in

أبرز التوترات الطائفية بين السنة والشيعة في العصر الحديث

الحرب الإيرانية العراقية

كانت الثورة الإسلامية في إيران، واستلام الشيعة سلطة البلاد عام 1979، أشبه بفتيلٍ أشعل عدداً من التوترات والنزاعات الطائفية في المنطقة، وكانت هذه التوترات الشيعية السنية سبباً رئيسياً في اندلاع حروب مدمرة وثورات عديدة، كما راح ضحيتها آلاف القتلى على مر السنين.

سنسلط الضوء في هذا الجدول الزمني على أبرز التوترات الطائفية بين السنة والشيعة والأسباب الكامنة وراءها. لا ندعم في مقالنا هذا أي طرفٍ على حساب الآخر، بل نعرض الأحداث والوقائع كما جرت:

عام 1979

الثورة الإسلامية الإيرانية في 16 يناير عام 1979:

وصول قائد الثورة الخميني إلى طهران. صورة: AP Photo
وصول قائد الثورة الخميني إلى طهران. صورة: AP Photo

فرّ حاكم إيران (محمد رضا شاه بهلوي) من البلاد بعد شهور من الاحتجاجات الضخمة والمتزايدة. وعاد رجل الدين الشيعي آية الله روح الله الخميني من المنفى ليقود جمهورية إيران الإسلامية، بالاعتماد على الدستور الذي سيمنحه سلطة دينية وسياسية بموجب مفهوم ولاية الفقيه (أو وصاية الفقيه).

بدأ الخميني، أو الزعيم الأعلى، بتصدير الثورة الإسلامية إلى باقي البلدان، وكانت هذه الحركة بمثابة إنذار لحكام الدول من أتباع المذهب السني، الذين تحوي دولهم على تجمعاتٍ سكانية شيعية كبيرة كالعراق، والبحرين، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ولبنان، وباكستان.

الجيش السوفيتي يغزو أفغانستان في 24 يناير عام 1979:

مقاتلين أفغان وأجانب في ولاية كنر عام 1987
مقاتلين أفغان وأجانب في ولاية (كنر) عام 1987. صورة: Erwin Franzen/Flickr

غزت القوات السوفيتية أفغانستان بعد مطالبة الحكومة الشيوعية في كابول المساعدة العسكرية لمحاربة المتمردين الإسلاميين. جذب هؤلاء المتمردون، والمعروفون باسم المجاهدين، عدداً كبيراً من الأفغان للقتال في صفوفهم، وانضم إليهم آلاف المقاتلين السنة الأجانب، وإن كنت على دراية بالتاريخ، فأسامة بن لادن، الشاب السعودي، كان واحداً من هؤلاء الأجانب الذين قاتلوا في صفوف المتمردين.

دعمت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة المجاهدين بالأسلحة والمال، ووصلهم الدعم عن طريق باكستان، وكانت هذه الحرب، التي صُوّرت كمقاومة للغزو السوفيتي، حدثاً مهماً في تاريخ الحركات السنية الأصولية، كما رفعت من مقدار ومرتبة هذه الحركات.

عام 1980

مظاهرات الشيعة في باكستان والتوترات الطائفية في 5 يوليو عام 1980:

محمد ضياء الحق، الرئيس السادس لباكستان من سنة 1978 إلى 1988. صورة: Central Press/Getty Images
محمد ضياء الحق، الرئيس السادس لباكستان من سنة 1978 إلى 1988. صورة: Central Press/Getty Images

قام عشرات الآلاف من الشيعة بتنظيم احتجاجات في إسلام آباد نتيجة فرض بعض القوانين السنية على عموم المسلمين. منح الرئيس الباكستاني الشيعة إعفاءً عن الالتزام بها، لكن المواجهات الطائفية أصبحت قضية سياسية مهمة في البلاد، ونتيجة لتعاقب الأحداث، قامت جماعات سنية كـ”جماعة عسكر جنجوى“ و”جيش الصحابة“ بقتل آلاف الشيعة على مدى العقود الثلاثة المقبلة.

