in

عبارات مثيرة للسخرية يقولها كثيرون لِمن يعاني من القلق النفسي، لا تكن مثلهم!

صورة: Katie Joy Crawford
صورة: Katie Joy Crawford

الشعور بالقلق هو أمر طبيعي، لكنه إذا أصبح متكررًا لدرجة تقييد المرء في حياته اليومية ومنعه من إتمام أموره بشكل طبيعي؛ قد يعني أنه يعاني من اضطراب القلق، خاصّةً إذا كان يعاني من هذه العوارض دون وجود سبب واضح.

لذلك عليه أن يزور طبيبًا نفسيًا كي يساعده على وضع حدٍّ لهذه العوارض أو على الأقل تخفيفها.

يميل الناس إلى الاستخفاف باضطراب القلق، وبالأمراض النفسية بشكلٍ عام، عن غير قصدٍ غالبًا، نتيجةً لجهلهم بخطورته، وينعكس ذلك على تعاملهم مع الذين يعانون منه، خاصةً من خلال عباراتهم:

– ”اضهر من البيت، التقي برفقاتك، غيّر جو“

قد تعطى هذه النصيحة لشخصٍ يشعر بالملل والضجر، وليس لشخصٍ يعاني من مرضٍ يسيطر على جميع تفاصيل حياته، كما أن التواجد بين عدد كبير من الناس قد يزيد وضعه سوءًا.

هو يعلم ما الذي يناسب حالته، سيخرج عندما يرى أنه بحاجة لذلك.

– ”روق… ما بدها هلقد“

قد تعتبر أنه يبالغ وأن الأمور التي تقلقه لا تستحق الاهتمام.. لكن يجب أن تعلم أنه لا يقوم بذلك عمدًا، فهو غير قادرٍ على التحكم بحالته.

اضطراب القلق مبنيٌّ على المبالغة والتفكير في أدقِّ التفاصيل، فلا تستخدم هذه العبارة، كأنك تفسّر الماء بالماء.

– ”عايش أحسن عيشة، مش ناقصك شي“

وهل يميّز مرض السرطان بين الناس حسب وضعهم الاقتصادي؟ الأمر نفسه بالنسبة للأمراض النفسية، رجاءً؛ لا تكن سطحياً!

– ”مش مبيّن عليك عندك هالمرض“

بشكلٍ عام، من يعاني من القلق يفضّل عدم التكلّم عن حالته على مواقع التواصل أو أمام الناس، بسبب نظرة المجتمع للأمراض النفسية، وأيضًا لأنه يعتبرها أمور خاصّة لا يشاركها مع الجميع.

تراه ناشطًا على فيسبوك مثلًا، ينشر صورًا مع أصدقائه، ينشر صوره مبتسمًا ومهتمًا بمظهره، فتعتبر أنه إنسان ”سعيد بحياته“.

يدعى مرض ”نفسي“ لسبب، أنت لا تتوقع أن يُكتبَ على جبينه ”يعاني من قلق نفسي“، أليس كذلك؟

– ”زهّقتنا.. شوف حكيم“

هذه العبارة غالبًا ما تقال لشخص يحاول التكلّم عن وضعه النفسي من خلال مواقع التواصل، يقولها أشخاص غير مقرّبين منه، أو حتى معرفتهم به تقتصر على التواصل الافتراضي.

أيتوجّب عليه أن يخبرك عن زيارته الأسبوعية للطبيب أو للمعالج مثلًا؟ أتظنّ أن العقاقير تعمل كالسحر؟

يجب أن تعلم أن العقاقير لا توصل للنتيجة نفسها لدى جميع المرضى، ولا تساعدهم جميعًا بالقدر نفسه.

– ”اضحك، ما بيلبقلك الزعل“

لول! لعلّ هذه العبارة هي أسخفهم.

كلا، السعادة ليست اختيار، وكلا الأمر ليس بهذه البساطة وإلا لما وُجدت الأمراض النفسية.

– ”ليه ما بدك تخبرني شو في؟ أنا دخلني بالمشكلة؟“

لا تضغط عليه كي يتكلم، ولا تُكثر من الأسئلة فأنت بهذه الطريقة تصبح مصدر إزعاجٍ هو بغنى عنه!

أخبره أنك مستعد لسماعه عندما يشعر أنه قادر على التكلّم وعانقه كي يشعر بالاهتمام، سوف يقدّر هذه الأمور.

– ”بعرف شو عم تحس“

لا، أنت لا تعرف، إن لم تكن أنت أيضًا تعاني من القلق النفسي، فأنت لا تملك أدنى فكرة عن الذي يمرّ به!

إن هذه العبارات قد يكون لها تأثير سلبي على الشخص، لكن المشكلة الأساسية تكمن في نظرة المجتمع للأمراض النفسية، هناك مَن بات يروّج لها وكأنها جزء من الثقافة، كأنها شيء جميل، وبالمقابل هناك من يستخف بها.

في الحقيقة، كلاهما لا يختلفان عن بعضهما. فكلاهما يشكلان عائقًا أمام التوعية عن خطورة المرض النفسي.

لا تكن مثلهم!

مقالات إعلانية