in

دخلك بتعرف (دينكي بورو): الحمّامات الكهربائية في اليابان؟

حمام كهربائي

اليابان وما أدراك ما اليابان، هذا البلد المسالم الذي دائماً ما يأتي لنا مواطنوه بأغرب الأمور التي لا تخطر على بال أحد، ونحن هنا سوف نتكلم عن أحدها.

ماء وكهرباء! هل جننت؟ لا، هناك من يستحمون بماء يمر فيه تيار كهربائي، هذا الأمر حقيقي تعامل معه بكل رحابة صدر.

تملك العديد من بيوت الإستحمام العامة في اليابان مغاطس خاصة موصولة بأقطاب كهربائية حقيقة، مخصصة لهؤلاء الذين يفضلون أن يشعروا بتدفق التيار الكهربائي في أجسادهم، عوضاً عن شربهم للقهوة مثلاً مثل بقية الأناس العاديين، تُعرف هذه الحمامات باسم (دينكي بورو) أو الحمّامات الكهربائية، وهي منتشرة في جميع أنحاء اليابان وهي ليست بالأمر الغريب عند اليابانيين.

لعلك تعلمت في مدرستك الإبتدائية عن خطورة الجمع بين الكهرباء والماء، ولكن يمكنك الآن تجربة هكذا أمر في (دينكي بورو)، فالصدمات الكهربائية ليست قاتلة بمجملها، الأمر يعتمد على شدة التيار الكهربائي الذي يمر في جسدك، فوجود مثل هذه الحمامات يُثبت هذا الكلام.

يُوضع المغطس بين صحفيتين كهربائيتين متعاكستي الأقطاب، مما يتيح مرور تيار كهربائي خفيف الشدة في مياه المغطس ومنه للجسم، وهنا تبدأ المغامرة، يسبب هذا التيار خفيف الشدة حدوث صدمة كهربائية بسيطة جداً تؤدي إلى تقلص في العضلات وشعور بالتنميل (الخدر).

حمام كهربائي
حمام كهربائي

يستمتع البعض بهذا الشعور جداً ويفضله على غيره من الأمور الجميلة التي يمكن للشخص الإستمتاع بها، بينما يجده بعضهم شعوراً مؤلماً لا يودون تجربته مرة أخرى.

يُقال بأن هذه الحمامات الكهربائية تساعد على تخفيف وطأة الروماتيزم والتهاب الفقار، ولكن يشاع أيضاً بأنها تخفّض من عدد الحيوانات المنوية مما قد يؤدي إلى العقم عند الشباب الصغار المحبين لهذه اللسعات الكهربائية الخفيفة، فنحن لن نلومك إن هربت عند سماعك لكلمة حمام كهربائي.

من الصعب علينا اقتفاء جذور ظهور هذه الحمامات، ولكن من الواضح أنها كانت موجودة منذ عام 1928، والدليل على هذا انتشار قصة تُدعى (Denkiburo no Kaishi Jiken)، وهي قصة تتحدث عن حالة وفاة مشبوهة في الحمامات الكهربائية.

كان العلاج بالتيار الكهربائي (المعالجة الكهربائية) موجوداً منذ القرن 18 عندما تم استخدامه لأول مرة في مشفى لندن لأغراض علاجية غير معروفة.

حمام كهربائي فرنسي في نهاية سبعينات القرن التاسع عشر
حمام كهربائي فرنسي في نهاية سبعينات القرن التاسع عشر – صورة: engineeringhistory/Tumblr

خلال أربعينيات القرن الماضي، استخدمت وزارة الدفاع الأمريكية العلاج الكهربائي في معالجة الجنود المصابين في الحرب لمنع ضمور العضلات لديهم، وكذلك لاستعادة كتلتها وقوتها السابقة أو على الأقل حفظ ما يمكن حفظه من قدرتها التقلصية، كما استُخدم العلاج الكهربائي وأعطى نتيجة إيجابية في معالجة حالات سرطانية محددة، ففي عام 1985 نشرت مجلة الأبحاث السرطانية دراسة مميزة أظهرت انكماش 98% من الورم السرطاني عند الحيوانات عندما تمت معالجتها بالعلاج الكهربائي لـ5 ساعات كل يوم على مدى 5 أيام.

على الرغم من أن فعالية العلاج الكهربائي لم تُثبت بعد بشكل قاطع، إلا أنه يُستخدم كعلاج بديل لآلام الظهر، وآلام العضلات، والصداع العادي والنصفي، والتهاب المفاصل، واضطرابات الجهاز العضلي، واختلال وظيفة الوصل العضلي العصبي، ومجموعة أخرى من الحالات التي لسنا بصدد ذكرها الآن.

وفقاً للموقع الصحي الأكثر شعبية في العالم WebMD، فالعلاج الكهربائي مفيد لتخفيف الألم، لأن التيار الكهربائي الصادر عن الأقطاب الكهربائية يحفّز الأعصاب الموجودة في المنطقة المصابة مما يؤدي إلى إرسال نبضات وإشارات كهربائية عصبية إلى الدماغ، والتي تُوقف بدورها نقل الإشارات العصبية الخاصة بالألم التي كانت تصدر عن تلك المنطقة المصابة، ووفقاً لنظريات أخرى فإن تحفيز الأعصاب الكهربائي يحرض الجسم على إنتاج المسكنات الطبيعية التي تُسمى بالأندروفينات، وهي مسكنات طبيعية يفرزها الجسم لتخفيف وإيقاف الشعور بالألم.

من المستحسن دائماً استشارة طبيب قبل المبادرة بتجريب علاجات كهربائية، كما يجب تجنب تجربة هذه الحمامات في حالة الأشخاص الذين تمت زراعة أجهزة تنظيم ضربات القلب لديهم (جهاز ينظم الضربات الكهربائية من خلال إرساله لنبضات كهربائية إضافية في حال ضعف كهربائية القلب، خوفاً من التداعيات الأخرى كالرجفانات البطينية القاتلة) أو في حال أمراض القلب الأخرى.

تذكر: الأمر ليس مثبتاً بشكل قاطع لحد الآن.

حمام كهربائي قابل للإستخدام المنزلي
حمام كهربائي قابل للإستخدام المنزلي

مقالات إعلانية