in

10 نصائح عليك الأخذ بها عند التعامل مع شريكٍ تعرّض سابقاً لاعتداء جنسي

قد يكون الاعتداء الجنسي أو العنف الجنسي أمران غير مقبولين، لكن في عالمنا، هناك معلومات ناقصة أو ضبابية حول الموضوع، فـ العنف الجنسي هو ممارسة فعل جنسي دون الحصول على موافقة الطرف الآخر، أو عندما يكون الشخص الآخر غير قادرٍ على إعطاء الموافقة (كأن يكون معاقا أو مخدراً أو تحت تأثير الكحول). ويشمل الاعتداء الجنسي والاغتصاب والعنف المنزلي والمطاردة (أن يطارد شخص امرأة ويلاحقها).

أما الاعتداء الجنسي، وهو ينضوي تحت إطار العنف الجنسي، فهو التعدي البدني الفعلي أو التهديد بالتعدي البدني الذي يحمل طابعاً جنسياً، سواء باستعمال القوة أو في ظل ظروف غير متكافئة أو قسرية. ويشمل ذلك الاستعباد الجنسي والمواد الإباحية وإساءة معاملة الأطفال والاعتداء الجنسي.

وفقاً لمركز موارد العنف الجنسي الوطني في أميركا (NSVRC)، في الولايات المتحدة تتعرض واحدة من ثلاث نساء، وواحد من ستة رجال، لإحدى أشكال العنف والاعتداء الجنسي خلال حياتهم. لا يزال هؤلاء قادرين على الانخراط في علاقات جنسية صحية ومُرضِية. لكن إن كنت على علاقة مع شريكٍ عانى من عنف أو اعتداء جنسي في السابق، فقد تجد نفسك حائراً في كيفية تقديم الدعم له بالشكل المناسب.

وتختلف طبعاً طبيعة الشخص الذي تعرض للاعتداء الجنسي، كما وتختلف علاقته التي كان فيها وطبيعة الاعتداء الجنسي الذي تعرض له. لذا جمعنا لكم في هذا المقال خلاصة ما يراه الخبراء النفسيون وخبراء العلاقات من نصائح وتوجيهات للتعامل بالشكل الأمثل مع شريكٍ عانى من عنف جنسي سابقاً.

1. لا تضغط على شريكك ليخبرك عن تفاصيل الاعتداء الجنسي الذي تعرض له

صورة: Lepusinensis/Getty Images

قد يملك بعض الناس الرغبة في مشاركة تفاصيل ما مروا به، لكن هناك آخرون يرون أن إعادة رواية الصدمة التي عاشوها وتفاصيلها تستحضر معاناتهم من جديد.

تقول الأخصائية الاجتماعية (لاكويستا أرينا): ”بعد التعرض لاعتداء جنسي في السابق، فاستحضار التجربة من جديد قد يكون أمراً مرهقاً ومخيفاً، كعيش الصدمة مرة أخرى. فنتيجة اضطراب ما بعد الصدمة PTSD، قد يعاني شريكك من تجسد تلك التفاصيل بحذافيرها في مخيلته، وهذا ما قد يجعله يعاني من ردات فعل عاطفية غير مرغوبة، وسيزيد الطين بلة بالنسبة له“.

دع شريكك يتحكم بمدى التفاصيل التي يرغب بمشاركتها معك، ولا تصر عليه لمشاركة المزيد، ودعه يعلم أنك على استعداد دائم للاستماع متى أراد التكلم عن التجربة التي عانى منها.

2. لا تضغط على شريكك لممارسة العلاقة الحميمية

صورة: 123rf

من البديهيات التي يجب أن ندركها جميعاً أنه لا ينبغي علينا أن نجبر أي شخص، لا على التعيين، على ممارسة علاقة حميمية معنا. لكن الناجين من عنف جنسي لهم وضعهم الخاص، وعلينا التعامل معهم بحرص أكبر عندما يتعلق الأمر بكيفية ووقت ممارسة العلاقة معهم.

فيرى (سيلفا نيفيس)، أخصائي في العلاج النفسي، أنه ”من الصعب الشعور برغبة في ممارسة الجنس أو الشعور بإثارة جنسية عندما نتحدث عن شخص عانى من عنف جنسي. وسيحتاج هذا الشخص إلى بعض الوقت كي يألف ممارسة الجنس مجدداً“.

من الضروري جداً منح شريكك الوقت والمساحة التي يحتاجهما ليشعر بالراحة في خوض علاقة جنسية مجدداً. امنح الشريك سلطة التحكم بمدى جاهزيته في بدء اتصال جنسي معك، واجعله يرى ذلك الاتصال أنه سيكون تجربة مريحة ومسالمة.