تلك الجماعات ممولة من رجال الدين الوهابيين في المملكة العربية السعودية، كما ظهرت جماعات شيعية مسلحة وطائفية كمنظمة ”التحريك الجعفرية“، لكنها كانت مسؤولة عن عددٍ أقل من الهجمات.

الحرب الإيرانية العراقية في 22 سبتمبر عام 1980:

جندي عراقي وهو يشاهد مصفاة مصفاة عبادان الإيرانية وهي تحترق. صورة: Henri Bureau/Corbis
جندي عراقي وهو يشاهد مصفاة مصفاة عبادان الإيرانية وهي تحترق. صورة: Henri Bureau/Corbis

خشي الرئيس العراقي صدام حسين –الحاكم السني في دولة تحوي عدداً كبيراً من الشيعة – الآثار غير المباشرة للثورة الإيرانية، فأرسل قواته لاحتلال جزء من محافظة غنية بالنفط في إيران، وأشعلت هذه الخطوة حرباً استمرت لـ8 سنوات راح ضحيتها نحو مليون شخص.

حصل العراق على دعمٍ من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، واشتركت الأخيرة في هذا الصراع جراء ممارسات الحكومة الإيرانية الجديدة المعادية لأمريكيا، خاصة بعد قيام الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن الدبلوماسيين الأمريكيين.

عام 1991

صدام حسين يسحق التمرد الشيعي بعد حرب الخليج في 28 فبراير عام 1991:

صبي عراقي يحمل صحن من النقانق لبيعها بين أنقاض المنازل في منطقة غرب جسر الأحرار في بغداد بتاريخ 20 فبراير 1991. صورة: John Rice / AP
صبي عراقي يحمل صحن من النقانق لبيعها بين أنقاض المنازل في منطقة غرب جسر الأحرار في بغداد بتاريخ 20 فبراير 1991. صورة: John Rice/AP

اندلعت أعمال شغبٍ في مدينتي البصرة والنجف الشيعيتين بعد أن طرد الحلفاء، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، القوات العراقية من الكويت في حرب الخليج الأولى، وجاءت التحركات الشيعية بعد اعتقاد المحتجين أنهم سيحصلون على دعمٍ أمريكي إن ثاروا على صدام حسين.

لم يصرّح المسؤولون الأمريكيون أنهم سيقدمون أي دعمٍ للشيعة في العراق، لذا قامت قوات صدام حسين بشن حملة قمع وحشية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الشيعة، كما قصفت القوات الحكومية ضريحي النجف وكربلاء المقدسين ودمّرت أجزاءً من بلدات شيعية.

عام 1998

مذبحة طالبان في حق الشيعة في مزار الشريف في 8 أغسطس عام 1998:

مزار الشريف.
مزار الشريف. صورة: Reuters

استولى مسلحو طالبان –وهم من الأصوليين السنة – على السلطة بعد هزيمة القوات السوفيتية، فقاموا بالاستيلاء على مدينة مزار الشريف في الشمال الغربي من أفغانستان، وقتلت الحركة ما لا يقل عن ألفي شيعي في مزار الشريف وباميان بين عامي 1997 و1998، كما ساعد هذا الهجوم في الشمال الغربي من البلاد، والمدعوم من دولة باكستان، في تعزيز سلطة طالبان على البلاد.

قام المتشددون أيضاً بقتل 8 دبلوماسيين إيرانيين في مزار الشريف، فقامت طهران بنشر قواتها على الحدود رداً على هذا التحرك، ولم تحدث مواجهات بين الطرفين نتيجة تدخل الأمم المتحدة.

عام 2001

هجمات القاعدة على الولايات المتحدة ومقتل آلاف الأمريكيين في 11 سبتمبر عام 2001:

هجمات الحادي عشر سبتمبر.
هجمات الحادي عشر سبتمبر. صورة: Sara K. Schwittek/Reuters

ردت الولايات المتحدة الأمريكية على الهجمات التي شنتها القاعدة في مدينتي نيويورك وواشنطن أن طاردت قواتها قادة القاعدة ومسلحيها حتى معاقلهم في أفغانستان، كما أطاحت بحكومة طالبان وأقامت نظاماً جديداً في البلاد بمساعدة دولية.

