جلب لنا القرن الماضي بعضًا من أفضل الاختراعات في التاريخ، بما في ذلك إنجازات عديدة مثل الكمبيوتر الشخصي وأول مكنسة كهربائية.
ولكن إذا راجعنا تطور هذه الاختراعات وعدنا إلى الشكل الذي ظهرت به أول مرة، فقد نلاحظ تغير كل واحد منها بشكل كبير على مر السنين. في حين أن بعض التقنيات تم صنعها للاستعمال في المطبخ والبعض الآخر كان موجهاً للمكاتب، تبدو جميعها مختلفة تمامًا اليوم مقارنةً بالوقت الذي تم فيه اختراعها أول مرة.
ألقِ نظرة على الشكل الذي ظهرت عليه بعض الاختراعات التي انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين، لترى مدى التطور الذي طالها وإلى أي مدى وصلنا اليوم.
قبل اختراع المكنسة الكهربائية كان الناس ينظفون الأرضيات بالمكانس والمماسح.
يمكننا القول بأن فكرة المكنسة الكهربائية تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، عندما قام المخترعون بإنشاء فرشاة دوارة متصلة بالعجلات لتسهيل عملية التنظيف. واستمروا بعدها في اختراع أجهزة أكثر ابتكارًا للتخفيف من أعمال الكنس، مما أدى في النهاية إلى ظهور الفرشاة الكهربائية في عام 1911.
اخترعت المكنسة الكهربائية الأصلية في عام 1901.
لم تكن فكرة صنع مكنسة كهربائية مدروسة جيداً في البداية، وكانت نتاج احتياج مخترع يدعى (هوبرت بوث) لتنظيف عربات السكك الحديدية عن طريق نسف الهواء باتجاه المنطقة المراد تنظيفها، وبالطبع لم تكن تلك الفكرة سديدة عندما يتعلق الأمر بتنظيف الأثاث، فبمجرد أن يتم توجيه الهواء المظغوط نحو قطعة من الأثاث ينتقل ليستقر في منطقة أخرى.
بحلول عام 1908 بدأت المكنسة الكهربائية تشبه ما اعتدنا عليه اليوم.
تم إعادة تصميم المكنسة الكهربائية في عام 1908، حيث استعملت فيها خاصية الشفط لالتقاط الغبار ووضعه في كيس خاص، وتم بيع التصميم الجديد لشركة (هوفر) التي لا تزال تعمل حتى اليوم.
وتأتي المكانس الكهربائية بجميع الأشكال والأحجام في هذه الأيام، ولكن التصميم الأكثر تقدما هو الروبوت (رومبا) الذي باستطاعته تنظيف الأرضيات من خلال حفظ تخطيط منزلك.
تم صنع أول غسالة كهربائية في عام 1908.
قبل ظهور الغسالة كان الناس ينظفون ملابسهم عن طريق غسلها في أحواض وتعليقها حتى تجف، ولكن بحلول عام 1908 تم صنع غسالة (ثور) والتي كانت تغسل وتشطف وتُجفف الملابس في وقت واحد، ولكن نادرا ما شوهدت هذه الآلات باهظة الثمن في المنازل في ذلك الوقت.
أصبحت الغسالة شائعة في كل منزل بحلول الستينيات.
بعدما اكتسبت الغسالة الكهربائية شعبية كبيرة أصبح تصميمها أكثر بساطة وقوة، وفي ذلك الوقت كانت ”الأحواض المزدوجة“ الخاصة بغسالات الملابس شائعة أيضًا، حيث يتم استخدام جانب واحد للغسل والجانب الآخر للتجفيف، وفي نهاية المطاف تم دمجهم مرة أخرى في حوض واحد تلقائي.
بعد أن تجف الملابس يتم استخدام المكاوي للتخلص من التجاعيد.
على الرغم من أنه تم اختراع مكواة الملابس في أواخر القرن التاسع عشر، إلا أن مكواة الملابس الكهربائية لم تصبح منتشرة في المنازل حتى منتصف القرن العشرين. وبحلول خمسينيات القرن الماضي كانت المكواة قادرةً على تبديل عملها بين الكي بالبخار والكي الجاف، وأصبح بإمكانها أيضاً أن تنطفأ من تلقاء نفسها.
