in

علماء يكتشفون فائدة جديدة للاستهلاك المعتدل للكحول: تحسين نوعية الحيوانات المنوية

مجموعة أشخاص يحملون كؤوس جعة

منذ عدة عقود مضت، أظهرت العديد من الدراسات أن الاستهلاك المعتدل للكحول يزيد من طول العمر من خلال توفير الحماية ضد الأمراض القلبية، كما ربطت دراسات حديثة الاستهلاك المعتدل للكحول بانخفاض خطر الإصابة بالسكري، لكن في نفس الوقت ربطت عدة دراسات في نفس الميدان الاستهلاك الخفيف إلى المتوسط للكحول مع انخفاض كفاءة الجهاز العصبي وبعض أنواع السرطانات، مما يترك كل من هو قلق بشأن اتخاذ القرارات الصحيحة بخصوص نمط الحياة الأفضل في حيرة من أمره!

وفي مقالنا هذا، أوردنا دراسة جديدة أضافت نوعا من الجدلية والتمايز إلى منافع استهلاك الكحول ومضاره، وهي خصوبة الذكور.

أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة الصحة الرجالية (آندرولوجي) Andrology في أستراليا أن الرجال الذين يستهلكون 4 إلى 7 وحدات من الكحول -الوحدة تساوي 12.5 غراما من الإثانول، والذي يساوي 125 ملل من النبيذ، و330 ملل من الجعة، و30 ملل من المشروبات الروحية- في الأسبوع كان لديهم حجم سائل منوي أكبر وأعداد أكبر من الحيوانات المنوية مقارنة بالرجال الذين كانوا يستهلكون الكحول بمعدل أقل من وحدة وثلاث وحدات في الأسبوع.

وتماما مثل التجارب السابقة التي أجريت على صحة القلب ومتوسط العمر العام، وجد طاقم هذه الدراسة علاقة غير خطية -على شكل حرف الـU- بين استهلاك الكحول وتركيز الحيوانات المنوية في السائل المنوي، مما يعني أن الرجال الذي كانوا يستهلكون كميات قليلة جدا من الكحول والرجال الذي كانوا يستهلكون الكحول بشكل مفرط لم يكونوا يستفيدون إطلاقا من فوائده في هذا المجال، بينما كان الرجال في الوسط الذين يستهلكونه بشكل معتدل يستفيدون بشكل ملحوظ.

كان مصدر عينات السائل المنوي التي تم فحصها في هذه الدراسة هو 323 رجلا كانوا يخضعون إلى جانب شريكاتهم الإناث إلى علاجات واختبارات التكنولوجيا المساعدة على الإنجاب على مستوى عيادة لعلاج العقم في إيطاليا، وكان بعض الرجال الذين تناولتهم الدراسة يعانون من مشاكل متعلقة بجودة السائل المنوي بينما كان آخرون طبيعيون تماما، وقام الباحثون بتعديل إحصائياتهم وفقا لبعض مشاكل الخصوبة من هذا النوع وبعض العوامل الأخرى التي عُرف عنها تأثيرها على نوعية السائل المنوي والإنجاب وهي: العمر ومستوى النشاط الحركي واستهلاك الكافيين والتدخين والمدة التي يمتنع فيها الشخص عن القذف قبل يوم جمع العينات.

وبشكل مثير للاهتمام، لوحظ أن نوعية السائل المنوي تحسنت لدى كل من الأشخاص الطبيعيين والرجال الذين كانوا يعانون من مشاكل في الخصوبة الذين استهلكوا الكحول بصورة معتدلة. أشارت الباحثة الرئيسة في هذه الدراسة وهي الدكتورة (إيلينا ريتشي) إلى جانب زملائها إلى العديد من الدراسات السابقة التي خلصت إلى نتائج معاكسة لنتائج دراستهم، والتي كانت الأبرز من بينها دراسة معينة كبيرة أجريت سنة 2014 استنتجت أن استهلاك الكحول يبدأ في التأثير على نوعية السائل المنوي ابتداء من استهلاك 5 وحدات أو أكثر في الأسبوع، وعلى الرغم من أن العلاقة كانت أقوى لدى الرجال الذين تجاوز معدل استهلاكهم للكحول 25 وحدة.

يعتقد الباحثون في هذه الدراسة إلى أن عدم توافق النتائج التي توصلوا إليها مع النتائج التي توصلت إليها سابقاتهم من الدراسات كان بسبب الفرق في الطريقة التي قامت بها كل دراسة في تصنيف استهلاك الكحول وعادات الاستهلاك المختلفة لدى الشريحة موضوع الدراسة. على سبيل المثال، قد تكون الكثير من الدراسات المتعلقة بالكحول التي تضمنت الأشخاص الممتنعين عن تناول الكحول تماما أثرت في نتائجها بسبب كون هؤلاء يتجنبون تناول الكحول بسبب تأثيراته السلبية عليهم في الماضي -يكونون عادة من الذين كانوا مدمنين عن الكحول ثم أقلعوا عنه.

وأما فيما يتعلق بالآلية الحيوية الكيميائية التي تربط المشروبات الكحولية والخصوبة، فإن الفريق حدد عدة احتمالات التي تجري بعض منها في اتجاهات متعاكسة، حيث شرح مؤلفو الدراسة ذلك قائلين: ”إن العلاقة بين استهلاك الكحول ونوعية السائل المنوي معقولة بيولوجيا، ذلك أنه معروف أن الجعة والنبيذ يحتويان على متعدد الفينولات مثل الـ(ريسيفيراترول) والـ(كزانثومول)، التي أثبتت أن لها احتمالات كبيرة في علاج وحماية الخلايا“، واستطرد الباحثون: ”من جهة أخرى، أظهرت تجارب ودراسات أخرى أن للكحول تأثيرات ضارة على جميع مستويات الجهاز التناسلي للرجل: فهو يتداخل مع وظيفة ’محور الخصية المهادي النخامي‘ Hypothalamic-Pituitary-Testicular Axis مما يتسبب في اضطرابات إفرازات الغدد التناسلية مع انخفاض معتبر في مستويات التستوستيرون“.

**تحديث مهم (26 أغسطس 2018): اقترحت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء يُدعى بالمستوى الآمن لشرب الكحولّيات أو الخمور بأنوعها. وبالرغم من أنه تم إثبات أن المعدل المتوسط للشرب مفيد للقلب وأشياء اخرى سابقًا، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا مقارنة بمضار الكحول الفعلية.

اقترحت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء يُدعى بالمستوى الآمن لشرب الكحولّيات أو الخمور بأنوعها. وبالرغم من أنه تم إثبات أن المعدل المتوسط للشرب مفيد للقلب وأشياء اخرى سابقًا، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا مقارنة بمضار الكحول الفعلية.
اقترحت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء يُدعى بالمستوى الآمن لشرب الكحولّيات أو الخمور بأنوعها. وبالرغم من أنه تم إثبات أن المعدل المتوسط للشرب مفيد للقلب وأشياء اخرى سابقًا، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا مقارنة بمضار الكحول الفعلية.

مقالات إعلانية