in

10 حقائق مخيفة حول الكراغل والميازيب والوحوش التي تزين سقف كاتدرائية (نوتر-دام) الشهيرة

كرغل على قمة كنيسة

في الآونة الأخيرة، تصدرت كاتدرائية (نوتردام) في باريس عناوين الصحف وراحت تتناقلها وسائل الإعلام العالمية بسبب الحادث المؤسف الذي طالها، وهو حريق مهول أتى على سقفها وبرجها، على الرغم من أن برجي الجرس اللذان يعود تاريخهما إلى القرون الوسطى قد نجيا من هذه الحادثة. كما أفاد مسؤولون من الكاتدرائية بأنهم تمكنوا من إنقاذ ”إكليل الشوك“ الذي يزعمون أن المسيح كان يرتديه.

إن كاتدرائية (نوتردام) في باريس هي تحفة فنية بحق تعبر عن الفن المعماري القوطي، وقد بدأت أشغال البناء عليها في القرن الثاني عشر ولم تكتمل إلا في القرن الرابع عشر، كما انتصبت في موقع بنيت فيه أول كنيسة في باريس على أنقاض معبد (جوبيتر) الغالو-روماني قديماً.

ومما يميز هذه الكاتدرائية، وبعض الكاتدرائيات الأخرى من العصور القديمة، هو أنها مزينة برؤوس وأجسام حجرية منحوتة تبدو وكأنها تعود لمخلوقات ذميمة الخلق، التي يُطلق عليها اسم (كرغل). تبدو أكثر هذه المنحوتات إثارة للرعب وكأنها على وشك الانفلات من حالتها الساكنة الحجرية والتحليق جواً، غير أنه، مثلما اكتشفناه، فإنها مليئة بالمفاجآت.

تابع معنا قراءة مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، حيث جمعنا لك عزيزي القارئ 10 حقائق مخيفة عن هذه الـ(كراغل) والميازيب التي تعلو قمم أسقف وأبراج الكاتدرائيات، لتتعرف أكثر على أصل تسميتها بهذا الاسم، والغرض العملي من إنشائها، وما يجعلها تتميز عن بقية الزخارف التي تزين الجدران الخارجية للكنائس:

1. لدى الكرغل غرض عملي:

كرغل
صورة: Fred Tanneau/AFP/Getty Images

عندما بدأت الكراغل تظهر على الكنائس عبر القارة الأوروبية في القرن الثالث عشر، كانت بمثابة ميازيب مياه مزينة، وتم تصميمها من أجل الحفاظ على سلامة الجدران الصخرية من خلال تحويل مسار مياه الأمطار إلى الخارج بعيداً عنها من السقف.

تجعل هذه الوظيفة من الناحية التقنية الكرغل يتميز عن بقية الوحوش الحجرية التي توضع فوق الكنائس مثل (الغروتسك) —وهو قطعة من الفن الزخرفي الخيالى والغريب، وغير المتجانس على نحو متسم بالبشاعة؛ مغير لكل ما هو طبيعى أو متوقع أو نموذجي— على الرغم من أن مصطلح كرغل يجمع في أيامنا هذه كل المنحوتات الزخرفية التي تتخذ أشكال كائنات ومخلوقات حقيقية كانت أم خيالية.

2. أصل تسميتها أسطورة عن رجل قاتل للتنانين:

يجد مصطلح ”كرغل“ Gargoyle أصله في الكلمة الفرنسية Gargouille، التي تعني الحلق، قد يبدو أن مصدر إلهام الاسم هو المريء، غير أن جذوره في الواقع ضاربة في أسطورة فرنسية تحمل اسم La Gargouille، وهو اسم أُطلق على تنين مهيب راح ينشر الرعب بين أوساط سكان مدينة (روان) الفرنسية.

على مر قرون —وفقا للقصة على الأقل— كان هذا التنين يبتلع السفن البحرية ويغير على البلدة، حتى مجيء قس اسمه (رومانوس) في سنة 600 ميلادي، الذي وافق على القضاء على الوحش مقابل تحول سكان البلدة إلى الدين المسيحي.

دجّن (رومانوس) التنين باستعمال الصليب، قم قاده إلى البلدة حيث تم حرقه على مرأى من سكانها، غير أن رأس المخلوق لم يكن قابلا للحرق، لذا قطعه سكان البلدة وثبتوه على قمة كنيستهم. أصبح بعد ذلك رأس Gargouille (غارغوي) تميمة تقيهم من الشرّ وتحذيراً في وجه التنانين الأخرى.

3. كان المراد منها زرع الخوف في نفوس رعايا الأبرشية:

كراغل كنائسية
صورة: كرغل على كنيسة (نوتردام) في باريس. صورة: Fred Tanneau/AFP/Getty Images

لأن معظم الأوروبيين في العصور الوسطى كانوا جهلة، فقد كان رجال الكهنوت في حاجة إلى تمثيل بصري لأهوال الجحيم من أجل جذب الناس أكثر إلى الكنيسة، التي أصبحت تمثل بالنسبة لهم ملاذاً آمنا من تلك الأهوال. دعّم وضع الكراغل على قمم المباني فكرة أن الشر كان يقطن خارج الكنيسة، بنيما كان الخير والخلاص يقطنان داخلها.

كتب (غاري فارنر) في كتابه بعنوان ”كراغل، غروتسكات، ورجال خُضر: الرمزية القديمة للهندسة المعمارية الأوروبية والأمريكية“ ما يلي: ”ما هي أفضل فكرة لزيادة ارتياد الناس على الكنيسة وخضوعهم لها أكثر من تذكير يومي على الأهوال التي تطال من لا يفعل ذلك“.

