in

فستاني الأبيض الملطخ بالدماء

اغتصاب

استحممتُ وارتديتُ أجمل فستان عندي، وضعتُ أحمر الشفاه الذي أحبه كثيراً، سرّحتُ شعري وأسدلته على كتفي، رششتُ بعضاً من عطر الياسمين المفضلّ لديّ وانطلقت إلى زفاف رفيقتي، كم كان جميلاً وكم رقصنا.

الموجودون كانوا يقولون لي ”عقبالك يا قمر نشوفك أحلى عروس“.. و”سامي“ الشاب الذي كنت معجبةً به لم يُزل عينيه عنّي طوال الوقت وهو يخبرني ”شو لابقلك هالفستان الأبيض!“ اتّفقنا أن نلتقي في اليوم التالي لنشرب القهوة سوياً وأن يتّصل بي ليطمئّن عليّ..

انتهى الزفافُ وبدأ الجميعُ بالرحيل، أصرّوا على ذهابي معهُم ولكنني لم أقبل، فبيتي ليس بعيداً والطريق آمنة. ودّعتُ سامي ورفيقتي وهممتُ بالرحيل مبتسمةً للجميع.

كنتُ أفكّر بسامي كل الطريق وبموعدنا وأنتظر يومَ غدٍ بفارغ الصبر. فجأةً سمعتُ صوتاً ورائي، خُطى أقدامٍ خفيفة، فبدأت أمشي بسرعة ولم أستطع أن ألتفت ورائي، خفتُ كثيراً.. رأيتُ يداً تمتدّ خلفي ولم أرَ شيئاً آخر بعد ذلك، كل ما أذكره هو استيقاظي في غرفةٍ غريبة مع شابّين لا أعرفهما، ينظران اليّ بطريقة مخيفة! كنتُ أشاهد هذه الأشياء على التلفاز وأبكي مغمضةً عينيّ من قساوة المشهد، لكنني لم أتوقع حصولها معي يوماً ما!

كنت خائفة، عرفتُ ماذا يريدون، أنا على سريرٍ مع رجلين غريبين يراقباني، ماذا أفعل ماذا أقولُ لهما؟ ”اتركوني فلّ الله يخلّيكن والله ما بخبّر حدا، أهلي ناطرين إرجع وتأخرت“.

بدأ أحدُهما يقترب منّي ويلمس فستاني قائلاً ”كتير حلوة إنت بالفستان الأبيض“، شعرتُ بالقرف! اقتربَ أكثر وبدأتُ بالصراخ، أغمضتُ عينيّ علّني أستطيع إيقاف إحساسي بوحشٍ فوقي، لكنه كان كالحيوان المفترس يمزّق فستاني.. أتذكّر كم بكيتُ وأنا أقول له ”بوس إيدك لاء بوس إيدك خلص!“ ولكنه لم يهتمّ.. أهكذا يشعرون في المسلسلات أيضاً؟ اغتصبَ جسدي وروحي، كان يقتلني ويؤلمني بوحشية ويمزّق جسدي بمخالبه، ولكنّه ظلّ يضحك ورفيقه يضحك مراقباً. نسيتُ رائحة الياسمين وحلّت مكانها رائحةُ ”الرجل الحيوان“ التي ما زلتُ أشمّها حتى اليوم في شعري وعلى جسدي.

لم أستطع فتحَ عينيّ حتى بعد رحيلهم، تركوني ممدّدة على السرير مع فستانيَ الأبيض الملطّخ بالدماء، وآثار مخالب ذلك الحيوان على كل جسدي، أبكي وأحمرُ الشفاه ملطخاً على وجهي، تمنيتُ لو يتوقف الوقت!

وجدني رجلٌ عجوز في اليوم الذي تلاه واتّصلَ بأهلي من هاتفي.. عرفَ الجميعُ ما حصل. واسَتني أمي وأخبرتني أنّ الجميعَ قد اتّصل واطمأنّ، إلّا سامي.. لم يسأل عنّي، سامي الذي أحبّني بفستاني الأبيض الجميل.. سرقُوا منّي كل شيء جميل في حياتي، ذكراهم تقتُلني كلّ يوم.

مقالات إعلانية