ازدادت المخاوف السنية في دول الخليج والأردن من إحياء المد الشيعي وبعثه من جديد، خاصة بعد الإطاحة بحكومة طالبان المناهضة لإيران، والغزو الأمريكي للعراق بعد مدة وجيزة، والذي أسقط خصماً آخر لإيران، وهو صدام حسين.

عام 2003

الغزو الأمريكي للعراق في 19 مارس عام 2003:

الجنود الأمريكيون يسقطون تمثال صدام حسين.
الجنود الأمريكيون يسقطون تمثال صدام حسين. صورة: Goran Tomasevic/Reuters

غزت الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا العراق وأنهت نظام صدام حسين، وأنهت معه عقوداً من الهيمنة السنية على العراق، فاندلع العنف والنزاع الطائفي عندما قام السنة (العلمانيون والمتدينون) وفلول النظام البعثي المخلوع، بمقاومة قوات التحالف وحلفائهم الشيعة، لكن بعض الميليشيات الشيعية كانت تعارض الوجود العسكري الأمريكي أيضاً.

تدفق المسلحون السنة الأجانب، الذين ينتمي عدد كبير منهم إلى تنظيم القاعدة، للمشاركة في الحرب الطائفية في العراق، كما تعاظم النفوذ الإيراني في البلد دراماتيكياً عندما بدأت طهران بدعم المتشددين الشيعة والأحزاب الشيعية السياسية المهيمنة على العملية الانتخابية.

عام 2005

اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير عام 2005:

مظاهرات في لبنان ضد اغتيال الحريري.
مظاهرات في لبنان ضد اغتيال الحريري.

اغتيل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في انفجار سيارة مفخخة، وجاء ذلك بعد قيامه بحشد الضغط الدولي على سوريا كي تسحب قواتها الباقية في لبنان منذ عام 1976. اعتُبر اغتيال الحريري مؤامرة سورية بدعم من حلفائها اللبنانيين، وتحديداً حزب الله، واندلعت مظاهرات حاشدة تطالب سوريا بسحب قواتها من لبنان.

حرّضت حادثة الاغتيال تعبئة طائفية وبروز توترات بين السنة –الذين مثلهم الحريري سابقاً– وحزب الله والشيعة اللبنانيون حلفاء سوريا، فانقسمت الأحزاب المسيحية اللبنانية بين بعضها، فانحاز بعضها لمعسكر الحريري ودعم بعضها الآخر حزب الله.

عام 2006

تفجيرٌ في مزار شيعي وتصعيد العنف الطائفي في العراق في 22 فبراير عام 2006:

مسجد العسكري الشيعي المتضرر من القصف، أحد الأماكن الشيعية المقدسة. صورة: Hameed Rasheed/AP Photo
مسجد العسكري الشيعي المتضرر من القصف، أحد الأماكن الشيعية المقدسة. صورة: Hameed Rasheed/AP Photo

أصبحت أعمال العنف الطائفية روتينية في العراق، حيث تستهدف الميليشيات السنية والشيعية العراقيين في جميع أنحاء البلاد. أدى تدمير القبة الذهبية لمسجد العسكري في سامراء –والذي يضم ضريحي الإمامين الشيعيين العاشر والحادي عشر– إلى اندلاع موجة من أعمال العنف الأكثر حدة، حيث تضاعفت حصيلة القتلى الشهرية من المدنيين في العراق إلى 900 قتيل.

إعدام صدام حسين في 30 يناير عام 2006:

متظاهرون في الهند ضد إعدام صدام حسين. صورة: Ahmad Masood/Reuters
متظاهرون في الهند ضد إعدام صدام حسين. صورة: Ahmad Masood/Reuters

أُعدم الرئيس المخلوع صدام حسين، والمسؤول عن مقتل آلاف الشيعة والسنة في العراق، وسط استهزاء حشود من الناس يرددون اسم رجل الدين الشيعي وزعيم ميليشيا جيش المهدي مقتدى الصدر. رفع هذا المشهد المصوّر مكانة صدام حسين عند السنة، وأصبح يُعتبر شهيداً بالنسبة لعددٍ كبير منهم، كما يُبرز الواقع الجديد في المنطقة المتمثل بصعود القوة الشيعية في العراق.