4. ساهمت الكراغل كذلك في جعل الوثنيين يدخلون الكنائس:

اتخذت بعض الكنائس فكرة تصوير بعض كراغلها في هيئة مخلوقات كانت العشائر الوثنية تعبدها وتخلص لها، وكانت الفكرة المحورية وراء ذلك هي جعل الكنائس تبدو أكثر ترحيباً بهؤلاء الوثنيين. لقد كانت تلك حيلة ترويجية ذكية أتت بثمارها فعلاً، وفقاً للباحثة (دارلين ترو كريست): ”ازدادت قوة وأعداد الكنائس وتأثيرها على الناس، بينما امتُص النظام العقائدي الوثني والكثير من صوره داخل المسيحية“.

5. تاريخها ضارب في القدم، يعود في الواقع إلى مصر القديمة:

على الرغم من أن اسم ”كرغل“ حديث نوعاً ما لأنه صيغ منذ قرون قليلة مضت، فإن ممارسة نحت ميازيب مائية زخرفية على صور الحيوانات تعود إلى بضع ألفيات في الماضي.

كان المصريون القدامى يميلون إلى الأسود، شأنهم شأن الرومان والإغريق، ويبلغ عمر أقدم كرغل صنعه الإنسان 13 ألف سنة، وهو منحوتة على شكل تمساح عثر عليها في تركيا حالياً.

6. كراغل كاتدرائية (نوتردام) حديثة بعض الشيء:

كرغل على كنيسة (نوتردام) في باريس.
كرغل على كنيسة (نوتردام) في باريس. صورة: Pablo Porciuncula/AFP/Getty Images

يوجد على أسقف كاتدرائية (نوتردام) في باريس أشهر الكراغل في العالم، وأكثرها التي روجت لصورة هذه المخلوقات المجنحة وذات القرون، صورة أصبحت مشهورة جداً. على الرغم من أن الكاتدرائية شيدت حوالي القرن الثالث عشر، فإن الكراغل التي تزينها كانت جزءاً من مشروع ترميم في القرن التاسع عشر.

تم تصميم هذه الكراغل من طرف المهندس المعماري (يوجين فيولي لو ديك) والنحات (فيكتور بياني)، ويمكننا ملاحظة أنها لا تشبه كثيراً كراغل القرون الوسطى.

7. تعتبر مدينة (بيتسبرغ) مرتعاً للكراغل في العالم:

في القرن التاسع عشر، تأثرت مدينة (بيتسبرغ) بحركة انتعاش الهندسة المعمارية القوطية التي كانت بمثابة موجة اجتاحت أمريكا، فتزينت الكثير من كنائسها القوطية، ومبانيها الحكومية، وبعض منشآتها الأخرى بهذه الكراغل الأيقونية.

تتضمن مدينة (بيتسبرغ) أكثر من 20 كرغلاً أصلياً، ومئات من منحوتات الغروتسك.

8. تم نحت بعض الكراغل على صور مشيّدي الكنائس وكبار كهنتها:

كرغل في هيئة إنسان
صورة: Dan Kitwood/Getty Images

تتضمن كاتدرائية (كولوني) في ألمانيا كرغلاً تم تصميمه على صورة أكثر مستشاري الكنيسة شهرة وأطولهم خدمة فيها، بينما يمكنك في كاتدرائية (القديس جون) في مدينة (ليون) بفرنسا أن تشاهد كرغلا تم تصميمه على صورة مدير مشروع ترميم مبنى الكاتدرائية وهو أحمد بن زيزين، لأن لا شيء يمكنه أن يعبر عن الشكر أكثر من مخلوق حجري مخيف يُنحت على صورتك!

9. استبدلت إحدى الكاتدرائيات الفرنسية كراغلها بـ”عفاريت“ Gremlins:

خلال أعمال إعادة ترميم كنيسة (بيتلهلهم) في أوائل تسعينات القرن الماضي، قرر النحات (جون لوي بويستل) استبدال كراغل المبنى المهترئة ببعض أيقونات الثقافة الشعبية. تضمنت هذه الفكرة نحت كرغل على صورة شخصية (جيزمو) وشخصية ”العفريت“ من فيلم «العفاريت» Gremlins، وكرغلاً آخر بصورة مخلوق فضائي، وآخر على هيئة رجل آلي.

لم يتقبل الكثير من السكان المحليين فكرة (بويستل)، غير أنه حظي بدعم كبير من طرف الشباب من عشاق الأفلام التي استنبط منها صور الكراغل، وكان ذلك كافياً ليجعل فكرته ترى النور.

10. هنالك كرغل بصورة شخصية (دارث فايدر) في العاصمة الأمريكية واشنطن:

كرغل بهيئة دارث فايدر

في ثمانينات القرن الماضي، نظمت الكاتدرائية الوطنية في العاصمة واشنطن مسابقة للأطفال من أجل تصميم أحدث كراغلها. في تلك الحقبة، كانت سلسلة أفلام «حرب النجوم» رائجة للغاية، وبالطبع كان لابد أن يأتي أحدهم بفكرة إعداد كرغل على هيئة شخصية (دارث فايدر).

فاز بهذه المسابقة صبي يبلغ من العمر 13 سنة يدعى (كريستوفر رايدر) بتصميمه كرغلاً على هيئة (دارث فايدر)، وفي سنة 1986، وضعت الكنيسة اللورد (دارث فايدر) في أعلى ”الجانب المظلم“ من الحائط الشمالي للكاتدرائية.

مقالات إعلانية