in

الرهينة رقم 7

الرهينة رقم 7
صورة لـtasjcollage

اقتحموا بيتي، في ذلك النهار الذي اعتقدت أنه سيكون بديعاً. كسروا الباب ودخلوا، وجدوني أتمتم بعض الشعر، متوسّداً الأرض وحولي مئات أعقاب السجائر.

كبّلوا يديَّ، ووضعوا قماشة سوداء على وجهي. سألني أحدهم، كان صوته رخيماً، نحن هنا بمهمّة للبحث عن الحقيقة، كلّ مَن في المدينة أخبرنا أنّك تملكها، اعترف أو ستقضي ما تبقّى من عمرك في زنزانة ضيقة حتى تموت وحيداً.

ساخراً أجبته، ليس عندك ما يُخيفني، أنا أعيش في زنزانة وسأموت وحيداً، حتى إنّ السجن يُطعمني بلا مقابل، حتى السجن يُعدّ مكاناً أفضل لي ولكن سأخبرك بما أملك، استمع جيداً ولا تقاطعني حتى أنتهي..

هذا العالم عبارة عن ”سيرك“ كبير، أنا وأنت متشابهان، الفرق بيننا أن يديّ مكبّلتان وعينيّ معصوبتان.

المجرم هو أوّل من أشعل ناراً، الخبيث هو أوّل من أنجب ولداً، الأحمق هو أوّل من اخترع علاجاً والسفّاح هو أوّل من ذبح حيواناً ليأكل.

أفضل عمر للموت هو الأربعين، الأعمى يظنّ أنّ حاسّة السمع هي الأهم، والأصم يظن أنّ الرؤية هي كلّ شيء، الحاسّة السادسة هي الموت، هي قهر الحواسّ الخمس دفعةً واحدة، كُلّنا سنمتلكها يوماً ما.

السلاح وُجد ليُساوي الشجاع والجبان، الكتاب وُجد ليُساوي بين الذكيّ والأحمق، والنور وُجد ليُساوي بين الوحدة والاكتظاظ.

الخطوط الحمر هي مجرّد خطوط، أحمق من لوّنها بالأحمر. الله لا يحبّنا ونحن لا نحبّه، هو يدّعي المحبّة كي لا نهجره ونحن ندّعي الحبّ حتى نجد بديلاً عنه.

الزواج جميل للحيوانات، ليس لنا نحن البشر، كلّ القصص نهايتها حزينة، حتى عندما تنتهي بفرح، كلّ ما عليك فعله هو قلب الصفحة لتكتشف ذلك.

النظام هو الفوضى والفوضى هي النظام، الإسم غير مهمّ، في كلتا الحالتين الكلّ سيتصرّف على سجيّته، الجيّد والسيّئ.

تلك الأحاديث حول طاولة الطعام هي أفضل مدرسة لطفلك في صغره، المدرسة مكان موحش مليء بالأطفال الفزعين والمعلّمين المخيفين، كلّنا يعرف هذا الشعور، لا ترسل طفلك إلى المدرسة إلّا حين يبلغ العاشرة.

إفريقيا هي أرض الله، والموسيقى صوته، والنملة هي ملكة الغابة.

أعرف أنّك قدْ مللت منّي، أنت طلبت الحقيقة، و التي يمكن أن تكون أيّ شيء وأنا كنت أشعر بالملل. الحقيقة يا صاحبي هي أنّني لا أعرف شيئاً، لم يعرفها أحد، ولن يعرفها أحد.

مقالات إعلانية