in

تعرف على القصة الغريبة وراء كنيسة الأطراف البشرية الاصطناعية في مقبرة القديس (روك) في أمريكا

مقبرة القديس (روك) في أمريكا

خلف مقبرة القديس (روك) في مدينة (نيو أورلينز) في ولاية (لويزيانا) الأمريكية؛ يقبع ضريح هذا القديس الكاثوليكي الذي عاش في القرن الرابع عشر، وبني هذا الضريح تخليدا لذكراه بين مجتمع الكاثوليكيين.

شاع عن القديس (روك) قدراته الشفائية الإعجازية، فتخبر الأسطورة أن بوصول القديس (روك) إلى إيطاليا، كانت قارة أوروبا في تعاني الأمرين مع وباء طاعون من نوع آخر، وكان أثناء ذلك هذا القديس يزور المستشفيات المتوزعة في البلاد ويعتني بالمرضى، ويشاع أن الكثيرين نالوا الشفاء من خلال ”لمسته المباركة“.

يوجد ضريح القديس (روك) داخل بناء صغير يتكون من غرفتين، تحتوي الغرفة الرئيسية على ”مذبح“ مع تمثال للقديس (روك) بجانبه كلبه الصغير، ويوجد على جانب المذبح غرفة جانبية صغيرة ذات باب بشكل قوس، هذه الغرفة التي تخفي بين ثناياها سرا مميزا.

الأطراف البشرية الاصطناعية في ضريح القديس (روك)
الأطراف البشرية الاصطناعية في ضريح القديس (روك) – صورة: Infrogmation of New Orleans/Flickr
طاقم فم فوق كتاب مفتوح
الضريح الوطني للقديس (روك)، قديس الشفاء المعجز – صورة: gwen/Flickr ”كان الناس يأتون إلى هذا الضريح في أعداد كبيرة ليطلبوا من القديس (روك) المساعدة في شفائهم من حالات العدوى، والأمراض، والتشوهات الخلقية. تحتوي غرفة صغيرة على جانب الكنيسة عددا من القرابين والهدايا التي تركها الزوار. تملي التقاليد هنا بأن يترك الزائر أطرافا اصطناعية كالسيقان، والأعين الزجاجية وطواقم الفم كدلالة على الشفاء من كل سقم“.

كان الناس يقصدون هذه الكنيسة الصغيرة من مختلف البقاع على مر القرون، ويقدمون القرابين وينذرون النذور لضريح القديس (روك) على شكل أطراف بشرية اصطناعية أملا منهم أن يؤدي هذا إلى شفائهم مما كانوا يعانون منه من أمراض.

تتدلى اليوم من جدران تلك الغرفة الجانبية أطراف اصطناعية على شاكلة السيقان البلاستيكية، والأعين الزجاجية، والطواقم الفموية، والقلوب الجصية، وخصلات الشعر والعديد من الأطراف الأخرى المصنوعة من السيراميك التي تقبع هناك حيث يتراكم فوقها الغبار.

بعض من الأطراف الاصطناعية التي تركها الزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة كقرابين يتقربون بها للقديس (روك) في (نيو أورلينز).
بعض من الأطراف الاصطناعية التي تركها الزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة كقرابين يتقربون بها للقديس (روك) في (نيو أورلينز) – صورة: Traveling Mermaid/Flickr
من داخل غرفة ضريح القديس (روك) في (نيو أورلينز)
من داخل غرفة ضريح القديس (روك) في (نيو أورلينز) – صورة: Traveling Mermaid/Flickr

منذ زمن بنائه في سنة 1876، تم ربط ضريح القديس (روك) في مدينة (نيو أرولينز) بشفاء وحماية الناس من زواره ومن ينذرون له النذور من جميع الأمراض والشرور، وتم بناء الضريح والكنيسة التي بجانبه من طرف قس ألماني شاب، وهو الأب (بيتر ليونارد تيفيس)، كتقدير منه وعرفان للقديس (روش) بعد أن نجت طائفته من داء الحمى الصفراء.

في تلك الأثناء، مثلت منطقة (نيو أورلينز) مهدا وأرضا خصبة لتكاثر الكوليرا والحمى الصفراء، وبعد أن كانت قد تسببت في مقتل آلاف الأشخاص، نذر الأب (تيفيس) نذرا بأن إن لم يسقط أي من أفراد طائفته ضحية لهذا المرض في تلك السنة بالتحديد، فسيقوم ببناء ضريح خاص لذكرى القديس (روك)، وفي تلك السنة، يُزعم أن لا أحد من أفراد طائفته أصيب سواء بالحمى الصفراء أو الكوليرا، ومنه وفّى الأب (تيفيس) بوعده وأخلص نذره.

ضريح القديس (روك): تشبه هذه الكنيسة التي أنجزت في سنة 1876 هيكل مذبح كنيسة قوطية صغير، على المذبح يوجد تمثال للقديس (روك) وكلبه، والضريح هو حيث يترك الممتنون من الزوار والمؤمنين عكازات وبعض الأطراف الاصطناعية كشهادة على الشفاء المعجز الذي منحه إياهم القديس (روك).
ضريح القديس (روك): تشبه هذه الكنيسة التي أنجزت في سنة 1876 هيكل مذبح كنيسة قوطية صغير، على المذبح يوجد تمثال للقديس (روك) وكلبه، والضريح هو حيث يترك الممتنون من الزوار والمؤمنين عكازات وبعض الأطراف الاصطناعية كشهادة على الشفاء المعجز الذي منحه إياهم القديس (روك) – صورة: Darrell Miller/Flickr

أرضيات منقوش عليها كلمة "شكرا"
تم تبليط أرضية الضريح بقراميد نٌقش عليها كلمة ”شكرا“ – صورة: Kevin O’Mara/Flickr

تم تشييد هذا الضريح ليكون مثالا عن مقبرة وكنيسة (كامبو سانتو دي تيديتشي) بروما، وهو مركب ديني للألمانيين يقع في الجنوب الغربي لكاتدرائية القديس (بطرس).

وبمجرد افتتاح الضريح للزوار، تدفقت عليه أعداد هائلة من المسيحيين المؤمنين الذين يبحثون عن الشفاء من مختلف الأمراض التي كانوا يعانون منها، وكانوا يتركون لدى الضريح القرابين والنذور، وكذا الهدايا كشكر على النذور التي وفى بها هذا القديس.

بعد عقود لاحقة، ظهر تقليد آخر جديد كليا في (نيو أورلينز)، حيث أصبحت الفتيات اليافعات اللواتي يبحثن عن أزواج يقمن بأداء الحج إلى كل كنيسة من كنائس المدينة التسعة، فيصلين ويدفعن الصدقات، ومن مقومات نجاح هذا الحج واستجابة دعوات الفتيات أن تكون خاتمته زيارة كنيسة القديس (روك).

غرفة ضريح القديس (روك) في كنيسته في (نيو أورلينز) حيث يترك الزوار و"الحجاج" القرابين والهدايا.
غرفة ضريح القديس (روك) في كنيسته في (نيو أورلينز) حيث يترك الزوار والحجاج القرابين والهدايا – صورة: Darrell Miller/Flickr
امرأة وطفلة صغيرة في مقبرة وكنيسة القديس (روك) في (نيو أورلينز)
مقبرة وكنيسة القديس (روك) في (نيو أورلينز) – صورة: Bart Everson/Flickr

مقالات إعلانية