in

من يحب الجنس أكثر؛ المسلم أم الملحد؟ وهل هذا موضوع اتهام؟

من يحب الجنس أكثر؛ المسلم أم الملحد؟

إذا كنت تقرأ هذا المقال فأنت على الأغلب متابعٌ لصفحات نقدية اجتماعية، وبالطبع تشاهد يومياً فئتين من المتابعين لهذه الصفحات أو حتى الأدمنز نفسهم يتراشقون بتهم حب الجنس والعلاقات الجنسية، إذ يصر الملحد على أن كل ما يشغل بال المؤمن هو الجنس، وبالمقابل لا يرى المؤمن الإلحاد إلا عبارةً عن مؤسسة للجنس والدعارة.

لذلك لنقم بتحليل هذه التهم وأسبابها ومدى صحتها في هذا المقال من خلال أمثلة شهيرة.

أدمغة الجنس:

انتشرت عدة صور على مواقع التواصل الاجتماعي تبيّنُ أدمغةً على شكل أعضاء جنسية ثم يُشار إليها بسخرية على أنها تمثل دماغ المؤمن.

ولكن هل هو فعلاً شيءٌ خاطئ أن تفكر بالجنس؟ ما الضرر في أن تفكر بالجنس؟

أدمغة الجنس

فبالأحرى على المُنتقد أن ينتقد الأفكار التي تحملها الكتب الإسلامية جميعها حول تحليل السبي والجواري وعدم تجريم الاغتصاب وحتى بتزويج المغتصب للمغتصبة وكذلك زواج الأطفال، هذا النوع من الجنس هو الذي يجب انتقاده، أما أن تفكر بالجنس ولا شيء غير الجنس فهو ليس إلا حريةً فكرية ضمن مساحة الشخص الخاصة.

الزواج من أربعة:

الزواج من أربعة

تستخدم هذه الفكرة أيضاً كوسيلة نقدية قوية ضد المؤسسة الإسلامية، وهو بالطبع أمرٌ صائبٌ في جوهره لكني أراه بأسلوب وأهداف خاطئة، فالذي ينتقد عادةً الزواج من أربع يقوم بتحقير حب الرجل للجنس، وبالمقابل فالملحد الذي يوافق على حقوق الإنسان العالمية يؤيد الجنس الجماعي لمن أحب ذلك ولا يرى فيه مشكلة.

إذاً، المشكلة هنا أيضاً ليست مشكلة جنسية، إنما هي مشكلة تعدي الرجل -بل وحتى المجتمع- على حقوق المرأة وإلزامها ممارسة شيءٍ بمعزل عن إرادتها، لهذا لا أتعجب أن يسمح الزواج من أكثر من شريك في الغرب في المستقبل، لكن ما يمنع ذلك على الأغلب هو الخوف من تبرير اغتصاب النساء في الحياة الزوجية ضمن فئات دينية لا تمانع ذلك.

الرجل الخلوق والنساء العاريات:

تم استخدام صورة رجل يجلس في قطار في دولة أوروبية وحوله نساء يلبسن ملابس قصيرة وهو لا يعيرهنّ أي اهتمام، بل يقرأ كتابه فقط.

رجل غربي في القطار

تستخدم الصفحات تلك الصورة على أنها مثال للأخلاق، وكأن النظر جريمة! لا مانع من النظر.. لا مانع من الاقتراب ومدح ثيابها بطريقة مهذبة لو أعجبتك، لا مانع لو سألتها أن تشرب القهوة معك وببساطة يمكنها أن تقبل أو ترفض وعندها كلٌّ يكمل طريقه، أما تجريد الحياة الاجتماعية من أي نظرات إعجاب واعتبار عالمنا عالماً مثالياً فهو أمرٌ في غاية الغرابة.

ما يمكن استغلال الصورة فيه هو دحض الأفكار الإسلامية الشائعة حول اعتبار المرأة قطعة حلوى والرجال ذباب حولها، فالصورة تبرز أن المرأة تلبس ما تشاء وأن التحرش ليس أمراً شائعاً أبداً في الغرب، فالنساء ليست حلوى والرجال ليسوا ذباباً.

مداعبة الدمى:

التحرش بالدمى

انتشر فيديو لعجوز عربي في أحد الأسواق وهو يختلس لحظة مداعبة مع إحدى دمى عرض الملابس، بالطبع الصفحات العلمانية/الإلحادية أبدت غضبها العارم تجاه هذه الأفعال ووصفت العجوز بأحقر الأوصاف…

لحظة! هل مداعبة الدمى أصبحت مشكلة اجتماعية؟ هل نتواصل مع الشركات الأجنبية التي تصدر ملايين الألعاب الجنسية للغرب ونطلب منهم وقف الفاحشة؟ هل سيعلن هؤلاء إضراباً عاماً لمقاطعة هذه البضائع؟

أم أنت من سيتوقف عن قول ”سو كيوت“ عندما ترى امرأةً غربية تقبّلُ تمثالاً أو تلاعب دمية كما في ذلك الفيديو.

تقبيل امرأة لتمثال.

أن تنتقد المكبوت هو أسوأ ما يمكن فعله بهذه الحالة، علينا أن ننقد الكابت، ننتقد التعاليم التي أدت لهذا الكبت وكذلك القوى الاجتماعية التي تقمع الحرية الجنسية في المكان.

مقالات وكتب الجنس:

نرى المؤمنين ينتقدون الصفحات التي تنشر ثقافةً جنسية سواء اجتماعية أو ثقافية وتعزو إليها خراب المجتمع، بينما نرى الكتب الدينية مليئةً بنكاح الكبيرة ونكاح العجوز ورضاعة الموظفة وإلى ما لا نهاية، وفي هذا غيابٌ للمنطق النقدي.

كتب نكاح دينية

كما أنه من جهة الملحدين قد ترى انفصاماً نقدياً آخر، فهو يقدس مقالات الجنس الغربية باللغة الإنجليزية ولكنه يرى مقالات الجنس العربية تعدياً على العلم وقيمه وعاداته.

الخلاصة من هذا المقال هو تبيان أن الجميع يحب الجنس لكن سرعان ما يقذف احتقاره على الآخر عند الحديث عنه.

الكل يحب الجنس لكنهم يعايرون بعضهم بعضا على ”متى يتم ممارسته“، فعند الملحد الجنس الآن متعة وحرية ولكنّ الجنس في الجنة قرف وعار، ويرى المؤمن الجنس الآن رذيلةً، وفي الجنة متعةً وحقاً ومفاخرة.

اتفِقوا على أننا جميعاً نريد الجنس، فهو مزروع فينا كما الحاجة للطعام. لنتوقف عن هذا ”الرقص“… لنتوقف عن معايرة بعضنا البعض عمّن يحب الجنس أكثر.

الجنس متعة وحرية طالما لا يؤذي أحداً.. لا تعيب من يحبه بل من يفرضه.

مقالات إعلانية