدومينيكان تمتد من ديسمبر إلى أبريل.

غالباً ما يتجه السياح إلى منطقة البحر الكاريبي هرباً من فصل الشتاء في باقي العالم. حيث تضم جمهورية الدومينيكان أكثر من ستة ملايين زائر كل عام، وتكون أكثر ازدحاما خلال المناسبات والعطلات مثل عيد الميلاد والسنة الجديدة.
في غير موسمها، تنخفض مستويات السياحة في جمهورية الدومينيكان.

تعتبر الأشهر التي تحدث خلالها الأعاصير في الكاريبي والتي تستمر عادة من يونيو إلى نوفمبر، هي الفترة التي تشهد زيارة أقل عدد من السياح.
تكون مدينة سانتوريني في اليونان، مزدحمة طوال فصل الصيف.

أصبح العدد الهائل من السياح في (سانتوريني) مصدر قلق لمنظمة السياحة الوطنية اليونانية، والتي تشعر بالقلق حيال الاكتضاض الكبير الذي تشهده المدينة خلال موسم الذروة السياحية. فقد قاموا فعلا بتحديد عدد ركاب السفن السياحية المسموح لهم بالنزول في المدينة والقيام بجولات سياحية فيها.
شهدت (سانتوريني) زيارة ما يقارب مليوني مسافر في عام 2017، وهو ما يفوق بشكل صارخ عدد سكانها المحليين الذي يقدر بحوالي 25,000 نسمة.
تشهد أشهر الشتاء في (سانتوريني) عددًا أقل بكثير من الناس.

يزور (سانتوريني) عدد أقل من الحشود في أشهر الشتاء، وهذا ما يجعلها مكانًا رائعًا لمشاهدة المعالم السياحية الشهيرة في سلام لدى بعض السياح. وخلال هذه الأشهر يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 4 درجات مئوية.
يفضل معظم السياح زيارة بالي خلال موسم الجفاف.

يتدفق الملايين من الناس إلى بالي خلال موسم الجفاف، والذي يمتد من مايو وإلى غاية شهر سبتمبر، وهو الوقت الذي تقل فيه فرص هبوب الرياح الموسمية، وتأمل وزارة السياحة في الوصول إلى سبعة ملايين سائح في عام 2019 والأعوام التي تليه.
يكون الموسم الرطب في بالي أرخص وأقل اكتضاضاً ولكنه أيضا رطب للغاية.

تنخفض مستويات الزوار في بالي خلال موسم الأمطار الذي يمتد من شهر نوفمبر إلى غاية شهر مارس. ويعتبر أفضل وقت لزيارة بالي هو الأشهر التالية: أبريل ومايو ويونيو وسبتمبر، أي قبل وبعد موسم الذروة مباشرة حيث يكون موسم الجفاف في نهايته ويكون الموسم الرطب في بدايته، وهذا يعني أن السياح سيحصلون على مميزات كلا الموسمين، إضافة إلى تجنب الاكتضاض الذي يرافق موسم الذروة السياحية، أما بالنسبة لأسعار غرف الفنادق والمنازل المستأجرة فإنها تكون أقل بـ30–50٪ في موسم الركود السياحي.