in

نحن فقط نحب الموسيقى

نحن فقط نحب الموسيقى
Lee White Illustration

لَم تُغيّر الأيام مرة مواعيدها، بذات التّواقيت تستمرُّ كسجن هائل الوحشية يُرغمك على ضبطِ عيشك حسب الساعات التي يختارها الطباخ لا حسب جوعك، الآن شمس، الآن ليل، شهيق، نهار، زفير، ليل، وقوف، نهار، جلوس، ليل، ضغطة أعلى، نهار، أدنى، ليل، …الخ.

الوقت، تواتر الأيام يُخرّب كل شيء، يُدنس تواصل انتشاء السعادة كما يُدنس الحزن، كيف في الضّوء—مثل حشرة بلا وعيٍ تحبّ الشّمس—نصير هكذا سُعداء؟

مضحكٌ حقا ما سيكون مصير آخر إله، محزنٌ أيضا أنه لن يلقَ حتى جنازة، لأجله لن يُحارِب أحد، كأنه هبوبُ ريحٍ فوق محيط رآهُ بحّارةُ ”سفينة نقل بضائع“ لم تسمع يوما بالأشرعة، ثم لم يُغيروا طريقهم.

مضحكٌ حقا، أنهم قتلوا آلهة الموسيقى، تلك الوحيدة التي تعرف كيف تضبط الزمن.

الموجُ محاولة البحر المستمرة للهرب، الموج محاولة هرب، الرقص، المشي، الرسم، الكلامُ، السعادة، الهدوء، هذا كلّه، لأجل كسر الرّتابة وتغيير الإيقاع، لأجل شقّ كيس الرحم، لأجل أن نتأكد، أننا لسنا عوالق على جنين اليابسة، نتغذّى صباحًا على الضوء، وفي الظلمةِ نخاف.

البحر ماء الرأس قبل الولادة، الرّحم كيس السماء، ونحن، عوالق الجنين اليابسة، لا شأن لنا في كل ما يحدث، لا نؤثّر على ترتيب أي لحظة أو اتساع أي نهار، نحنُ فقط نحب الموسيقى بلا سببٍ واضحِ التّفاصيل، فقط نحب الموسيقى، هكذا.

مقالات إعلانية