3. احرص على رضى شريكك في جميع جوانب علاقتكما

صورة: Unsplash

تعتبر مشاركة وجهات النظر ومحاولة تقريبها فيما يتعلق بالممارسات الجنسية، وغيرها من الجوانب المختلفة في العلاقة التي تربط بين أي شخصين، أمراً ضرورياً لا غنى عنه. وإن محاولة تقريب وجهات النظر بينك وببن شريكك تعتبر أمراً جوهرياً وحساساً، خاصة عندما يكون شريكك قد تعرّض إلى عنف جنسي في السابق.

فترى المعالجة الجنسية (فانيسا مارين) أن ”شريكك قد عانى من تجربة تم فيها انتهاك حدوده الشخصية، عليك أن تؤكد له أنك ستحترم حرمة حدوده في العلاقة التي تجمعك معه. قد يكون هذا بديهياً بالنسبة لك، لكن تأكيد هذا لشريكك سيكون ذا أثرٍ رائعٍ بالنسبة له“.

ففي جميع جوانب علاقتكما يجب أن يكون هناك حرية في قول ”لا“ أو ”نعم“. وعلى شريكك أن يدرك أن موافقته غير مطلقة، فيمكنه سحبها أو إعادة إعطائها إن كان بحاجة لذلك.

4. كن على علم بأن التقارب الجسدي بكافة أشكاله قد يصعب التعامل به بشكل طبيعي بالنسبة لناجٍ من عنف جنسي

صورة: Roman Kraft / Unsplash

من البديهي أن العلاقة الحميمية بعد التعرض لعنف جنسي ستكون أمراً صعباً ومعقداً. لكن أي شكل من التودد والتقرب الجسدي قد يشكل تحدياً أيضاً بالنسبة للناجين من العنف الجنسي.

فحسب ما ترى الخبيرة النفسية (فورست تالي): ”لا تشكل ممارسة الجنس وحدها صعوبة بالغة بعد تعرض الشخص لاعتداء جنسي، بل هناك أشكال مختلفة من الاتصال الجسدي التي قد يشكل التعامل معها تحدياً أيضاً، كالإمساك بيدي الشريك، أو احتضانه، أو حتى مشاركته نفس السرير. الصبر وإدراك مشاعر شريكك وحسن التواصل معه، هي مفتاح الحل“.

لا تجزم من تلقاء نفسك أن الاتصال الجسدي مع شريكك الذي لا يحمل بعداً جنسياً مباشراً قد يشعر شريكك بالراحة. بل عليك التأكد دوماً فيما إذا أشعره أي اتصال جسدي معك بعدم الرضى والراحة. واعلم أن قائمته السوداء تلك ستقل بنودها مع الأيام.

5. احرص على منح شريكك الحرية المطلقة في التحكم بجسده اثناء ممارسة الجنس

صورة: Women’s Health

أثناء تعرض أحدهم لاعتداء جنسي، فهو يفقد بشكل مطلق سيطرته على جسده. ونتيجة لهذا سيكون من الصعب عليه الخوض في تجربة حميمية تشعره بفقدان سيطرته على جسده مرة أخرى ولو بشكل جزئي.

فحسب (نيكي دافيس فينبلوم) مستشارة العلاقات الجنسية والعاطفية: ”عند الخوض في علاقة جنسية مع شريكك الذي تعرض لعنف جنسي، عليك أن تمنحه دفة التحكم، وأن تجعل الحركة الأولى دائماً من نصيبه، وأن تتيح له حرية اختيار الوضعية التي تناسبه، وأن تنتظر موافقة لفظية منه عند نيتك القيام بأي حركة ما“.

عليك ان تجعل نواياك واضحة لكل ما ستقوم به خلال ممارستك للجنس معه، وهذا ما سيجعله يشعر بالأمان والثقة معك.

6. إذا كان التودد والاتصال الجنسي يشكلان تحدياً للشريك، عليك ان تجد طرقاً أخرى لتظهر بها محبتك

صورة: City of Casa Grande

الجنس ليس الطريقة الوحيدة للتعبير عن المحبة والمودة فيما بينكما. فإذا كانت العلاقة الحميمية تشكل تحدياً لشريكك فعليك الإحجام عنها وإيجاد طرق أخرى بلا اتصال جسدي للتعبير عن المحبة التي ما زلت تكنها له.

فحسب ما يراه (سيلفا نيفيس) فإن: ”هناك طريقة ما تجعل من شريكك الناجي من عنف جنسي يشعر بأنه محبوب جداً. فهل تكمن هذه الطريقة بلمسة حانية؟ أم بسماع كلمات لطيفة؟ أم القيام بشيء ما من أجله؟ أم بتقديم هدية له؟ أو حتى بإمضاء بعض الوقت معه؟ الجواب على هذا السؤال يختلف باختلاف الشخص نفسه، ولن تعرف جواب هذا السؤال إلا إذا كان هناك نقاش إيجابي جرى بينك وبين شريكك هذا“.

