in

هل يقوم فيسبوك حقاً بطرد الأشخاص غير المتفاعلين من المجموعات؟

هل يقوم فيسبوك حقاً بطرد الأشخاص غير المتفاعلين من المجموعات؟

في اليومين الماضيين وأثناء تصفحك لموقع فيسبوك من المحتمل أنّك قد شاهدت العديد من المنشورات التي تدّعي أنّ فيسبوك قد أخرج جميع الأشخاص غير المتفاعلين من المجموعات، ولكن ومع تاريخ مدراء المجموعات الحافل باستخدام شتى الأساليب الملتوية لدفع الأعضاء إلى التفاعل، أو كما يُطلق عليها أحياناً ”شحادة اللايكات“؛ شكّك الكثيرون بالأمر واعتبروه مجرّد خدعةٍ جديدة.. فما هي حقيقة الأمر؟

لمعرفة الحقيقة؛ قام البعض بالتواصل مع الشركة والسؤال عن الأمر، ليتضح أنّ هذه الادعاءات تحمل الكثير من المبالغة، فقد بيّن الناطق الرسمي باسم الشركة أنّهم لم يقوموا بإخراج الأعضاء من المجموعات بل قاموا بنقل الأعضاء غير النشطين من قائمة الأعضاء إلى قائمة ”الانتظار“ الخاصة بالمجموعة إلى حين قيامهم بالتأكيد على رغبتهم في التواجد ضمنها، حيث قال:

”نريد أن نحرص على أن يتواجد الأشخاص ضمن المجموعات التي تحمل محتوى يهمّهم. وحالياً عندما يُدعى شخصٌ إلى مجموعة ما ويقوم مدير المجموعة بقبوله يُصبح ذلك الشخص قادراً على مراجعة تلك المجموعة وامتلاك الخيار بقبول الانضمام أو رفضه، وما لم يقم الشخص بقبول الدعوة فاسمه لن يندرج ضمن قائمة أعضاء المجموعة“.

هذا التغيير الجديد يعني أنّ الأشخاص الذين لم يقوموا بالدخول للمجموعة ولم يتفاعلوا مع أيٍّ من المنشورات فيها سوف ينتقلون تلقائياً إلى قائمة المدعوين في انتظار قبولهم للدعوات، علماً أنّ هذه الدعوات تصبح منتهية الصلاحية بعد 28 يوماً ما لم يقم الشخص بقبولها أو الإعجاب والتفاعل مع أحد المنشورات، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض أعداد الأعضاء في الكثير من المجموعات بشكلٍ كبير.

وهنا يصبح مدراء المجموعات أمام حلٍ من اثنين، فإما أن يتركوا الأمور على حالها ويتقبّلوا ضياع قسمٍ من الأعضاء، أو أن يتواصلوا مع الأشخاص الموجودين ضمن قائمة المدعوين وأن يطلبوا منهم قبول الدعوات.

الجدير بالذكر أنّ هذا التغيير في سياسة موقع فيسبوك في التعامل مع المجموعات أصبح سارياً من يوم 13 يناير من 2019، حيث أعتقد شخصياً أنّه تغيير نحو الأفضل نظراً لكون معظم المستخدمين كانوا يُبدون انزعاجهم بشكلٍ مستمر من قيام أصدقائهم بضمّهم لمجموعاتٍ جديدةٍ لا تثير اهتمامهم، حين كان يمكن للشخص أن يضيف أصدقاءه إلى المجموعات دون أن يُتاح لهم خيار القبول أو الرفض.

حالياً يبدو أنّ هذا التغيير في سياسة المجموعات ليس التغيير الوحيد الذي تقوم به شركة فيسبوك، بل هو على ما يبدو جزءٌ من مجموعة تغييرات تهدف لمحاربة الأخبار الكاذبة، حيث صرّحت الشركة في الـ17 من يناير 2019 أنّهم قاموا بحذف عددٍ من الصفحات والمجموعات والحسابات الشخصية على كلٍّ من فيسبوك وإنستغرام، والتي لوحظ أنّها تسلك سلوكاً ”غير موثوق“، فيما يبدو كأنّه حملةٌ روسية المنشأ للتضليل الإعلامي تستهدف عدداً من الدول وجاء في تصريحهم:

”لقد قمنا اليوم بحذف 364 صفحةً وحساباً على فيسبوك يقومون بالمشاركة في أنشطةٍ غير موثوقة كجزءٍ من شبكةٍ مقرّها روسيا وتُدار من البلطيق وآسيا الوسطى والقوقاز وبعض الدول في أوروبا الوسطى والشرقية، حيث أنّ مدراء تلك الصفحات قدّموا أنفسهم بأنّهم صفحاتٌ إخبارية مستقلة تُعنى بمواضيع عامة كالطقس والسفر والرياضة والاقتصاد، أو على أنّهم سياسيون في رومانيا ولاتفيا وإيستونيا وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا وطاجيكستان. ورغم أنّهم زيّفوا هوياتهم؛ وجدنا أنّ تلك الصفحات والحسابات كانت مرتبطةً بموظفين في (سبوتنيك)، وهي وكالةٌ إخباريةٌ روسية، كما أنّ بعضاً من تلك الصفحات كانت تنشر مقالات معاديةً للناتو“.

مقالات إعلانية