in

الفالنتاين المخلخل؛ فرصتك لتقول: ”أنا لا أطيقك“

احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل

يعرف عيد الفالنتاين على أنّه مناسبةٌ خاصّة للعاشقين ليعبروا عن حبّهم لبعضهم، سواء عبر الكلام أو الهدايا أو الرسائل، وفيه يتحول المحيط إلى جو لطيف أحمر مليء بالقلوب والـteddy bears والزهور.

لكن هذا لم يكن دوماً حال الفالنتاين؛ فلمدة قرن كامل كان الفالنتاين أيضاً مناسبةً للتعبير عن الكراهية عبر تبادل بطاقات ومعايدات تحمل رسائل الذم والإهانات!

فكيف ومتى كان ذلك؟ تابعوا معنا هذا المقال..

في أواخر القرن التاسع عشر، كان عيد الفالنتاين أكثر من مجرّد مناسبة مكرّسة للعشّاق للتعبير عن حبّهم لبعضهم عبر إرسال بطاقات معايدة لطيفة وهدايا رومانسية، حيث كان أيضاً يوماً للكارهين ليعبروا عن كرههم لبعضهم عبر توجيه الإهانات والشتائم لأولئك الذين لا يحبونهم كثيراً؛ وهذا ما كان يعرف على الجانب الآخر باسم ”الفالنتاين المخلخل“ أو ”فالنتاين الخلّ“.

كانت البطاقات المرسلة تحت مفهوم ”الفالنتاين المخلخل“ تحمل كاريكاتورات ورسومات وقوافٍ ساخرة، تهدف إلى ذم وازدراء وجرح مشاعر المستلم، وقد كانت منتشرة في الأسواق التجارية في أمريكا وأوروبا إلى جانب الرسائل والبطاقات الجميلة الرومانسية المليئة بالقلوب والورود، واللافت في الموضوع أن كلا البطاقتين – المليئة بالكراهية والمليئة بالحب على حدّ سواء – كانتا تنتجان من قبل الشركات ذاتها.

بدأت هذه العادة الشريرة في أمريكا قرابة أربعينيات القرن التاسع عشر، واستمرت في كونها عادةً سائدةً لحوالي قرن كامل، ويتوقع البعض أنّه وعلى مدة الحقبة الكبيرة التي سادت فيها عادة فالنتاين الخل، كانت البضائع المصممة لفالنتاين الخل تشكّل نصف مبيعات عيد الفالنتاين ككل في أمريكا.

الفالنتاين المخلخل
كانت البطاقات المرسلة تحت مفهوم ”الفالنتاين المخلخل“ تحمل كاريكاتورات ورسومات وقوافٍ ساخرة، تهدف إلى ذم وازدراء وجرح مشاعر المستلم

وأمّا عن بطاقات الذم والازدراء، فقد كانت تصنع على ورق رخيص ولا تكلّف أكثر من قرش واحد، وذلك ليتمكن الفقراء والطبقات العاملة – الذين نادراً ما كانوا يمتلكون من المال ما يكفي لصرفه على هدايا – من شراء بعض البطاقات ليعبّروا عن مشاعرهم الحقيقية ومقدار الحب المعدوم نهائياً الذي يكنّونه لمن يكرهون.

إلّا أن بطاقات الفالنتاين المخلخل لم تقتصر على الطبقة الاقتصادية المتدنية، حيث كانت تتم مبادلة تلك البطاقات بحرية لدى جميع الفئات؛ بين الجيران وبين الأعداء وبين الأصدقاء أيضاً، فكانت النساء ترسلنها إلى ”الخاطبين“ غير الراغبات بهم، وكان الطلّاب يرسلونها إلى أساتذتهم اللئيمين، وكان العمّال يرسلونها إلى رؤساء عملهم البغيضين، وكل ذلك بهوية مجهولة تماماً، ويمكن القول أنّه كان هناك بطاقة مخصصة لكل نوع من أنواع الإهانات الموجّهة تقريباً.

وبالعودة إلى بدايات الأمر، كانت بطاقات الفالنتاين المخلخل – كبطاقات الفالنتاين العادية المخصصة للعاشقين – تصنع من قطع من الورق المغلّفة على نفسها وتختم بقليل من الشمع، وهذا كان حال كل الرسائل تقريباً لأن وضع الرسائل في مغلّفات وظروف كان باهظ الثمن آنذاك.

ولعلّ أجمل وأحقر مافي الموضوع، أنّه وقبل سيادة الطوابع مسبقة الدفع التي توضع على الرسائل، كان المستلم هو من يدفع للبريد عن الرسائل المرسلة إليه؛ أي أنّه وبالنسبة لبطاقات فالنتاين الخلّ، كان مستلم تلك الرسائل البذيئة والمقيتة، هو من يدفع ليستلمها، ما يعني عملياً أنّه دفع ثمن الشتائم الموجهة إليه، وهذا يعني ضعف الإهانة.

وحتى بالنسبة لمعايير عصر الفيكتورية، كان فالنتاين الخلّ ببطاقاته ورسائله يعتبر كريهاً ومبتذلاً ويفتقر للأخلاق. وقد لام الإعلام والصحافة مصنّعي تلك البطاقات لتحريضهم على تلك التصرفات اللاجتماعية واللاأخلاقية، كما ورد في مجلة نيو يورك تايمز عام 1866. كما تذمّر آخرون من ”تدمير“ يوم عيد الحب والفالنتاين المخصص للعشّاق.

ورغم أنّ البطاقات كانت ترسل بنيّة المزاح، بعضهم تلقى تلك الرسائل بجديّة زائدة؛ ففي عام 1885، كما ورد في London’s Pall Mall Gazette، قام رجل بإطلاق النار على عنق زوجته المنفصل عنها بعد أن تلقى بطاقةً من بطاقات فالنتاين الخل، مفترضاً أنّها من زوجته. كما قام آخرٌ بالانتحار بعد أن تلقى رسالة مليئة بالإهانة.

انتهت عادة إرسال بطاقات الفالنتاين المخلخل في أربعينيات العام الماضي، حيث كان موضة إرسال أيّ نوع من رسائل الفالنتاين ككلّ مرفوضةً، يعتقد البعض أن ”السوقيّة الفكاهية“ هي السبب وراء تدمير تلك العادات، فيما يقترح آخرون أن العادة ماتت من تلقاء ذاتها جراء التدهور والزوال الطبيعي لغالبية العادات القرينة.

لم يختلف الوضع كثيراً في يومنا الحالي، حيث يمكننا القول أنّ ”الفالنتاين المخلخل“ لا يزال موجوداً تحت اسم ”صراحة.كوم“.

الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل

احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل
احدى بطاقات معايدة الفالنتاين المخلخل

مقالات إعلانية