روان شحرور
معظمنا يعتقد أن المنتجات اليومية التي نعرفها ونحبها لها المذاق ذاته في جميع بلدان العالم، ولكنك عندما تتذوق فانتا أو كوكا كولا قادمة من بلد آخر غير بلدك فإنك بالتأكيد ستغير اعتقادك هذا، حيث أنك ستشعر باختلاف كبير في مذاقها، لذلك عليك أن تعلم أن بعض المشروبات الأكثر شهرة في العالم تختلف من مكان لآخر، ولكن لماذا؟
دعونا نطلعكم على الأسباب التي يبدو بعضها غريباً جداً:
1. مشروب فانتا
يعتبر هذا المشروب من المنتجات المميزة جداً من حيث نكهاته المختلفة وعبواته التي تختلف من بلد لآخر، ولكن ماذا عن الطعم؟ يظن البعض أن طعم هذه المشروبات هو ذاته في جميع أنحاء العالم، ولكن في الواقع تختلف النكهات باختلاف الشركات المصنعة لها. فمثلاً يختلف طعم مشروب فانتا البرتقالي من بلد لآخر بسبب اختلاف المكونات التي تدخل في تصنيعه، حيث تختلف جودة السكر من بلد لآخر مما يؤثر على نكهة فانتا بشكل كبير، كما تستخدم الدول الأوروبية مثل إيطاليا واليونان نكهات طبيعية فقط في تصنيعه، حيث يستخدمون عصير البرتقال، ولكن الحال ليس كذلك في الولايات المتحدة الأمريكية التي تلجأ لاستخدام منكهات صناعية وملونات بدلاً من عصير البرتقال الطبيعي.
كما أن نسبة السكر في مشروب فانتا الأمريكي يزيد بمعدل 30% عن مشروب فانتا في باقي الدول الأوروبية. في الواقع، أفاد بعض الأمريكيون الذين تذوقوا الفانتا الأوروبية أن طعمها أشبه بطعم البرتقال المنعش. هذا الاختلاف ليس محصوراً في أمريكا فحسب، بل إن مشروب الفانتا في بعض دول شرق آسيا مثل تايلاندا وفيتنام يميل مذاقه ليكون أكثر حلاوة من بقية مشروبات فانتا من أماكن أخرى من العالم، حتى إنها أكثر حلاوة من الفانتا الأمريكية.
أما من ناحية النكهات، فإن الدول الآسيوية كاليابان تُصنّع نكهات مختلفة، حيث يمكنك العثور على الفانتا بنكهة الموز أو البطيخ، حتى أنها تنتج فانتا بنكهة الحليب!
2. مشروب كوكا كولا
يختلف مشروب كوكا كولا في المكسيك عنه في أمريكا، حيث يعتقد بعض الخبراء أن مشروب كوكا كولا المكسيكي أكثر حلاوة من كوكاكولا الأمريكي، والسبب في ذلك يعود إلى استخدام قصب السكر بدلاً من شراب الذرة عالي الفركتوز، هذا النوع يتم تصنيعه في المكسيك فقط ليتم تصديره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أما كوكا كولا المصنوعة للاستهلاك داخل المكسيك يدخل في تصنيعها شراب الذرة عالي الفركتوز حالها كحالي باقي البلدان تقريباً.
خلال الثمانينيات، كان قصب السكر يُستخدم في إنتاج الكوكاكولا للحصول على منتج أرخص. يصر البعض أن الكوكا كولا المكسيكية المصدرة التي يدخل قصب السكر في مكوناتها مذاقها أحلى.
في بعض الأحيان، قد يختلف طعم الكوكا كولا حتى داخل البلد، فمثلاً سيخبرك عشاق الكوكا كولا أن التي يتم تقديمها لدى ماكدونالدز ألذ من باقي البائعين الآخرين، ولسبب هو أن ماكدونالدز يحتفظ بمشروب الكوكاكولا لديه داخل حاويات معدنية للحفاظ على نكهتها، في حين يحتفظ باقي البائعين بمشروباتهم داخل حاويات بلاستيكية.
كما تختلف نكهة Coca Cola Diet بشكل كبير بين دول العالم بسبب الاختلاف في مستويات الكربونات، بالإضافة إلى اختلاف أنواع المحليات.
3. القهوة
يمكن أن يختلف مذاق القهوة باختلاف طريقة التحضير أو باختلاف المنكهات المضافة إليها، ولكن قد تتأثر حبوب البن ذاتها بتغير الطقس والتربة، فمثلاً يختلف مذاق قهوة الكونا التي تُزرع على جانب بركان هاواي النشط في الولايات المتحدة عن مذاق القهوة المعروف، كما أن معالجة حبوب البن تؤثر بشكل كبير في تغير مذاقها.