فبناء لغة حب ومودة غير جنسية بين الشريكين قد يساعدهما على تخطي آثار العنف الجنسي الذي عانى منه أحدهما، كما ويزيل العواقب في علاقتهما التي قد يسببها عدم اتصالهما الجنسي.

7. حاول معرفة الأشياء التي قد تذكر شريكك بمعاناته السابقة

لا تقتصر آثار الاعتداء الجنسي على الأمور الجسدية فقط، بل تتعداها لتؤثر على نفسياً. فقد يعاني هؤلاء من الذعر والقلق عندما يقوم شريكهم بتصرف معين بريء تماماً.

يقول (سيلفا نيفيس): ”افتح نقاشاً هادئاً وبلا إطلاقٍ للأحكام مع شريكك الناجي من عنف جنسي، وحاول معرفة الأمور التي قد تذكره بتلك الحادثة. قد تكون تلك الأمور عبارة عن رائحة ما، أجزاء معينة من الجسد، أنفاس ثقيلة، أو أصوات معينة أو كلمات ما“.

قد تذكره أماكن معينة بما كابده خلال تلك الحادثة، وقد يدفعه ممارسة الجنس خارج غرفة النوم لاستعادة تلك الذكريات القاسية. عليك استنباط تلك الأمور والتعامل معها بحساسية.

8. اعلم أن كل يوم مختلف

صورة: Facebook

لا يهم كم مضى على ذلك الاعتداء الذي عانى منه شريكك، فكل يوم يمرّ منذ ذلك الحين بات مختلفاً. أشياء مثل متابعة الأخبار أو حوار مع أصدقاء قدامى أو حتى مناسبة سنوية ما، قد تجعل شريكك يستحضر مشاعره القديمة حيال ذلك الاعتداء.

تختلف تجربة كلّ ناجٍ من اعتداء جنسي عن الآخر، وكذلك تختلف مشاعرهم حيال تلك التجارب أيضاً، ومن يوم إلى آخر.
حاول التعرف على مشاعر شريكك حيال الأمر، ودعه يعلم أنك جاهز للاستماع له متى ما أراد التحدث. أو امنحه مساحة بمفرده إذا كانت حالته النفسية تتطلب هذا فعلاً.

9. معرفة الآثار الشائعة للتعرض لاعتداء جنسي قد يساعدك في فهم احتياجات شريكك

إذا كنت على علاقة مع شخص ناجٍ من اعتداء جنسي، فهذا قد يضعك أحياناً في مواقف قد تسيء فيها فهم بعض تصرفات شريكك الناجمة عن اضطراب ما بعد الصدمة، وتفسرها على أنها تعبير شخصي على ما يحدث في علاقتكما.

وحسب (فانيسا مارين)، فإن ”أفضل شيء يمكنك القيام به لدعم شريك الناجي من عنف جنسي هي أن تثقف نفسك حول الآثار الشائعة التي قد يعاني منها من تعرض لعنف جنسي، وهذا، بالمقابل، سيساعدك كي تدرك أن بعض ردات فعل شريكك هي بسبب الصدمة التي يعاني منها، وليست بسببك أنك بشكل شخصي“.

فمثلاً، إن وجدت شريكك لا يرغب بممارسة الجنس، فقد تسيء أنت فهم ذلك، وتأخذه على منحى شخصي بأن شريكك بات غير منجذب لك. ومثلاً قد يجفل شريكك إذا لمسته بطريقة معينة، وقد تفسر أنت هذا على أنه بات لا يثق بك.

عليك التعرف على الآثار التي يتركها الاعتداء الجنسي على نفسية المرء، وذلك بالاستعانة بالمختصين النفسيين أو بالموارد الموثوقة المختلفة على الإنترنت، وذلك لتدرك فعلاً ما يعاني منه شريكك.

10. لا تتجاهل احتياجاتك الجنسية والعاطفية

إن كان شريكك قد عانى من اعتداء جنسي في السابق، فمن الطبيعي أن تحاول منحه دفة القيادة في علاقاتكما الجنسية، لكن تذكر دوماً احتياجاتك الجنسية والعاطفية، ولا تهملها، وبنفس الوقت حاول المطالبة بها بلا ضغط على شريكك أو تذكيره بتنازلاتك له بسبب حالته الخاصة.

من المهم بمكان أن تساهم في مرحلة تعافي شريكك من صدمة ما بعد الاعتداء الجنسي. لكن في نفس الوقت، فشلك في تحديد احتياجاتك الجنسية أو تجاهل الجانب الجنسي من علاقتكما بشكل كلي قد يجعلك تضمر مشاعر سلبية قد تضر علاقتكما معاً في النهاية.

مقالات إعلانية