in

كم دينا ازدريت اليوم؟

ازدراء الاديان

يؤكد الدكتور عبد المعطى بيومى أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أن:

ازدراء الأديان يعنى احتقارها أو احتقار أحد رموزها أو مبادئها الثابتة أو نقدها أو السخرية منها، وإنكار كل ما هو مستقر فيها، لأن مثل هذه السلوكيات تثير الفتن، ومن هنا فإن الهجوم بأى شكل على كل ما يتعلق بالدين يعتبر ازدراء ولا يسمح به.

والمضحك المبكي أن الفقرة الأخيرة من المادة 161 من قانون العقوبات المصري تحدد جنحة إزدراء الأديان بـ:

تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعى، أو الطعن فى كتاب مقدس أو تحريفه عمداً، أو السخرية من الاحتفالات الدينية.

يعني…

جورج ومحمد يجلسان على القهوة يقول جورج لمحمد ”القرآن مش كتاب الله الإنجيل كتاب الله“ وإذ بمحمد يقول ”لا انت غلطان، المسيح مش ممكن يكون لا ابن الله ولا الله“، جورج ومحمد وقعا في فخ إزدراء الأديان اللامنطقي. فإزدراء الأديان دينياً وقانونياً يعني عدم المس بالمسلمات الدينية يعني على المسيحي أن يؤمن بالقرأن وعلى المسلم أن يقبل ألوهية المسيح… بمعنى آخر على المسيحي أن يكون مسلما أيضاً وعلى المسلم أن يكون مسيحيا. لكن هل هذا ما يحصل فعلاً؟

ازدراء الاديان
صورة لـ thefeverhead من فليكر

أليس حديث المؤمن اليومي يدور حول الطعن في الدين الآخر كونه يعتقد أن دينه صحيح؟

أليس من الطبيعي للمؤمن عدم تصديق مسلّمات الدين الآخر ورفضها؟

إذا اردنا تطبيق قانون إزدراء الأديان فعلياً فسينتهي المطاف بكل رجال الدين في السجن، لأن أساس عملهم يدور حول التبشير لدين معين طاعنين بذلك مسلمات الديانات الآخرى.

لكن بطريقة غريبة نرى في عالمنا العربي السلطة الدينية تعلو فوق القانون وفوق المنطق، فترى رجال الدين في صراع دائم غير مكترثين لإزدراء أديان بعضهم البعض… ومن ثم يأتي المغضوب عليه ليقول يا جماعة أنتم الإثنان على خطأ فلنرى أين مشاكل كل عقيدة ونتحاور فيها وإذ ينتهي به المطاف إما في السجن او مقتولاً… بتهمة إزدراء الأديان.

انظر الى حياتك اليومية انت تزدري عشرات الأديان يومياً وتعتبر الأمر طبيعي. وهو فعلاً كذلكَ! فالسخرية من الأفكار تولد النقاش والنقاش يولد حوار وبالحوار نتطور. إنما أن ”تزدري“ الغير ومن ثم تطالب بحماية معتقداتك من إزدراء الغير أقل ما يقال عنه… نفاق.

مقالات إعلانية