تعتبر المزارات والأضرحة الغريبة في اليابان أمراً شائعا، وينتشر العديد منها في كل أنحاء البلاد، حيث يوجد على سبيل المثال ضريح يدعى بـ(كاروب) وهو مزار يقصده ”المؤمنون“ لعبادة ”الأثداء“، بالإضافة إلى العديد من المزارات الغريبة الأخرى مثل تلك التي تسمى بأضرحة (الشينتو)، وهي معابد يقوم الأشخاص بدفن الأغراض المقدسة فيها، مثل الإبر المكسورة التي يمكن أن تجلب ”الأرواح الشريرة“ إذا بقيت في المنازل اليابانية.
بالرغم من أننا لاحظنا وجود العديد من المعابد والأضرحة والمعتقدات الغريبة في اليابان، إلا أنها لا تفوق غرابة عن ما وجدناه حتى الآن، وهو مزار يوجد في محافظة (توشيغي) يدعى بضريح «البيضة المقدسة» أو (كونيجامي)، والذي يزعم اليابانيون أنه يشفي البواسير ويمنع ظهورها للأبد.
إذاً، كيف يمكن للضريح علاج مثل هذه الحالة الطبية المؤلمة!؟
حسنا، كل ما نعرفه عن الأمر هو أنه وفقا لتقليد قديم، فإن الأشخاص الذين يغسلون مؤخراتهم في نهر قريب من مكان الضريح، ثم يقومون بتناول البيض المقدم كقربان من أشخاص آخرين؛ يتم شفاؤهم بالكامل من البواسير.
توقف الناس في العصر الحديث عن غسل أعوادهم في الأماكن العامة، وبدلا من ذلك أصبحوا يقومون بالاستدارة للخلف باتجاه حجر أملس مصقول على شكل بيضة ضخمة، موضوعة في مركز الضريح ثم يقومون بترديد أنشودة معينة.
يمكن لهذه الخطوات ”على ما يبدو“ أن تعالج الناس من البواسير. أما بالنسبة لأولئك الذين يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من هذه المشكلة الصحية، فإن زيارة الضريح والقيام بنفس الخطوات السابقة ”يمكنه منع“ الإصابة بها للأبد.
يقام في المنطقة مهرجان سنوي يدعى (كيساي)، حيث يحتشد العديد من الزوار في ضريح (كونيجامي) بأعداد كبيرة رغبة منهم بالحصول على علاج لهذه الحالة الطبية المؤلمة. توقف هذا المهرجان –الذي تعود أصوله واستمر الناس في إحيائه لقرون من الزمن– في عام 1988، ولكن تمت إعادة إحيائه في عام 2012 وذلك بسبب الزيادة المفاجئة للإصابة بالبواسير بين اليابانيين.
شهد المهرجان الذي أقيم سنة 2014 حضور ما لا يقل عن 70 شخصاً، حيث قام كل واحد منهم بالوقوف بشكل منحني والإشارة إلى مؤخرته عند ما يسمى بـ«حجر الغسل» المحاذي للبيضة الضخمة. لم يتكفل المهرجان حقيقة بأمر شفاء البواسير، لكنه كان السبب في حصول الجميع على تجربة طريفة ومسلية، وتمكنوا من قضاء وقت ممتع ربما ساعدهم في نسيان كل ما يتعلق بمؤخراتهم المريضة، لمدة يوم واحد على الأقل.
إن هذا المهرجان يتقاسم الكثير من الأشياء المشتركة مع العديد من الاحتفالات الأخرى في المعابد اليابانية، باستثناء حقيقة أنه لا توجد مقاعد أو حتى وسائد مخصصة للجلوس في المكان، لأن معظم المؤمنين الذين يزورون هذا الضريح يعانون من البواسير وبالتالي يفضلون البقاء في وضعية الوقوف.