إسطنبول هي أكبر وأشهر مدينة في تركيا وليست فقط عاصمة البلاد. هي بكل تأكيد مكان ساحر وآسر للزوار يقع على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، وتعتبر المدينة القلب الثقافي للبلاد.
منظر المدينة من الأفق هو عبارة عن مزيج جميل بين الكنائس البيزنطية والمساجد المزخرفة والقصور العثمانية، حيث تندمج المباني القديمة والحديثة مع بعضها البعض في شكلٍ مثيرٍ للاهتمام. معظم الشوارع زاهية بألوان مختلفة ونلاحظ فيها تناغماً كبيراً بين الأكشاك والأسواق، أما السكان المحليين فهم يتبعون مزيجهم الخاص من التقاليد المتوارثة.
تتلاقى الحدود الآسيوية والأوروبية في تركيا وبالتحديد في مضيق البوسفور، وهو ممر مائي صاخب يمر عبر إسطنبول.
إذا كنت تنوِ زيارة المدينة فلا يمكن أن تكتمل رحلتك بدون الذهاب إلى كل من هذه العجائب السبعة الموجودة فيها.
برج غَلاطَة
على الرغم من أنه لم يعد أطول مبنى في المدينة، إلا أن هذا البرج الدائري يشكل حضوراً مهيمناً على أفق إسطنبول شمال المجرى المائي الذي يطلق عليه اسم «القرن الذهبي». تم بناؤه قبالة البلدة القديمة (القسطنطينية) في عام 1348 من قبل مستعمرة (جينوفا) الإيطالية. عندما تولى العثمانيون الحكم؛ أصبح المكان يستخدم للكشف عن الحرائق في المدينة.
وقد تم ترميمه في وقت لاحق وهو مفتوح الآن للجمهور، حيث يمكن للزوار تسلق 67 مترا للتمتع بمناظر بانورامية للمدينة من المقهى الموجود في الأعلى.
آيا صوفيا
متحف آيا صوفيا هو واحد من أشهر المباني وأكثرها فخامة في إسطنبول. تعني تسمية آيا صوفيا ”الحكمة الإلهية“، حيث كان المبنى في الأصل كنيسة أرثوذكسية مكرّسة لغرض واحد هو نشر تعاليم الحكمة المقدسة.
كانت أكبر كاتدرائية في العالم في عصرها، بناها الإمبراطور (جستنيان الأول) بين 532 و537 م وأصبحت رمزا للإمبراطورية البيزنطية، وظلت مقرًا هامًا للكنيسة الأرثوذكسية لأكثر من 1000 عام على الرغم من التحديات الطبيعية كالزلازل، والبشرية كالانتفاضات العديدة ضدها.
في 1453 غزا العثمانيون القسطنطينية –كما كانت تعرف إسطنبول في وقت سابق–، وكان السلطان في ذلك الوقت (محمد الثاني) معجباً كثيراً بالفن الموجود في كنيسة آيا صوفيا ولم يرِد تدمير الفسيفساء الجميلة التي تزين المكان، فأمر بتحويل المبنى إلى مسجد وأن يتم تغطية الفسيفساء الموجودة على الجدران بمادة الجبس وتزيينها بأسلوب الزخرفة العثماني بدل إزالتها تماما.
كان هذا المبنى الجميل مكاناً عاماً للعبادة لزمن طويل لكنه تحول في الأخير إلى متحف في عام 1935، وتم الكشف عن الفسيفساء الجميلة والفن الأصلي الذي ميز المكان عندما كان عبارة عن كنيسة. إنها الآن واحدة من أعظم الأمثلة الباقية من العمارة البيزنطية.
مضيق البوسفور
مضيق البوسفور هو عبارة عن مجرى مائي بطول حوالي 46 كيلومتر، يمتد عبر المدينة ويربط البحر الأسود ببحر مرمرة.
إنه ممر مائي كبير للغاية حيث أنه يفصل بين شرق وغرب تركيا، هذا ما يجعل من إسطنبول –أكبر مدينة على ضفافه– مكاناً تنصهر فيه الثقافات، ويعتبر البوسفور واحداً من أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم، حيث تطوف فيه العبارات ذهابا وإيابا بالإضافة إلى الناقلات التجارية وقوارب الصيد، كما أن ركوب العبارات أو عبور الجسر في الأعلى تعتبر واحدة من أكثر الطرق الساحرة لمشاهدة المدينة، كما أن التنزه في الأحياء المجاورة للماء يكون عادة تجربة ممتعة كون النطقة كلها مليئة بالمطاعم والمقاهي والمساجد والأسواق، فضلاً عن مناظر الغروب الجميلة على المضيق.
