in

دليلك للانفصال عن شريكك بأقل الأضرار العاطفية بالنسبة للطرفين

عندما تصل العلاقة إلى طريق مسدود، ويلوح شبح الانفصال في الأفق، سيعاني كلا الطرفينمن ألم الفقد، لكن من المؤكد أن الطرف الذي انفصل عنه شريكه سيعاني من الصدمة أكثر في نهاية هذه العلاقة. وهذا لا يعني أن صاحب قرار الانفصال يمتلك مناعة من التبعات العاطفية لهذا الانفصال.

على المدونات والمواقع المعنية بالأمور العاطفية والنفسية، ستجد مقالات بالجملة تحدثك عن كيفية التأقلم مع تبعات انفصالك عن شريكك، والتي قد تخلق أثراً نفسياً بليغاً عليك، لكن نادراً ما تجد مدونة تتحدث عن كيفية الانفصال عن شريكك بأفضل الطرق الممكنة لتتجنب تلك الآثار.

أنا لا أجزم أن هناك طرقاً تجعل شريكك يتقبل قرارك هذا، وكأن شيئاً لم يكن. لكن على الأقل، ستجعل الأمر أهون عليه إلى حدٍ ما.

أولاً، وإن عزمت على القيام بهذه الخطوة، فعليك أن تدرك أن نهاية العلاقة ليست وحدها على المحك، بل عليك أن تأخذ بالحسبان كل تلك الذكريات والعواطف التي شاركتها معه يوماً ما. لذا عليك السعي للمحافظة على النظرة الإيجابية لتلك الفترة التي عشتماها معاً، من المنظور المستقبلي لكليكما. ويجب ألّا تؤثر لحظة الانفصال تلك بشكل سلبي على ذكرياتكما هذه.

عندما تصل لمرحلة تجد نفسك فيها أمام خيار وحيدٍ، وهو الانفصال عن شريكك، ستجد نفسك في هذه المرحلة أمام ضغط نفسي هائل. وكلما طالت تلك المرحلة، زادت الضغوطات التي تعاني منها وحيداً.

وما يزيد الطين بلةً، أنه نادراً ما يحظى من اتخذ قرار الانفصال بالدعم من وسطه الاجتماعي، كالدعم الذي يحظى به الطرف الآخر من هذا الانفصال. فالضغط سيصب عليك قبل اتخاذ هذا القرار وبعد بتِّ الأمر.

ومهما حاولت أن تخفف من وقع هذا القرار عليك، إلاّ أنك ستمر بمرحلة مريعة من الحزن على نهاية هذه العلاقة. ومشاعر الحزن بالمناسبة ضرورية في هذه الفترة. لكن إن بقيت تلوم نفسك على هذه الخسارة، فسيكون من الصعب عليك الخروج من دوامة الحزن تلك.

عندما تنفذ من جعبتك كل الخيارات، وعليك المضي نحو اتخاذ هذا القرار. هناك بعض الإرشادات التي عليك اتباعها للتخفيف من وقْع هذا الأمر عليكما. قد تجد أن بعض هذه الإرشادات ستعقّد الأمر أكثر، لكن بأخذ نظرة خاطفة على المستقبل، ستجد أن اتباعك هذه الإرشادات، وتجنبك لقائمة صغيرة من المحظورات، قد جعلكما تنظران –أنت والشريك– إلى هذا الانفصال باحترام وبدون أي صورٍ سلبية أو ضبابية.

أمور يجب عليك القيام بها:

  1. لا تماطل في اتخاذ قرارك. فإن رأيت أن الاستمرار في العلاقة لن ينفع، بادر باتخاذ هذا القرار. فالمماطلة ستؤدي فقط اتدهور العلاقة أكثر.
  2. احرص على أن تُعْلِم شريكك بنواياك تلك وأنت حاضرٌ أمامه، لتظهر له أن علاقتكما كانت مهمةً بالنسبة لك. لا تنفصل عن شريكك عبر رسالة نصية، أو عبر الواتساب. فهذا سيؤذي مشاعره جداً، وسيجعلها مشوشةً حيال هذا الانفصال.
  3. عليك أن تبوح له عن المشاعرك التي تختلج صدرك تجاه هذا الأمر برمته. فإن كتمانك المشاعر ومقاومة إظهارها له سيزيد معاناته حيال انفصالكما. لكن في نفس الوقت، عليك أن تدرك متى سيكون فرط صراحتك مؤذياً.
  4. كن صادقاً حيال الأسباب التي دفعتك لاتخاذ قرار الانفصال هذا. لا تدع الغموض يلف أسبابك تلك. امنح شريكك الاحترام الذي يستحقه، والذي يتوقعه منك في لحظاتكما الأخيرة.
  5. كن شجاعاً وتحمل مسؤولية قرارك هذا. وقل له أن هذا هو ما تريده. فلا تلقي باللوم على الظروف أو على شريكك.
  6. أعط شريكك فرصة للتحدث، وحاول ألّا تقاطعه للدفاع عن نفسك. حاول الإجابة عن أسئلته بصراحة ووضوح قدر الإمكان.
  7. اقطع تواصلك مع شريكك بشكل نهائي بعد الانفصال لفترة معينة. لتظهر له احترامك لمشاعره، ولتبين له أن هذا هو الواقع الجديد الذي يجب أن يتعايش معه من الآن وصاعداً.

أمور عليك تجنبها:

صورة: Getty
  1. لا تخبره عن نيتك للانفصال عنه في مكان عام. فهذا لن يساعده على إظهار ردة فعل حقيقية تجاه هذا الأمر. الخصوصية ستساعده في مثل هذا الموقف. فهو سيريد أن يسألك عن الأسباب التي دفعتك لاتخاذ هذا القرار، وسيكون من الأسهل طرح هذه الأسئلة في مكان يتسم بالخصوصية والأمان.
  2. لا تقم بذلك في منزلك. منزل شريكك سيكون مناسباً أكثر إن أمكن ذلك. فعندما يدلو كل منكما بدلوه وينتهي الأمر، سهِّل الأمر عليه بأن تكون أنت الشخص الذي سيغادر المكان. ولا تضطره للقيام بذلك وهو يعاني من تبعات هذه المشاعر القاسية التي ستعصف به بعد إخبارك له بنواياك تلك.
  3. لا تعطه أملاً كاذباً. فإن كنت قد حسمت أمرك على الانفصال معه ورأيت أن قرارك هذا لا رجعة فيه، بت الأمر فوراً ولا تبقي العلاقة مفتوحة.
  4. لا تدخل في علاقة صداقة معه ظناً منك أنك ستخفف عليه معاناته. بل على العكس ستجعله يعاني أكثر. هدفك هنا أن تجعله يمتلك ذكريات إيجابية عن العلاقة التي جمعتكما معاً، لا أن تجعله ينظر إلى الوراء ويرى صورة ضبابية للعلاقة تلك.

    اقرأ أيضاً: 10 أسباب منطقية تمنعك من الدخول في علاقة صداقة مع شريكك السابق.

  5. لا تقلل من قيمته في هذا الموقف. فلقد كان أهم شخص في حياتك فيما مضى. حاول أن تظهر له أنك ما زلت ترى فيه تلك الصفات الجيدة التي كنت تراها فيه في السابق.
  6. لا تحاول أن تقحم نفسك في شبكة الدعم الخاصة بشريكك، لا أثناء الانفصال، ولا بعد ذلك.
  7. لا تمارس الجنس مع شريكك بعد انفصالكما. فهذا سيمنحكما أفكاراً ومشاعراً مشوشة عما يحدث.

في الختام. إن أمكنك النظر لقرار الانفصال الذي تنوي الإفصاح عنه من زاوية نظر شريكك، فهذا سيمنحك سلاماً وصفاءً داخليين لتفكر بروية بما يجب عليك قوله والقيام به، وما يجب عليك اجتنابه. وباتباع ما ورد في هذا المقال فهناك فرصة كبيرة لنهاية محترمة تليق بالعلاقة التي جمعتكما.

مقالات إعلانية