عام 2011

اندلاع احتجاجات في الشرق الأوسط كاشفة عن أحقاد طائفية:

مظاهرات حماة لإسقاط النظام السوري. صورة: Reuters
مظاهرات حماة لإسقاط النظام السوري. صورة: Reuters

اجتاحت موجة من الاحجاجات المطالبة بالديمقراطية جميع أنحاء العالم العربي. بدءاً من الإطاحة بالرئيس التونسي، ثم ثورة مصر في 11 فبراير، وانتهاءً بدول عربية أخرى فيما عُرف بـ”الربيع العربي“.

رحب المسؤولون الإيرانيون بسقوط حلفاء الولايات المتحدة القدامى، كالرئيس المصري حسني مبارك، كما كانت الاضطرابات في البحرين، ذات الأغلبية الشيعية المضطهدة، نقطة إيجابية لصالح إيران.

غير أنه مع بدء الحرب الأهلية في سوريا، بدأت طهران بدعم النظام السوري الذي يسيطر عليه العلويون (والعلويون طائفة من الشيعة الاثني عشرية لكنها تتميز باختلافات جذرية عن المذهب الشيعي)، بينما شكّل السنة النسبة الأكبر من المعارضة السورية. أحيت هذه الحرب الأهلية التوترات الطائفية السائدة في المنطقة وسوريا، واتسعت رقعتها لتشمل مواجهات طائفية إقليمية.

عام 2012

الرئيس المصري يزور إيران في 30 أغسطس عام 2012:

مرسي وأحمدي نجاد
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يتحدث إلى الرئيس المصري السابق محمد مرسي خلال القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز في طهران. صورة: Reuters

قام الرئيس المصري محمد مرسي بزيارة طهران، وهي أول زيارة يقوم بها زعيم مصري إلى إيران منذ اعتراف القاهرة بإسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي. أشارت هذه الزيارة إلى احتمال قيام علاقات جديدة بين إيران والإسلاميين السنة.

مقتل أحد قادة حزب الله في سوريا في 1 أكتوبر عام 2012:

جنود حزب الله يشيعون جثة القائد علي بازي الذي قتل في سوريا.
جنود حزب الله يشيعون جثة القائد علي بازي الذي قتل في سوريا.

أدت الحرب الأهلية في سوريا إلى تقسيم المجتمع على أساس طائفي، حيث تدعم نسبة كبيرة من السنة المتمردين المسلحين، بينما يدعم أغلب العلويين والشيعة وأقليات أخرى النظام الحاكم. بدأ مقاتلون أجانب بالتدفق إلى سوريا لدعم المتمردين، بينما ازداد التدخل الإيراني وميليشيا حزب الله في الأزمة السورية ووقوفهما إلى جانب النظام.

جاء مقتل أحد مؤسسي حزب الله وهو علي حسين ناصيف قبل شهور من اعتراف الحزب علناً بدوره في الحرب الأهلية السورية، كما ظهر أيضاً دور المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى في الحرب عن طريق تمويل المتمردين، أي أصبحت الحرب الأهلية في سوريا حرباً إقليمية بالوكالة.

عام 2013

توسع نشاط الدولة الإسلامية في العراق والشام ليشمل سوريا أيضاً:

مسيرة استعراضية لمقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة تل أبيض السورية. صورة: Yaser Al-Khodor/Reuters
مسيرة استعراضية لمقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة تل أبيض السورية. صورة: Yaser Al-Khodor/Reuters

وسعت الدولة الإسلامية، والتابعة لتنظيم القاعدة، نشاطها في سوريا فخُلق ما يُعرف اليوم باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو داعش اختصاراً. عُرف عن هذه المنظمة أعمالها الإجرامية ضد كل من يقف في وجهها، سواء كان سنياً أم شيعياً، وأثبتت الدولة أنها تنظيمٌ متطرف تفوق القاعدة في وحشيتها، لذا تم طردها في نهاية الأمر.

