روان شحرور
بحلول نهاية عام 2019، تم تصنيف 10 من أفضل الكتب التاريخية لهذا العام التي تعتبر بمثابة جسر يصل بين الماضي والحاضر، والتي تزودنا بحقائق عن حروب تاريخية وأمم ونساء وأساطير قديمة ومنسية، كما أنها تطلعنا على حفلات الزفاف التاريخية الشهيرة، ومحاكمات التهريب، وبعض الأشخاص والأماكن التي اعتقدنا أننا نعرفها ولكن فيما بعد اتضح لنا أنها أكثر تعقيداً مما تصورنا.
1. الموسم: تاريخ اجتماعي للفتيات المراهقات من الطبقة المخملية
أصبحت (كونسويلو فاندربيلت) المنحدرة من عائلة (فاندربيلت) الثرية واحدة من أكثر الفتيات المراهقات شهرة في العالم، عندما تزوجت من الدوق (مارلبورغ) سنة 1895، حيث احتل خبر زفاف (كونسويلو) من الدوق (مارلبورغ) الصفحات الأولى من العديد من الصحف العالمية، بعد أن أمضت حياتها وهي تنتظر لحظة زواجها من أحد الملوك وتستعد لها.
ألّفت الكاتبة (كريستين ريتشاردسون) هذا الكتاب الذي يتكلم عن حفل زفاف (كونسويلو)، إلى جانب حفلات زفاف أخرى من القرن السابع عشر حتى يومنا هذا، لفتيات شابات يظهرن للمرة الأولى في العلن، حيث يصور لنا مدى التغيير الكبير الذي طرأ على المظهر الخارجي لهذه الفتيات وطقوس حفلات الزفاف من جنوب البلاد وصولاً لروسيا الحديثة على مدى قرون من الزمن، أي أن الموضوع الرئيسي للكتاب هو حفلات الزفاف والأنوثة في أمريكا والخارج.
2. أشباح حديقة عدن: ملك تهريب الكحول، والنساء اللواتي لحقن به، وجريمة القتل التي هزت أمريكا خلال عصر الجاز
بقي (جورج ريموس) أحد أنجح وأشهر مهربي الكحول في أمريكا لفترة من الوقت، حيث كان يسيطر على ما يقارب 30٪ من المشروبات غير الشرعية في مدينة (سينسيناتي) في ولاية (أوهايو) في أوائل العشرينيات من القرن الماضي.
تتبعت المؤلفة والمؤرخة الأمريكية (كارين أبوت) قصة نشأة (ريموس) الذي كان صيدلانياً ومحامياً، قبل أن يجد نفسه في المحكمة بتهمة تهريب الكحول وقتل زوجته! وفي مقابلة مع مؤسسة (سميثسونيان) تحدثت (أبوت) عن أوجه الشبه بين (جورج ريموس) وشخصية (جاي غاتسبي) من رواية «غاتسبي العظيم» للروائي الأمريكي (فرنسيس سكات فيتزجيرالد)، وقالت: ”كلا الشخصيتان لديها هذا الشعور بالشوق للانتماء لعالم لم يتقبلها بشكل كامل أو لم يفهمها، فعلى الرغم من أن (فيتزجيرالد) لم يلتق (ريموس) على أرض الواقع إلا أن (ريموس) كان شخصية معروفة في الوقت الذي بدأ (فيتزجيرالد) بتأليف رواية «غاتسبي العظيم»“.
3. لاكوتا أمريكا: تاريخ جديد للسلطة الأصلية
(ريد كلاود) و(سيتينج بول) و(كريزي هورس) هي شخصيات رئيسية في تاريخ السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، حيث تناول أستاذ التاريخ في جامعة أوكسفورد البروفيسور (بيكا هاملاينن)، الذي ألّف كتاب «إمبراطورية كومانش» وحصل على جائزة بانكروفت عام 2009، تاريخ قبيلة (لاكوتا) التي احتلت الجزء الغربي من الولايات المتحدة في كتابه الجديد، كما تحدث عن نهاية هذه القبائل الأصلية التي عاشت على الأراضي الأمريكية لعدة قرون.
4. الراديكاليون الأمريكيون: كيف شكل احتجاج القرن التاسع عشر الأمة
انتشرت المطالب بالحقوق المدنية والاحتجاجات المناهضة للحرب والداعية لحرية الحب على نطاق واسع في ستينيات القرن الماضي، حيث درس (هولي جاكسون)، وهو أستاذ مساعد في اللغة الإنكليزية في جامعة (ماساتشوستس)، هذه الاحتجاجات الراديكالية والاضطرابات الاجتماعية في القرن 19.
بعض الأسماء التي ذكرها (جاكسون) في قصته كاسم (ويليام لويد جاريسون) قد تكون مألوفة لمحبي التاريخ الأمريكي، كما أنه عمل على إحياء شخصيات تاريخية منسية مثل (فرانسيس رايت)، التي قادت الاحتجاجات ضد مؤسسة الزواج وألهمت (والت ويتمان) بأن يطلق عليها لقب ”إحدى أفضل الشخصيات التاريخية على الرغم من كونها شخصية معقدة يصعب فهمها“.
5. توماس باين والدعوة إلى الاستقلال الأمريكي
حضر ستة أشخاص فقط جنازة (توماس بين) الذي تم نفيه من الحياة العامة بسبب معتقداته وكتاباته الراديكالية التي يشجع فيها على فرض ضريبة على أصحاب الأراضي واستخدام هذه الضريبة لتحسين دخل الجميع.