استخدمت معاصر الضغط أيضاً لتسوية شكل الملابس.
كانت معاصر الضغط ذات الشكل الأسطواني موجودة منذ قرون، ويمكن العثور عليها حتى في بعض المنازل الفيكتورية. حيث كانت أفضل وسيلة تستخدم لتسوية الملابس الكبيرة والأفرشة عن طريق الضغط واستعمال البخار.
ساعد التقدم التكنولوجي في ظهور فرن الميكروويف في عام 1947.
بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة وفي عام 1945، تم اختراع فرن الميكروويف بعد اكتشاف ”الأمواج الدقيقة“ التي يمكنها طهي الطعام بشكل أسرع من الحرارة المباشرة. وفي البداية كانت أفران الميكروويف كبيرة جداً ومكلفة للغاية لذلك لم تصبح شعبية وكانت قليلة الانتشار، ناهيك عن كون الكثير من الناس كانوا يخشون استخدام الإشعاع لطهي الطعام.
صنع أول فرن ميكروويف للاستخدام المنزلي وتم بيعه في عام 1955.
بحلول منتصف سبعينيات القرن الماضي كان حوالي 4٪ من المنازل يحتوي على فرن ميكروويف. أما اليوم فقد قفزت هذه النسبة إلى 90٪ من المنازل التي تحوي واحداً منها.
كان يشار إلى الثلاجات باسم ”صناديق الثلج“ في بداية القرن العشرين.
كانت ”صناديق الثلج“ تصنع عادة من الخشب ويتم ملؤها بالجليد. حيث تمثلت الفكرة بتغليف المنطقة الداخلية لـ ”صناديق الثلج“ بالقصدير أو الفلين لمحاولة الحفاظ على برودة الصندوق لأطول فترة ممكنة، وعندما كان الجليد يذوب فإنه يقطر في صينية أسفل الصندوق.
اخترعت الثلاجة الكهربائية بحلول عام 1940.
استمرت فكرة الصناديق الجليدية خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي إلى غاية اختراع الثلاجة الكهربائية، والتي كانت تقوم بتبريد الأطعمة عبر وحدة تبريد تم تثبيتها في أعلى الجهاز، وبحلول خمسينيات القرن الماضي كان كل منزل تقريبًا يحوي على ثلاجة في المطبخ، مما وضع معاييراً جديدة خاصة بطعام يتم حفظه في ظروف أكثر أمانًا.
بدأت الاختراعات بالتركيز أكثر على عامل الرفاهية، مثل وحدة تكييف الهواء.
كان الناس يتعاملون مع حرارة أيام الصيف من خلال تهوية أنفسهم يدويا قبل القرن العشرين. ولكن بعد مرور بعض الوقت وبالتحديد في عام 1902 تغير كل شيء، فقد طور المهندس (ويليس كاريير) أول وحدة تبريد (مكيف هواء). في البداية لم يكن الاختراع موجهاً للاستخدام المنزلي، ولكن تم إنشاؤه لتبريد مصنع الطباعة حيث كان يعمل (كاريير). ولكن بحلول منتصف القرن كانت معظم المنازل مجهزة بوحدة تبريد للهواء، وعادة ما كانت النوافذ هي الأماكن المخصصة لوضعها فيها.
جعل اختراع مجفف الشعر اليدوي في عشرينات القرن العشرين من تجفيف الشعر عملية أسهل بكثير.
تم اختراع أول مجفف شعر في عشرينيات قرن الماضي وكان يستخدم 100 واط من الحرارة فقط، لذلك كان تجفيف شعر شخص واحد يستغرق وقتا طويلا. وكانت تلك الأجهزة المحمولة ثقيلة وضخمة وغالباً ما كانت تصبح ساخنة فوق اللازم في وقت قصير، وبحلول ستينيات القرن الماضي أصبحت مجففات الشعر مصنوعة من مواد أخف وزنا وتشبه أكثر تلك التي نستعملها اليوم.
بعد اختراع مجفف الشعر المحمول كانت النساء مبتكرات حول تجفيف شعرهن بطريقة أسرع.
