in

هل الأذكياء أكثر استهلاكا للكحول؟

كأس نبيد مع كتاب

يعتبر الكثير من النوابغ والعباقرة التي عرفتهم البشرية من مسرفي تناول الكحول والمشروبات الروحانية، أتتذكرون الكاتب الشهير ”إرنست هيمينغواي“ الذي كان يكتب ثملا، وينشر صاحيا؟ أو الكثير من العلماء الذين لطالما أخبرونا أنهم بعد انقضاء يومهم الطويل والشاق من التعامل مع مشاق العمل في المكاتب، فإن أكثر ما قد يزيح العبء عن كاهلهم هو كأس من النبيذ.

كان هذا الإرتباط هو ما دفع بالعلماء إلى إجراء دراسات عديدة في محاولة لفهم والإجابة عن السؤال: هل يستهلك الأذكياء منا الكحول بصورة أكبر؟

في مقالنا هذا أدرجنا لكم خمسة دراسات تتضمن العديد من الحقائق حول العلاقة بين الكحول والذكاء:

1. تتناول النساء الذكيات قدرا أكبر من الكحول، لكن ليس أكبر مما يتناوله الرجل متوسط الذكاء:

في دراسة أجريت في المملكة المتحدة، تبين أن النساء اللواتي ارتدن الجامعة واللواتي اتصفن بالذكاء كن يستهلكن المشروبات الكحولية بنسبة ستة وثمانين بالمائة أكثر من النساء اللواتي لم يرتدن الجامعة واللواتي كن في نفس الفئة العمرية.

أما الرجال، وبصفة عامة كانوا يستهلكون ما نسبته أكبر بـ11.1 بالمائة أكثر من النساء الذكيات، مهما كانت درجة ذكائهم أو ثقافتهم.

2. يكبر الأطفال الأذكياء ليصبحوا ممن يستهلكون الكحول بكثرة:

يصبح الأطفال الأذكياء من الذين يشربون بكثرة عندما يبلغون، وفقا لدراسة قامت بها المنظمة الوطنية لصحة المراهقين ”Adolescent Health“ في الولايات المتحدة الأمريكية، والمنظمة الوطنية لتطوير الطفل في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى دراسة أجريت في فنلندا والتي توصلت إلى أنه كلما أثبت الأطفال ذكاءهم في سن الثانية عشر، كلما زاد احتمال أن يداوموا على استهلاك الكحول في سن السادسة عشر.

3. دراسات عليا = جرعات أكبر من الكحول مع التقدم في السن:

كلما تقدمت بالسن كلما زاد مستوى استهلاكك للكحول؛ هذا في حالة ما إذا كنت من خريجي الجامعة.

قام الإستبيان الوطني الأمريكي حول الصحة واستعمال الدواء بالتوصل إلى أن نسبة 68.4 بالمائة من خريجي الجامعة صرحوا بأنهم يداومون على تناول الكحول، بينما نفى 35.2 بالمائة ممن لم يتخرجوا من الجامعة أنهم يتناولون الكحول في الفئة التي تناولتها هذه الدراسة.

4. يستهلك الأشخاص الأغبياء الكحول بنسبة أكثر من اللازم، إلا أن الإمتناع الكلي عن الإستهلاك يرتبط بمعدلات ذكاء منخفضة في الغالب كذلك:

يميل الأشخاص غير الأذكياء (بتعبير أكثر تهذيبا واحتراما للمشاعر) إلى الإفراط في تناول الكحول، فقط في حالة ما كانوا يفعلون ذلك لمجرد استمتاعهم به، وفي حالة ما كانوا يداومون على الإفراط في الشرب (باستثناء الحالات التي يكون فيها البعض يعاني من مشاكل قد تدفعه للشرب بإفراط على غير عادته).

كما أن أولئك الذين لا يستهلكون الكحول على الإطلاق غالبا ما كانوا ممن يحصلون على نقاط ضعيفة جدا في اختبارات الذكاء، كما يكون سبب امتناعهم هذا بصورة كبير هو ”التصديق الأعمى لبعض الأحكام المسبقة التي تكونها بعض المجتمعات عن المشروبات الكحولية“، كما تصديقهم للمعلومات الشائعة المغلوطة عن أخطار الكحول.

ثم تأتي فئة الأشخاص المدمنين السابقين في الترتيب، والتي تعبر وفقا لدراستنا هذه عن أشخاص غير أذكياء كانوا يفرطون في الشرب، ثم امتنعوا تماما عن الشرب كذلك لأسباب صحية أو اجتماعية.

5. أخيرا، معظم الذين يستهلكون الكحول بصورة معتدلة من ذوي معدلات الذكاء المرتفعة:

وفقا لنفس الدراسة التي تضمنت خمسين ألف ذكرا سويسريا، تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 22، فإن الشرب باعتدال هو أذكى الطرق الإستهلاكية.

سؤال: لماذا تتداخل العديد من الأبحاث العلمية وتختلف في نتائجها؛ التي تتناقض أحيانا في دراساتها، حول العلاقة بين معدل استهلاك الكحول والذكاء؟

يعزى السبب وراء هذا بشكل كبير إلى مشكلة أن الأبحاث تعتمد بصورة كبيرة على التصريحات الشخصية للمشاركين فيها حول حجم استهلاكهم للكحول، وهو الأمر الذي لا يعتبر موثوقا بنسبة قاطعة، ذلك أن الذاتية تلعب دورا كبيرا في الموضوع.

على الرغم من أن الجدل حول العلاقة بين الذكاء واستهلاك الكحول لم يحسم بعد، إلا أن الدراسات العلمية لم تختلف في هذا الموضوع حول أمر واحد وهو أن الإفراط في تناول الكحول لديه الكثير من الترتبات السلبية على صحتك بدون شك، ومنه قد يجعل منك غباؤك تتجاهل المخاطر الصحية التي تلقي بنفسك فيها وتعمد إلى الشرب بإسراف.

ملاحظة أخيرة: درجة استهلاكك للمشروبات الكحولية لا تعكس مستوى ذكائك.

**تحديث مهم (26 أغسطس 2018): اقترحت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء يُدعى بالمستوى الآمن لشرب الكحولّيات أو الخمور بأنوعها. وبالرغم من أنه تم إثبات أن المعدل المتوسط للشرب مفيد للقلب وأشياء اخرى سابقًا، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا مقارنة بمضار الكحول الفعلية.

اقترحت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء يُدعى بالمستوى الآمن لشرب الكحولّيات أو الخمور بأنوعها. وبالرغم من أنه تم إثبات أن المعدل المتوسط للشرب مفيد للقلب وأشياء اخرى سابقًا، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا مقارنة بمضار الكحول الفعلية.
اقترحت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء يُدعى بالمستوى الآمن لشرب الكحولّيات أو الخمور بأنوعها. وبالرغم من أنه تم إثبات أن المعدل المتوسط للشرب مفيد للقلب وأشياء اخرى سابقًا، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا مقارنة بمضار الكحول الفعلية.

مقالات إعلانية