تكلم الكاتب والبيوغرافي والمؤرخ الأمريكي (هارلو جايلز أنجر) المشهور بكتابة السيرة الذاتية ”للآباء المؤسسين“ عن (توماس بين) في هذا الكتاب، ذلك الرجل الذي سعى لتطبيق مبادئ عصر التنوير على الرغم من معارضة هذه المبادئ مع ما كان متعارفاً عليه اجتماعياً.
6. التاريخ السياسي للسيجارة
بسبب القصص العديدة التي تحذر من مضار التدخين بالإضافة للتشجيع القوي على التدخين من قبل عشاق السيجار، قررت المؤرخة (سارة ميلوف) النظر إلى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في التدخين، وكيف كانت الحكومة مهتمة بحقوق شركات التبغ أكثر من حقوق الأشخاص غير المدخنين.
يربط هذا الكتاب بين حركات المعارضة ضد التدخين وسلامة الطعام وسلامة السيارات وغيرها من حركات حقوق المستهلك التي برزت في القرن العشرين، يقول موقع (كيركيز ريفيوز) أن (ميلوف): ”تمزج بين الصورة الكبيرة للنظرية الأكاديمية مع بعض التفاصيل المحددة لتسليط الضوء على نجاح وانهيار العملية الإنتاجية للتبغ“.
7. حفظ النظام على الطريق المفتوح: كيف تمكنت السيارات من تغيير مفهوم الحرية الأمريكي
صرحت المؤرخة (سارة أو. سيو) في كتابها «حفظ النظام على الطريق المفتوح» أنه على الرغم من ارتباط السيارات والطرق السريعة بالحرية والاستقلال منذ زمن طويل، إلا أن هيمنة السيارات على طرق السفر هو السبب الرئيسي في زيادة قوات حفظ النظام والجرائم.
قامت (سارة) بتتبع تاريخ السيارات من محطات المرور إلى تذاكر ركنها إلى تاريخ الجريمة، واكتشفت أنها مرتبطة ببعضها بشكل كبير، وقد قال الكاتب الأمريكي-الآسيوي (هوا هسو) في نيويورك تايمز: ”في بعض الأحيان يبدو أن عمل (سيو) وكأنه حكاية سرية تروي كيف أن بعضاً من الرجال المثليين يختبرون حدود الخصوصية للأمريكيين الأفارقة مثل (جاك جونسون) أو (مارتن لوثر كينغ جونيور)، الذين يحاولون الانتقال من مكان لآخر“.
8. لقد كانوا ملكاً لها: النساء البيض مالكات العبيد في أمريكا الجنوبية
وضحت الأستاذة المساعدة في التاريخ في جامعة كاليفورنيا-بيركلي، البروفيسورة (ستيفاني إي. جونز روجرز) بعد سماعها للقصص التاريخية للمستعبدين سابقاً ومراجعتها للسجلات المالية وتاريخ الممتلكات، أن النساء البيض لم يكتفين بدعمهن الكبير لنظام العبودية فقط، بل شجعن عليه وكنّ من أوائل المستفيدين منه.
عملت (جونز روجرز) على دحض الفكرة القائلة إن النساء البيض لم يلعبن أي دور في أسر العبيد، حيث وضحت للقراء أنهن قد استخدمن مؤسسة العبودية لبناء مفهوم محدد للأنوثة والذي بدوره صاغ تاريخ الأمة قبل الحرب الأهلية وبعدها.
9. كيف تخفي إمبراطورية: تاريخ الولايات المتحدة الكبرى
أصدرت الولايات المتحدة عام 1856 قانوناً يمنح المواطنين حق الاستيلاء على أي جزيرة لم يطالب بها أحد وتحتوي على فضلات الطيور وبراز الخفافيش، والتي تعتبر سماداً ممتازاً، وطالبت الولايات المتحدة على مدار القرن العشرين بفرض سيطرتها على عشرات الجزر الصغيرة في المناطق النائية من العالم وتحويلها إلى أقاليم ذات حقوق خاصة بها، كما تعتبر قصة هذه الفضلات المسمّدة واحدة من بين العديد من القصص المزيفة التي صاغتها الولايات المتحدة كحجة لفرض سيطرتها على الفلبين و(بورتوريكو) والجزر العذراء الأمريكية و(ماريانا) الشمالية والعديد من المناطق الأخرى حول العالم
يروي الكاتب (دانيال إميرواهر)، وهو أستاذ مساعد في التاريخ في جامعة (نورث وسترن)، القصص الوحشية والمأساوية خلف المحاولات العديدة لجعل ”الولايات المتحدة الكبرى“ جزءاً من تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
10. التجسس على الجنوب: رحلة طويلة نحو تقسيم أمريكا
غير الكاتب (توني هورويتز) عام 1998 الطريقة التي ننظر بها للحرب الأهلية والجنوب الأمريكي عن طريق إثبات أن الصراع قد استمر لعدة سنوات، حتى بعد مرور 150 عاماً على انتهاء الحرب.
تم نشر كتاب ”التجسس على الجنوب“ عام 2019 بعد وفاة (هورويتز)، حيث يروي لنا الكاتب في كتابه الأخير هذا رحلته إلى الولايات الجنوبية ولكن هذه المرة كان هدفه البحث عن الشاب (فريدريك لو أولمسيتد) الذي يعمل مهندساً في كل من نيويورك وبوسطن.
وصفت المؤرخة الأمريكية (جيل ليبور) في مجلة نيويوركر (هورويتز) بأنه: ”مؤرخ استثنائي، والمؤرخ الوحيد الذي أفكر فيه بالطريقة ذاتها سواء كنت في المنزل أو في الأرشيف أو في إحدى مقابلاتي مع باحث متفاني بعمله وصحفي مُجدّ“.
