in

ماذا لو رأى الملحدُ الله

ملحد يرى الله

يجلس ملحد عربي في غرفة نومه ليرى جبرائيل يفتح النافذة لينقل له خبراً — الملحد أو أي إنسان آخر لديه بعض المنطق يرجح أنه يحلم أو يهلوس طبعاً، يقوم بغسل وجهه والعودة للغرفة ليرى جبرائيل مرة أخرى ينتظره، الأمر مفزعٌ بالطبع لكن جبرائيل يهدئ من روعه ويخبره بأنه لن يؤذيه.

التحضير للقاء:

يوضح له جبرائيل أن رسالته هي أن الله يريد أن يظهر له، يستغرب الملحد من الأمر ويطالب بمعرفة الأسباب، فيعلمه جبرائيل بأن الله أنصت إلى رسالته وبأنه يريد أن يريه أنه ليس خيالاً أو خداعاً وبأنه موجود فعلاً. يشعر الملحد بالصدمة طبعاً ولكنه يقبل بالعرض طالما أنه لا يوجد أذيةً له أو لسكان الأرض.

اللقاء:

بعد عدة أجزاء من الثانية (تقريباً 3 أيام على كوكب الأرض) يظهر الله للملحد وهو في الجامعة، يصرخ صوتاً ”يا ملحد“، يلتفت الملحد للأعلى ليرى نوراً هائلاً.

ملحد يرى الله

الله: أخبروني أنك لا تؤمن بوجودي.

الملحد: لازلت لا أؤمن بوجودك.

الله: لكنك تراني.

الملحد: ماذا لو كنت كائناً فضائياً قرأ الدين وأراد أن يقوم بمقلب معي؟

الله: لكن أنا الله.. أؤكد لك ذلك.

الملحد: ربما أنت مجرد هولوغرام قام بعض العلماء بتركيبه لخداعي أو الوصول لأهدافهم عبر السيطرة على البشر.

الله: هذا محال فهذه التقنيات غير متوفرة بعد.. صدقني أنا لله أعرف كل شيء.

الملحد: ماذا لو كنت مجرد إله من عدة آلهة موجودة وأردت أن تتسلى معي بانتحال شخصية، كيف لي أن أتأكد؟

الله: لكن أنا الله لا شريك لي.

الملحد: ماذا لو كنا نعيش في كونٍ افتراضيٍ، وهذا الذي أراه هو عبارة عن كود من عدة أسطرٍ لدراسة أفعال البشر أمثالي؟

الله: كيف تتجرأ على وصفي ببرنامجٍ بعدة أسطر.

الملحد: ماذا لو كنت أنت الشيطان من الأساس، وقمت بتأليف كل الكتب السماوية لإلهاء الناس عن أشغالها؟

الله: في خلقي شؤون.

الملحد: لماذا تريد أن تثبت وجودك لي وحدي ولا تثبته للجميع؟

الله: لحكمة لا يعلمها أحد سواي.

العبرة:

الشكل الذي وجد فيه الكون قد يسمح لوجود إله، لكن لا يسمح للعقل البشري التأكدَ من وجوده حتى ولو وجد. لماذا تصدق شعورك؟ ربما يتم التحكم به، لماذا تصدق عينيك في أشياء لم تفهمها؟ لماذا تصدق كتباً لا تستطيع التأكد ممن كتبها؟ رؤية الله ليست دليلاً على وجوده، بل فقط دليل على وجود قوى أكبر من العقل البشري، من المستحيل ربط هذه القوى بالإله الإبراهيمي حصراً.

حتى لو صعدت إلى السماء ودخلت النار وتعذبت فيها لمليارات السنين، لن تستطيع أن تجزم بأنك لست في محاكاةٍ افتراضية، أو بأن هذا الكائن لا يقتبس قصصاً تاريخيةً ليمثلها في أحد مدارس تمثيل الذكاء والقدرة الخارقة.

قد يظهر لك هذا الكلام على أنه جنون، لكن إن كنت تصدق وجود قوة بحجم قوة الله، عليك أن تفترض كذلك وجود قوى أخرى كبيرة، لما لا؟ لماذا يجب أن يتوقف الخيال البشري عند قوة الله؟ لماذا يجب أن تفترض أنه لا يوجد في هذا الكون كائنات فضائية لديها تكنولوجيا معقدة للتلاعب بنا، أليست أقرب منطقياً من فكرة الله؟

الدليل:

عندما يطلب الملحد رؤية الله ليصدق، فهو على الأغلب يستخدم هذه العبارة لأهدافٍ حوارية بحتة، فرؤية الله لن تشفي غليل الملحد بل ستدفعه للشك والتساؤل أكثر من أي وقتٍ مضى.

منطقياً لا يوجد دليل من الممكن تقديمه لإثبات وجود الله، أي دليل على وجود قوى فوق الطبيعية هو عبارة عن دخول في دهاليز ومتاهات أعمق مما نفكر به الآن. لهذا السبب فكرة الإيمان بالله فقط، تظهر وكأنها شيء غير منطقيٍ من الله أن يطلبه منا، وهو يعرف أنه من غير الممكن لشيء بحجم العقل البشري أن يفهم أو يتأكد من القوى العليا وتحديد نواياها أو أهدافها وحتى صدقها.

مقالات إعلانية