عندما كانت النساء تحصل على تسريحة شعر في الصالونات، لم يكن يفعلن ذلك بواسطة مجففات شعر يدوية، وفي بعض الأحيان كانت النساء تضع كيسًا محكم الغلق على شعرهن يحوي على فراغ في أعلاه، يتم وصله بأنبوب معدني يقوم بتوصيل الحرارة المنبعثة من مولد حرارة مثبت على قاعدة توضع في الخلف، وبمجرد أن يتم تشغيل المولد فإنه سيقوم بتجفيف الشعر.
كان التلفاز أحد الاختراعات الأخرى التي غيرت الطريقة التي نرى بها العالم.
قامت شركة (جنرال إلكتريك) بتصنيع أول جهاز تلفاز يسمى (أوكتاغون)، وهو جهاز استخدمت فيه تقنية الميكانيك والأقراص لتشغيل عرض واحد فقط يسمى (ذا كوينز مسنجر). ولم يتم بيعه للاستخدام التجاري في بداية الأمر، ولكن مع مرور السنين شهد الجهاز العديد من عمليات إعادة التصميم وأصبح عنصرًا شهيرًا يمكن للأثرياء اقتناؤه.
بحلول عام 1960 أصبحت أجهزة التلفزيون أكبر ونمت فكرتها لتصبح غرضا محوريا في المنازل.
بحلول الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كان التلفزيون شائعًا في العديد من المنازل في الولايات المتحدة، ولم يعد غرضا يمكن للأثرياء فقط اقتناؤه، ففي الواقع أصبح 12 مليون منزل في البلاد يحوي نسخة من جهاز التلفاز بحلول عام 1951، أما في أيامنا هذه فقد تمت إعادة تصميم التلفاز عدة مرات، إلى أن تحول الجهاز من علبة ضخمة إلى شاشات مسطحة تحوي على تقنية ثلاثية الأبعاد.
كان اختراع جهاز الكمبيوتر قفزة نوعية في مجال التطور والاختراعات.
تم إعادة تصميم أجهزة الكمبيوتر خلال القرن العشرين في العديد من المرات وتتطورت ببطئ حتى وصلت إلى الشكل الذي نعرفه اليوم.
كانت أجهزة الكمبيوتر تستخدم في مجال التقييمات الهندسية والعلمية بشكل رئيسي.
طوال سنوات الخمسينيات والستينيات لم يتم بيع أجهزة الكمبيوتر للمستهلكين العوام، حيث أنها كانت تستخدم إلى حد كبير لغرض واحد وهو حساب المعادلات الصعبة في وقت قياسي، فعلى سبيل المثال يمكن لجهاز الكمبيوتر من نوع (E101) –الذي كان يكلف حوالي 33000 دولار– أن يقلل من وقت الحساب اليدوي بنسبة تصل إلى 95٪، وذلك وفقًا لـ (بوروز) وهي الشركة المصنعة للجهاز.
عندما بدأت أجهزة الكمبيوتر في التقدم تم تركيز الإنتاج على الإصدارات المخصصة للمستهلكين العوام.
بحلول الثمانينات وصل عدد من أجهزة الكمبيوتر الموجهة للاستعمال الشخصي إلى السوق، مما مهد الطريق أمام شركة (أبل) لإنشاء نماذجها الشهيرة الآن.
أدى التركيز على الأجهزة المحمولة في النهاية إلى اختراع الهاتف الخلوي.
كان الهاتف الخلوي أحد آخر الاختراعات العظيمة التي خرجت من القرن العشرين، وربما يعتبر الجهاز الذي أحدث أكبر تأثير على ثقافتنا اليوم. وكان تصميم الهواتف الأولى كبيراً جدًا بحيث لم يكن بالاستطاعة حملها فعليًا حتى أصبحت تُترك للاستعمال في السيارات خلال السفر بها. ولم تحظ الهواتف النقالة بشعبية كبيرة على الفور، لكنها أصبحت شائعة بشكل كبير بمساعدة موسيقى البوب، التي ساعدت على انتشارها عندما أظهرتها في برامج مثل (سايفد باي ذا بال)، وفي نهاية المطاف أضيفت المزيد من الميزات إلى الهاتف الخلوي، وأصبح يتمتع بشعبية متزايدة في جميع أنحاء العالم.