لا يمكننا أن ننسى ذكر قرية (أورتاكوي) بمسجدها الشهير الموجود على حافة المياه، فهو مكان شهير لا بد من القاء نظرة عليه أثناء زيارة المنطقة.
برج الفتاة العذراء
عند المدخل الجنوبي لمضيق البوسفور يوجد برج (الفتاة العذراء) Kizkulesi، إنها قطعة من الهندسة المعمارية الرائعة في حد ذاتها، موجودة على جزيرة صغيرة تم بناؤها في القرن الخامس قبل الميلاد من قبل الجنرال الأثيوبي (ألكايبيديس)، من أجل حراسة الممر المائي والعمل كنقطة تفتيش لمراقبة دخول البضائع ومغادرتها.
يعود اسمها إلى أسطورة قديمة، وتقول القصة أن الإمبراطور البيزنطي سمع نبوءة بأن ابنته ستُقتل بدس ثعبان في مكان نومها عندما تبلغ من العمر 18 عاماً، وللحفاظ على سلامتها قام ببناء برج لها في وسط الماء وأرسلها للعيش هناك. لكن أرسلت للفتاة سلة فاكهة من المدينة كانت تحوي ثعباناً مدسوسا وسط الفاكهة وتحققت النبوءة رغم جهوده.
تم تجديد البرج في أواخر التسعينات وقد استعان به المخرجون لتصوير مشاهد من فيلم (جيمس بوند) الشهير The World is Not Enough «العالم ليس كافياً»، أما الآن فقد أصبح المكان مرتعاً سياحيا مهما في مدينة إسطنبول يحوي مطعما ومقهى غاية في الجمال، ويمكن للزوار الذهاب إليه عبر قارب صغير وفي بعض الأحيان تقام فيه حتى حفلات الزفاف.
القرن الذهبي
القرن الذهبي هو مصب مائي على شكل قرن يتواجد على الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول. كانت ذات يوم مرفأً طبيعيًا مهمًا حيث كانت السفن الأسطورية البيزنطية والعثمانية والسفن التجارية ترسوا على ضفافة، سمي بالذهبي على حسب لون الماء الذي يصبح كذلك عند غروب الشمس، وتكمن جاذبيته الرئيسية في مجمع مسجد أيوب الذي يعتبر أقدس ضريح إسلامي في المدينة. يحتوي المسجد على قبر أبو أيوب الأنصاري بالإضافة إلى لوحة مصنوعة من البلاستيك يدعى أنها أثر رجل محمد.
توجد حول المسجد مدافن ومقابر عثمانية رائعة مع شواهد رخامية مميزة. هناك أيضًا مساجد صغيرة ومجمع من الشوارع والمتاجر، حيث يمكنك العثور على الأطعمة التقليدية والحرف اليدوية.
البازار الكبير قلب مدينة إسطنبول
لا تكتمل أي زيارة إلى مدينة إسطنبول دون تجربة روعة الذهاب إلى البازار الكبير، وهو واحد من أقدم الأسواق المغطاة في العالم ولا تزال مكانًا هامًا للتجارة والترفيه، حيث يوجد فيه أكثر من 4000 محل تجاري على طول 61 شارعًا.
يمكنك شراء كل شيء، من أساور ذهبية وسجاد ”طيار“ ومنسوجات وملابس وأحذية جلدية، إلى الفخار والسيراميك وشاي النعناع والقهوة القوية والمعجنات، أما الحلويات المتنوعة فستساعدك بالتأكيد على مواصلة السير في البازار الكبير.
ميدان السلطان (السلطان أحمد)
في وقتنا الحالي أصبح ميدان السلطان عبارة عن ساحة كبيرة توجد على حوافها العديد من المتاحف المفتوحة في الهواء الطلق، مع وجود أجزاء من مبانٍ أصلية تعود إلى الفترة البيزنطية لا تزال قائمة هناك.
كان المكان قديماً عبارة عن مركز اجتماعي للإمبراطورية القسطنطينية تجرى فيه سباقات الخيول والعربات، تشمل القطع الأثرية التي بقيت موجودة اليوم سلسلتي «النافورة الألمانية» و«السبينا» Spina وهي الحاجز الأوسط لسباق الخيل.
بعد وقوع القسطنطينية خلال الحملة الصليبية الرابعة بدأ ميدان سباق الخيل ينهار، وعندما استولى العثمانيون على المدينة في خمسينات القرن الخامس عشر لم يبقى لديهم سوى القليل لاستخدام المكان لنفس الغاية وتم نهب أهم القطع والأعمال الحجرية الفنية.