تُعتبر القهوة الإثيوبية أفضل أنواع القهوة لكونها تُستخرج من أشجار البن البرية بدلاً من زراعتها في المزارع، أما قهوة (كوبي لواك) أو قهوة الزباد الإندونيسية فتعتبر واحدة من أغلى أنواع القهوة وألذها، تُصنع هذه القهوة عن طريق حيوان زبّاد النخيل، حيث يتم إطعامه الكرز وحبوب البن لتتخمر داخل جهازه الهضمي، ثم عندما تخرج من أمعائه يتم تنظيفها من المخلفات الأخرى.
5. النسكافيه
تقوم شركة نسكافيه بتصنيع ما يقارب 200 نوع مختلف، كل نوع مخصص لمنطقة وبلد معين، فمثلاً النسكافيه في آسيا هي عبارة عن مزيج من الحليب والقهوة والسكر، أما في المملكة المتحدة فإن النسكافيه هناك مصنوعة من حبوب البن من سومطرة-إندونيسيا.
6. الشوكولا الساخنة
أين يمكنك تذوق أفضل شوكولا ساخنة في العالم؟ بالطبع يختلف مذاق الشوكولا الساخنة من بلد لآخر، فعلى سبيل المثال في فرنسا يتم صنع الشوكولا الساخنة باستخدام قطع من كريم الشوكولاتة والسكر، ويتميز قوام الشوكولا الساخنة الفرنسية بلزوجته وتماسكه لدرجة أنك ستطلب ملعقة لتناوله.
أما في المجر فيتم رش القليل من الفلفل الحلو على مشروبات الكاكاو الساخنة، أما الكولومبيون فيميلون لإضافة القرفة ومكعبات الجبن التي تعطي نكهة حلوة ومالحة للشوكولا الساخنة.
7. جعة جيت بلاك
تُباع جعة (جيت بلاك) في جميع أنحاء العالم، ولكن يختلف طعمها باختلاف المكان الذي يتم إنتاجها فيه، حيث يوجد أكثر من 22 نوعاً مختلفاً من الجعة والتي تحمل اسم جعة (غينيس). تختلف هذه الأنواع في نسبة الكحول فيها، فمثلاً تحتوي جعة (غينيس) المُصنعة في أوروبا على 4% فقط من الكحول، أما في نيجيريا فنسبة الكحول في جعة (غينيس) هناك ضعف نسبة أوروبا، كما تستخدم جعة (غينيس) النيجيرية أيضاً اللبان الحامض بدلاً من الشعير مما يعطيها نكهة مميزة.
8. الحليب
قد يساعدك كوب من الحليب على الاسترخاء قبل النوم، ولكنك قد تتفاجأ عندما تعلم أن نكهة الحليب تختلف من مكان لآخر بسبب اختلاف نسبة الدهون في النظام الغذائي للبقرة، واختلاف الهرمونات والمضادات الحيوية التي يتم إعطائها للبقرة، وبالطبع لن ننسى اختلاف عملية البسترة.
في بعض المجتمعات مثل قبيلة الماساي الكينية، يتم استهلاك الحليب الخام أو غير المبستر ولذلك تكون نكهته أكثر حلاوة ودسامة، كما يستهلك سكان هضبة التبت الحليب الخام ولكنهم يعتمدون على حليب الياك أكثر من حليب البقر العادي، حيث يتميز حليب الياك بطعمه الأغنى والأكثر حلاوة من الحليب البقري، كما أنهم يصنعون الزبدة من حليب حيوانات الياك، وهم لا يستخدمون الزبدة في وجباتهم فحسب بل ينكهون بها الشاي بالإضافة للملح، لذلك يختلف الشاي لدى سكان هضبة التبت اختلافاً كبيراً عن الشاي المتعارف عليه.
لكن في حين أن حليب الياك يحظى بشعبية أكبر من الحليب غير المبستر في التبت، إلا أنه أكثر عرضة للفساد والتلف، كما أن مذاقه يصبح مراً مع الوقت، لذلك فإن البسترة أمر ضروري لمعالجة الحليب الخام، فمثلاً تستخدم ألمانيا العلاج بالحرارة العالية لضمان نظافة الحليب.
في بعض البلدان كاليابان مثلاً، لا تكفي المراعي لتغطية احتياجات السوق من الحليب ومشتقاته، لذلك تلجأ اليابان لطرق مبتكرة لتغطية حاجة شعبها من الحليب، حيث تستورد الشركات اليابانية الحليب المجفف وتضيف له الماء، ثم تضيف كمية من حليب الأبقار من كيوشو أو هوكايدو وبهذه الطريقة يوهمون المستهلكين أنهم يشربون حليب أبقار يابانية محلية.