أدت هجمات داعش في العراق وسوريا إلى مزيد من العنف والتوترات الطائفية في المنطقة، كما زاد اتساع رقعة المناطق الخاضعة لسيطرة داعش من خطر حل الحدود بين البلدين.

عام 2014

انتشار معاداة الشيعة في أندونيسيا في 20 أبريل عام 2014:

يحاول المسلمون الآسيويون المتأثرون بالعنف الطائفي في الشرق الأوسط وباكستان تجنب التوترات الطائفية المحتملة عن طريق قمع المجتمعات الشيعية الصغيرة أو النامية، حيث عقد رجال الدين الإندونيسيون والإسلاميون المتطرفون اجتماع ”التحالف المناهض للشيعة“ في ماليزيا، وهي أكبر دولة إسلامية في العالم تحوي غالبية سنية تصل إلى 99% من السكان. وانتهى الاجتماع بتنفيذ قوانين تحظر نشر المذهب الشيعي في البلاد.

تعبئة الميليشيات الشيعية بالتزامن مع تقدم داعش في العراق في 20 يونيو عام 2014:

مقاتلو جيش المهدي الشيعيون الموالون لمقتدى الصدر ينظمون مسيرات في النجف.
مقاتلو جيش المهدي الشيعيون الموالون لمقتدى الصدر ينظمون مسيرات في النجف. صورة: Alaa Al-Marjani/Reuters

استحوذ مسلحو داعش وغيرهم من الجماعات السنية المسلحة على الموصل، وهي ثاني أكبر مدن العراق. ولم يواجه هؤلاء سوى مقاومة ضعيفة من الجيش العراقي، وجاء التمرد السني رداً على السياسات الإقصائية التي اتبعها رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، وأخذ التمرد بالاتساع نحو بغداد والحدود العراقية مع سوريا والأردن.

هدد تنظيم داعش بتدمير الأضرحة الشيعية المقدسة، مما دفع برجل الدين الشيعي آية الله علي السيستاني بالدعوة إلى حمل السلاح، والتجنيد الجماعي للشيعة. وبالطبع، أدى ذلك إلى مزيدٍ من التوترات الطائفية.

عام 2015

احتلال الحوثيين صنعاء في 21 فبراير عام 2015:

أتباع الحوثي يتظاهرون ضد الغارات الجوية التي تقودها السعودية على اليمن. صورة: Khaled Abdullah Ali Al Mahdi/Reuters
أتباع الحوثي يتظاهرون ضد الغارات الجوية التي تقودها السعودية على اليمن. صورة: Khaled Abdullah Ali Al Mahdi/Reuters

فرّ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من صنعاء بعد استيلاء الحوثيين عليها. والحوثيون هم جماعة شيعية زيدية متشددة. استخدمت القاعدة تقدم الحوثيين لاجتذاب مزيدٍ من الجنود وتحسين وضعها بين السنة في اليمن، بينما حاولت إيران دعم ميليشيات الحوثي، وأجرت رحلات جوية مدنية إيرانية إلى العاصمة صنعاء لأول مرة منذ 25 عاماً.

في المقابل، قامت المملكة العربية السعودية، مدعومة من 9 دولٍ ذات أغلبية سنية بالإضافة إلى الولايات المتحدة، بشن غارات جوية على مواقع وأهداف حوثية في شهر مارس.

عام 2016

المملكة العربية السعودية تقطع علاقاتها مع إيران في 3 يناير عام 2016:

نساء إيرانيات في احتجاجات ضد إعدام نمر النمر الشيعي السعودي. صورة: Vahid Salemi/AP Photo
نساء إيرانيات في احتجاجات ضد إعدام نمر النمر الشيعي السعودي. صورة: Vahid Salemi/AP Photo

قطعت السعودية علاقاتها مع إيران لأول مرة منذ عامي 1988-1990. وجاء التصعيد بعد يومٍ من إعدام السعودية الشيخ نمر النمر، وهو رجل دين شيعي قاد احتجاجات ضد الحكومة السعودية شرقي البلاد، وتلك منطقة نفطية تعيش فيها أغلبية شيعية.

