ماريا حكيم
هم يعلمون جيدا أنهم يعيشون في مستنقع من الجهل والفساد، يعلمون جيدا أن حكوماتهم وثوراتهم في قاع ذلك المستنقع. هم يدركون أنهم يولدون ويموتون دون انجازات علمية، بعيدا عن جمال الفن والحرية.
هم رأوا نجاح التجربة العلمانية في باقي الدول أو على الأقل وجودها في مرحلة قابلة للوصول للنجاح، هم رأوا نجاح الثورات السلمية وغير الطائفية في باقي البلدان، هم لاحظوا وجود خيارات أخرى وسبل لتسيير الحياة والأنظمة والقوانين بعيدا عن الديكتاتوربة العسكرية أو الفاشية الدينية.
لكنهم.. لكنهم يخافون التغيير.. يخافون أن ينافس صوت الموسيقى أصداء عباداتهم وآذانهم ورنين كنائسهم، يخافون أن يستقطب الرقص شبان أمتهم فيحولهم من تماثيل مستعبدة إلى كائنات مليئة بالحياة!
يخافون من العلم، يخافون من الصناعة، هم يعلمون الفرق جيدا لكنهم يفضلون البقاء في المستنقع طالما هم يتحكمون بجيرانهم وأولادهم، مستعدين استبدال الحياة بالمستنقع ما داموا يتحكمون بك، وما داموا يتحكمون بدين زوجك المستقبلي، وما داموا متحكمين بجنسه، وما داموا متحكمين بلباسك وبأفكارك. وها نحن نتبعهم ونغرق معهم إلى قاع المستنقع.
