in

دخلك بتعرف لماذا تتأخر دائماً عن مواعيدك، وكيف تتفادى ذلك؟

وينك؟ 5 دقايق بكون عندك

يعدُّ التأخّر عن المواعيد بشكل متكرر أمراً مزعجاً ومضرّاً حقّاً على المستوى الشخصي والعام أيضاً، فكم مرّة استيقظت باكراً لحضور محاضرتك الجامعية أو اجتماع العمل لتجد باب القاعة مغلقاً لأنّك تأخّرت! وكم مرّة كان على صديقكِ أن ينتظركِ لمدة طويلة متذمّراً بينما تفرغين من تسريح شعركِ ووضع مساحيق التجميل؟

رغم أنّك تعمل جاهداً لتفادي هذا التأخير، يبقى لقبك لدى الآخرين هو ”المتأخّر دوماً“، فما الأسباب التي تجعلنا من المتأخرين عن المواعيد، وكيف يمكننا تفادي هذا التأخير المزعج؟

إذا كنت من أصحاب لقب ”المتأخرين دوماً“، أو يزعجك تأخّر صديقك المتكرر عن لقائكما، تابع معنا هذا المقال (وانصحه بمتابعته أيضاً)…

لطالما حاول العلماء ابتكار طريقة لتجنب التأخر عبر محاولة معرفة السبب، وقد واجهوا نتيجة ذلك العديد من القصص المتداولة عامّة عن أسباب تأخر البعض شبه الدائم عن أعمالهم ومواعيدهم، كما ورد في تقرير (ساموتي ريدي) في صحيفة (وول ستريت جورنال).

على سبيل المثال، ورد في تقارير (ريدي) عن (جاستن كروغر)، وهو عالم نفس اجتماع في جامعة (نيويورك) ما يلي: ”هناك العديد من الإجراءات والعقوبات المقررة ضد من يتأخرون، والمعضلة تكمن في أنّه رغم كل تلك العقوبات نستمر في تأخرنا!“

لماذا تتأخر دائماً عن مواعيدك

لعلّ أهم الأسباب الواضحة والشائعة التي تكمن وراء تأخّر الناس المتكرر هو سوء تقديرهم للوقت الذي يحتاجونه لإنجاز مهمّاتهم، وهو ما يُعرف بـ”المغالطة التخطيطية“، حيث أظهرت الأبحاث أن متوسط الأفراد يقدّرون الوقت اللازم لإتمام مهمّاتهم المطلوبة بزمن أقلّ مما يتطلبه الأمر واقعياً، وذلك بنسبة خاطئة تبلغ حتى 40٪.

هناك أيضاً سبب آخر قد يكون مرتبطاً بشكل وثيق بالسبب الأول، وهو أنّ أولئك الذين يتأخرون بشكل دائم عن مواعيدهم هم على الأرجح أشخاصٌ ذوو مهام متعددة، ففي دراسة أجريت عام 2003 بإدارة (جيف كونتيه) من جامعة ولاية (سان دييغو) في أمريكا، تبيّن أنّه بين 181 شخصا من روّاد قطارات الأنفاق في مدينة (نيويورك)، كان أولئك الذين فضّلوا القيام بأكثر من مهمة واحدة في آن واحد غالباً أكثر تأخراً من الآخرين.

يعود ذلك إلى أن القيام بمهام متعددة يُصعب عملية معرفة وقائع الأمور على المدى البعيد، نتيجة انخفاض التركيز على كل مهمة على حدى، ما يجعل الأفراد لا يستطيعون أن يدركوا فعلياً ما يفعلونه.

في عام 2001، اكتشف (كونتيه) أيضاً أنّ هناك نوعاً معيّناً من الشخصيات التي من المرجح أن تكون أكثر تأخّراً عن المواعيد، فإذا صنفنا الأفراد إلى مجموعتين: الأولى ”أ“ التي تضم الأشخاص الذين يتطلعون إلى الإنجاز بشكل مكثّف، والثانية ”ب“ التي تضم الأشخاص الأكثر هدوءاً وتراخياً، نرى أن أفراد المجموعة ”أ“ هم أكثر دقةً في مواعيدهم من أفراد المجموعة الأخرى الذين يميلون للتأخر.

في الواقع، فإن أفراد المجموعتين لديهم إدراك مختلف عن بعضهم فيما يتعلق بشعورهم تجاه مرور الوقت، وذلك كما ورد في تقارير (ريدي)، حيث في مجمل ثلاث دراسات أقامها (كونتيه)، وجد أن الدقيقة بالنسبة لأفراد المجموعة ”أ“ تمرّ وكأنها 58 ثانية، أمّا بالنسبة للمجموعة ”ب“ فإن شعورهم بمضي دقيقة جاء بعد 77 ثانية.

يلّخص (كونتيه) الأمر في قوله: ”إن كان هناك فارق 18 ثانية تجاه الشعور بمضي الدقيقة، فإن هذا الاختلاف سيزداد كثيراً بازدياد المدة.“

يقدر إجمالي ما تخسره الولايات المتحدة الأمريكية سنوياً نتيجة تأخر الأشخاص بحوالي 90 مليار دولار!
يقدر إجمالي ما تخسره الولايات المتحدة الأمريكية سنوياً نتيجة تأخر الأشخاص بحوالي 90 مليار دولار!

دفعت مثل هذه التأثيرات على الدول العلماء إلى ابتكار استراتيجيات يمكنها تطوير قدرتنا على أن نكون أكثر دقّة في مواعيدنا على المدى البعيد، منها نذكر:

1. بالنسبة لأولئك الذين يخطئون في تقدير الزمن اللازم لإنجاز مهمّاتهم، يعد تجزيء المهمة، أو النشاط، إلى خطوات مفصّلة أمراً يمكن أن يساعدهم على تصويب تقديرهم للمدة التي تتطلبها المهمّة.

كما وجدت دراسة أقيمت عام 2012، أنّه عندما طُلب من الأشخاص أن يتخيلوا ذهنياً المهمّة التي عليهم إتمامها قبل البدء بها، ساعدهم ذلك على أن يكونوا أكثر واقعيةً عند تقديرهم للمدة اللازمة.

2. بالنسبة للأفراد ذوي المهام المتعددة، وجب عليهم أن يدركوا أنّهم لا يستطيعون أن يكونوا في مكانين في الوقت نفسه، ولذلك عليهم أن يخططوا لأمور أقل وبفترات زمنية متباعدة.

3. أمّا فيما يتعلّق بنوعية شخصيتك، فمع الأسف لا يمكن القيام بالكثير حيال ذلك، إلّا أنّ تقبّل واقع ضرورة تعويض الهدر الزمني الحاصل قد يكون مفيداً، فتقبّل الأمور في نهاية المطاف هو الخطوة الأولى نحو التغيير.

ربما من الأفضل أن تصل متأخراً بدلاً من ألّا تصلّ أبداً، لكنّ وصولك في الموعد هو حتماً الخيار الأفضل.

مقالات إعلانية