in

المتخفّي رقم 36

المتخفي

فتحت باب الغرفة، أغلقته، أعدت فتحه ثم سريعاً أغلقته، في طفولتي عانيت من مشكلة التبوّل اللاإرادي، كبرت وسرعان ما تخلصت من هذه المشكلة لكن لم أكد أسترح حتى ابتُليت بالبكاء اللاإرادي، في صغري كنت أخفي ثيابي كي لا تراهم أمي فأشعر بالحرج، كبرت فبدأت أخفي المناديل التي أمسح بها دموعي تحت وسادتي، أغنية، مقطعٌ من فيلم، نظرات التمثال الصغير الموجود في غرفتي، كل شيءٍ حولي كفيلٌ بجعل دموعي تنهمر فأمسح ما تيسّر منها بقميصي و أُبقي حجّة دخول الغبار في عيني قيد الأستعمال في حال تم ضبطي بالجرم المشهود.

في صغري كنت أحلم أن أكون طبيباً أو محامياً أو مهندساً، كنت أحلم بأن أشتري سيارة ميتسوبيشي خضراء رباعية الدفع فانتهى بي الأمر محاصرا في هذه الغرفة، أفتح باب الغرفة، أقفله، أعيد فتحه ثم سريعاً أغلقه.

أخرج إلى الشرفة، شعاع الشمس رسم دائرة في الأرض، أشرب ما تبقّى من فنجان قهوتي البارد، أدخل ثم أعود لأخرج حتى تختفي الشمس وتأخذ معها شعاعها، تختفي وتترك القمر وحيداً يحمل في يده اليمنى فنجاني فيقرأ لي ما تخفيه الأيام لي ويسخر من بؤسي.

كنت أحلم وأتمنى وانتهى بي الأمر أكتب هذه الكلمات، حتى هذه اللغة فشلت في إتقانها فأبحث في غوغل عن تهجئة الكلمات تماماً كما فعلت الآن حين كتبت كلمة تهجئة.

ما يعزّيني أنني أضع نفسي في خانة الأشخاص الذين تجري الرياح بما لا تشتهي سفنهم مع أنني جبانٌ أخاف من السباحة وأعاني من دوّار البحر.

مقالات إعلانية