أدان المسؤولون الإيرانيون عملية الإعدام، واندلعت احتجاجات إيرانية في السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، مما دفع بالسعودية إلى قطع علاقاتها مع إيران.

هددت هذه الحركة المساعي الأمريكية في إيجاد حلّ للأزمة السورية، فكان من المفترض أن تشارك فيها السعودية وإيران. ونتيجة قرار السعودية، قامت دول أخرى بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران كالبحرين والسودان، كما خفضت الإمارات العربية المتحدة والكويت من مستوى علاقتهما مع إيران.

تطبيق الاتفاق النووي الإيراني في 16 يناير عام 2016:

تطبيق الاتفاق النووي الإيراني.
تطبيق الاتفاق النووي الإيراني. صورة: Carlos Barria/Reuters

أكد مراقبو الأمم المتحدة قيام إيران بإتخاذ الخطوات الأولى للحد من برنامجها النووي والتزامها بالاتفاق النووي كما جاء في خطة العمل الشاملة المشتركة في الصيف الذي سبق عام 2016. وتلا ذلك رفع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا العقوبات التي فُرضت سابقاً على إيران.

بالطبع، لم ينل هذا القرار إعجاب المملكة العربية السعودية، وحاولت بشدة إجهاض المساعي الدولية عن طريق حث الولايات المتحدة على الوقوف ضدها، حيث ارتأت المملكة أن رفع العقوبات سيعطي إيران مجالاً لمزيدٍ من التدخل في حروب الوكالة الجارية في الشرق الأوسط، وأعلنت دول الخليج أن توقيع الاتفاقية قد يدل على عدم التزام الولايات المتحدة بالضمانات التي قدمتها للحفاظ على أمن دول الخليج.

عام 2017

الأزمة الدبلوماسية بين العرب ودولة قطر في 5 يونيو عام 2017:

قطر
فتاة تحمل صورة لأمير قطر أثناء مظاهرة في الدوحة. صورة: Naseem Zeitoon/Reuters

وجهت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين اتهاماتٍ لدولة قطر، تدعي فيها قيام الدولة الصغيرة بدعم ورعاية الإرهاب في المنطقة، وقامت الدول السابقة بعزل قطر ومنع السفر إليها، وعززت هذه الدول موقفها بعد حصولها على دعمٍ دولي.

كان لدولة قطر سياسة دولية مستقلة عن جيرانها الخليجيين، فبعد اندلاع الثورات في العالم العربي منذ عام 2011، قدمت قطر دعمها لحركات إسلامية معادية للمملكة العربية السعودية والإمارات، كما رفضت الانضمام للموقف السعودي والإماراتي المناهض لدولة إيران.

برز الموقف الخليجي المعادي لقطر والداعي لعزلها دولياً بعد انتهاء قمة الرياض، حيث التقى فيها زعماء القوى السنية مع الرئيس الأمريكي (دونالد ترمب) في أول زيارة خارجية له، وكان أبرز نتائج هذه القمة اتخاذ موقف موحد ضد إيران.

الهجمات الإرهابية في إيران وعلاقتها بداعش في 7 يونيو عام 2017:

الهجمات الإرهابية في إيران.
البرلمان الإيراني خلال الهجوم. صورة: TIMA/Reuters

أعلنت داعش مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت البرلمان الإيراني وضريح قائد الثورة (آية الله الخميني)، والتي حدثت في يومٍ واحد، والتي راح ضحيتها 17 قتيلاً وعشرات الجرحى. كان منفذو الهجمات من الأكراد الإيرانيين، لكن القيادات العليا في إيران ألقت اللوم على المملكة العربية السعودية، واتهمتها بدعم الجماعات الإرهابية في إيران.

مقالات إعلانية