الساموراي أو المحاربون اليابانيون القدامى موجودون منذ أكثر من 700 عام. فعلى مر الزمن، لم يقضِ هؤلاء حياتهم كمحاربين فحسب، بل كانوا مسؤولين عن الأراضي، ومنهم من كان من رجال الشرطة أو المقامرين، أو حتى من أولئك الذين لهم أثر كبير على المجتمع. أي أن الصورة البدائية التي تنقلها لنا أفلام هوليوود عن الساموراي ليست كاملة، كما أن العديد من الأسلحة التي اعتاد الساموراي على استخدامها لم تُذكر في مثل هذه الأفلام.
سنعرفكم في هذا المقال على أربعة أسلحة غريبة ووحشية استخدمها الساموراي ضد أعدائهم:
1. السلاح الساحق للعين

بعد توحيد اليابان في أوائل القرن السابع عشر، أصبح الساموراي عديمو الفائدة، حيث دخلت البلاد في مرحلة سلام طويلة، لذلك كان على العديد من محاربي الساموراي ترك القتال والالتحاق بصفوف الشرطة، أي أنهم سيواجهون السكان المدنيين وجهاً لوجه، وأحياناً يفعلون أشياء رهيبة لوجوه من يلقون القبض عليهم.
لم يكن يُسمح للساموراي الذين التحقوا بصفوف الشرطة حمل سيوف الـكاتانا، حيث كان من المفضل الإبقاء على حياة المجرمين بدلاً من قتلهم. ولكن هناك الكثير من الأشياء المرعبة التي تحدث للشخص المتهم بين الحياة والموت. فمثلاً هناك ذلك السلاح الذي يحمله محاربو الساموراي في الشوارع، وهو ما نسميه ”ساحق العين“ أو ”مدمر العين“، هذا السلاح عبارة عن أنبوب مجوف من الخيزران يحوي بداخله الدقيق أو الرماد أو الفلفل المطحون، ولكن بعض الناس كانوا يضعون بداخله الزجاج المسحوق بغرض التسبب بالعمى الدائم للمجرمين.
استخدم الساموراي هذا السلاح خلال فترة إيدو (1868–1603). لكننا لا نعلم مدى انتشار هذا السلاح في ذلك الوقت، كما أننا لا نعلم حجمه الحقيقي. ولكن على الرغم من أننا غير متأكدين تماماً من بعض التفاصيل، إلا أنه بإمكاننا القول إنه في مرحلة ما من التاريخ، كان محاربو الساموراي يلاحقون الناس بمثل هذه الأسلحة لتشويه وجوههم وإفقادهم نظرهم.
2. حبل المهرج

دعونا نتخيل أن إحدى دوريات الساموراي ألقت القبض على أحد المجرمين في الشارع، فمن المحتمل أن تكون الخطوة التالية تكبيله بالأصفاد المعدنية الثقيلة، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشرطة الساموراي، حيث تستخدم هذه الدوريات الحبل لتقييد المجرم.
عادةً ما يحمل رجال شرطة الساموراي هذه الحبال داخل زيهم الرسمي بطريقة تمكنهم من سحبه من جيوبهم وكأنه حبل مهرج. غالباً ما تكون هذه الحبال ملونة بطريقة تشير إلى مدى خطورة المعتقل.
أما بالنسبة للطريقة التي يربطون بها الحبل حول المجرم فهي مدروسة لغاية، حيث يتطلب فنّ تقييد الأشخاص بالحبل أنماطاً معقدة، وينتهي الأمر بتقييد الشخص دون عقد الحبل، وبهذه الطريقة لن يشعر المتهم بأنه مُقيد وبالتالي لن يشعر بالإهانة، ولكن لنكن صريحين هنا، تبدو هذه الحبال تماماً كحبال البوندج BDSM التي تُستخدم لأغراض جنسية، لابد وأن المتهمين الذين قُيدوا بهذه الطريقة اكتشفوا أشياء لم يكونوا يدركونها حول ميولهم الجنسية.
3. غليون الحرب
لقد استغرق العالم الغربي بعض الوقت قبل إدراكهم الحقيقة المعروفة اليوم، وهي أن التدخين يقتل. لكن في اليابان، أدرك الناس ذلك قبل قرون. بالطبع لم يتوقف اليابانيون عن التدخين، فقد كانت أداة التدخين المفضلة لديهم هي الـ(كيسيرو)، والتي هي عبارة عن أنبوب خشبي مزود بأطراف معدنية. كان يُستخدم هذا الغليون لتدخين التبغ المُقطع.
أما الغليون نفسه، فهناك أنواع مختلفة، بعضها طوله بطول الأصبع، والبعض الآخر قد يكون بطول قدمين، حيث كان الغليون الطويل يُستخدم كسلاح. فكما تعلمون، مُنع عامة الناس من حمل الأسلحة، ولكن بالطبع لا يمكن لأحد منعهم من حمل غليون، فأصبحت تلك الأداة خلال «فترة إيدو» أكبر وأسمك وكانت توضع حول الخصر وتُستخدم لضرب الأعداء وطعنهم، من هنا جاء تسمية هذا السلاح الغريب باسم «غليون الحرب».
استُخدمت هذه الغلايين في معارك ضد الساموراي، ولكن سرعان ما أدرك هؤلاء المحاربون الإمكانيات الكبيرة لهذا السلاح، حيث توجد بعض القصص التي توثق لنا استخدام محاربي الساموراي سلاح الـ(كيسيرو) ضد أعدائهم خلال القرن السابع عشر.
بالطبع لا يمكننا وصف استخدامهم لهذا السلاح بأنه تصرف ينم عن الشرف أو النبل، ولكننا ندرك حقيقة أن أسلحة الـ(كيسيرو) كانت منتشرة بين جميع الطبقات الاجتماعية تقريباً، وأن محاربي الساموراي كانوا أسياد التكيف للبقاء على قيد الحياة، لذلك إن هاجمهم أحد الأعداء بالغليون، فإننا نراهن أنهم استخدموا سلاحهم هذا لإبادتهم.
4. خوذة الرأس

أحد الأشياء الرئيسية التي كان يسعى محاربو الساموراي لتحقيقها على أرض المعركة، هي المضي قدماً والحصول على «رأس». كان قطع رأس عدوهم في المعركة أمراً بغاية الأهمية بالنسبة للساموراي، فقد أكسبهم هذا المجد والاحترام، كما أنهم كانوا يتلقون جوائز إضافية من قاداتهم عند العودة من أرض المعركة بصحبة رأس العدو. هذا هو السبب في أن محارب الساموراي لا ينطلق إلى المعركة دون الكوبيبوكورو kubibukuro، والتي هي عبارة عن حقيبة ذات أحزمة تُستخدم لنقل رؤوس الأعداء. يمكن تعليق هذه الحقيبة على الخصر أو على السرج إن كان لدى محارب الساموراي حصاناً، كما كانت تُصنع هذه الحقيبة من شبكة بحيث يتسنى للجميع رؤية ما يحمله المحارب.
هناك أيضاً نظرية تقول إن الكوجاي، وهو عبارة عن شفرة مسننة يحملها الساموراي معهم لحلق شعرهم، كان يُستخدم في بعض الأحيان لجمع الرؤوس مع بعضها، حيث كانت تُجمع الرؤوس من خلال إدخال الشفرة داخل الأذن. لم يكن أي من هذا يتعلق بالشرف أو اكتساب الاحترام، بل إنه يتعلق فقط بالمال والمكانة الاجتماعية.