لا شك أن دولة كوريا الشمالية هي إحدى أفقر دول العالم، حيث يعيش أكثر من 10 مليون كوري شمالي في ظروف أشبه بالمجاعة، ويحصلون على كميات ضئيلة جداً من الطعام، والوضع كذلك منذ 15 سنة حتى الآن.
إن كنت تشاهد الزعيم الكوري على التلفاز، في بدلته السوداء المتواضعة، فقد تعتقد أن الوضع السيئ في كوريا الشمالية ينطبق على الجميع، مع بضع استثناءات فيما يخص الطبقة الحاكمة. لكن في الواقع، الفارق بين ثروة الزعيم الكوري وأسلوب معيشته مقارنة بالشعب الكوري صادم جداً!
يعيش الزعيم الكوري كالإمبراطور، وليس كرئيس دولة تعاني من الفقر والحصار، فهو يحبذ تناول الروبيان والكافيار، بينما يعاني شعبه من سوء التغذية.. بالطبع، من الصعب حساب ثروة هكذا رجل غامض، لذا قررنا عرض جوانب الحياة الباذخة التي يعيشها (كيم جونغ أون).
1. السيارات الفاخرة

لدى الزعيم الكوري شغف تجاه الماركات العالمية، وأسطول سياراته يعكس هذا الواقع. فعلى الرغم من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة على (كيم جونغ أون)، لكن الأخير استطاع الحصول على بعض السيارات الفاخرة جداً.
يمتلك (أون) سيارة مايباخ S62 ومايباخ S600، وهي السيارات الرسمية التي منحتها ”الدولة“ للزعيم (كيم جونغ أون). بالإضافة للسيارتين السابقتين، يملك (أون) أسطولاً من سيارات مرسيديس من فئة G، وعدداً من سيارات رولز رويس، وبعض سيارات لاندروفر المعدلة.
2. هدايا قيمتها مليارات الدولارات

نعلم جميعاً أن الزعيم الكوري يجري بعض عمليات الإعدام لأسباب غريبة وسرية لا يستطيع أحد معرفتها، وبطرق صادمة في بعض الأحيان. لكن في المقابل، يحصل أولئك ”المحظوظون“ على إمكانية العيش في العاصمة بيونغ يانغ، ويُعتبر هؤلاء مواطنين صالحين يخدمون الدولة ولا يخالفون الأوامر.
بالإضافة لهؤلاء، هناك طبقة تُعتبر مقربة من النظام الكوري، وهؤلاء يتمتعون بهدايا الزعيم الكوري، من بينها زجاجات كحول نادرة وساعات فخمة وملابس باهظة الثمن، كمعاطف الفراء والحلي وما إلى ذلك. على مر السنوات التي حكم فيها (كيم جونغ أون)، يُعتقد أن الزعيم صرف نحو 4 مليارات دولار على جنرالاته والمقربين منه.
لا تتوقف الهدايا على ضباطه وجنرالاته، بل زوجته أيضاً، فقد تزوج (كيم جونغ أون) من (ري سول جون) عام 2009، ومن المعروف أنه ينفق الكثير والكثير من الأموال لشراء هدايا لزوجته، مثل حقيبة (كريستيان ديور) التي شوهدت وهي تحملها، والتي يبلغ ثمنها 1130 جنيه استرليني (نحو 1400 دولار).
3. الاحتفالات الباذخة

يملك هذا الرجل جزيرة خاصة للاحتفالات! حيث استضاف الزعيم الكوري في إحدى المرات لاعب كرة السلة الأمريكية (دينيس رودمان) أثناء زيارته لكوريا الشمالية. عند عودة (رودمان) إلى الولايات المتحدة، أدلى بتصريحات عديدة قال فيها أنه كان يحتفل بصحبة الزعيم الكوري في جزيرة خاصة به، مزودة بكل ما يحلم به المرء: ملعب كرة قدم وملعب كرة سلة وزوارق احتفال ومسابح، بل تحوي أيضاً متنزهاً مائياً.
وفي عام 2018، حضر الزعيم (كيم) قمة مع رئيس كوريا الجنوبية (مون جاي إن) أُقيمت في المنطقة الفاصلة بين الدولتين. احتفل الرئيسان الكوريان، وتناولا أطعمة محضرة بعناية فائقة، من الأخطبوط الحار المزين بصلصة الصويا الحامضة إلى لحم العجل وشرائح سمك الأبراميس والسلطعون المطهو بالبخار وطبق روستي السويسري وغيرها…
4. سجائر مصممة خصيصًا له

عندما يمتلك المرء مليارات الدولارات، فلا طريقة لإنفاقها سوى صرف مبالغ ضخمة على أغراض ورفاهيات حصرية، مثل علب السجائر المصممة خصيصاً للزعيم الكوري، فمن غير المنطقي أن تجد زعيم كوريا الشمالية يدخن سجائراً رخيصة.
يحصل الزعيم الكوري على سجائر مصممة من شركة (إيف سان لوران) الفرنسية، والتي تباع العلبة الواحدة منها مقابل 55 دولار أمريكي. قد يبدو الأمر عادياً بالنسبة لأثرياء هوليوود مثلاً أو رجال الأعمال أصحاب المليارات، لكن أن تدخن سجائراً مقابل 55 دولار بينما يعيش شعبك في فقر مدقع ولا يحق له الوصول حتى إلى شبكة الإنترنت كباقي شعوب العالم، فهذا واحدٌ من الأمور الصادمة حول كوريا الشمالية.
5. ينفق الزعيم الكوري عشرات الملايين من الدولارات سنوياً على الكحول

من غير المنطقي أن ينفق الإنسان ملايين الدولارات على الكحول، فهو غير قادرٍ حتى على استهلاك كمية تعادل ذلك المبلغ، لكن عندما تشتري زجاجات الكحول والشمبانيا الفاخرة جداً بشكل يومي، فربما ستصبح الفاتورة باهظة جداً.
الكحول رخيص ومتوفر بكثرة في كوريا الشمالية، لكننا لا نعتقد أن الدكتاتور يحبذ الكحول المحلي. هناك تقارير تؤكد إنفاق (كيم جونغ أون) آلاف الدولارات سنوياً على زجاجات الكحول الفاخرة ويهدي الكثير منها للموالين له من الدائرة الضيقة الحاكمة.
في عام 2016، أنفق الزعيم الكوري 33 ألف دولار أمريكي على المشروبات الروحية الأمريكية، تحديداً (هينيسي) التي قد يبلغ ثمن زجاجة واحدة منها 2100 دولار. هناك تقارير أخرى تتحدث عن إنفاقه 95 ألف دولار على النبيذ الألماني.
كما أوضح الطاهي السابق للزعيم، وهو الياباني (كينجي فوجيموتو) الذي عمل طاه لدى والد الزعيم الكوري الحالي الذي توفي سابقاً، لصحيفة (ديلي ميل) أن الزعيم الكوري يشرب نحو 10 زجاجات من نبيذ بوردو الأحمر في مناسبة واحدة.
وفقاً لتقرير من جريدة (ميترو) البريطانية عام 2014، كان الزعيم يحتسي نوعاً من النبيذ يُعرف باسم «نبيذ الأفعى»، وهو مشروب شائع مكون من جثة أفعى كوبرا ضمن زجاجة المشروب، ويُقال أنه يزيد رجولة وفحولة محتسيه.
6. أفخر أنواع المأكولات والمشروبات المستوردة، والتي تُقدر بملايين الدولارات سنوياً

مجدداً، ينفق الزعيم الكوري أموالاً طائلة على مشروباته وغذائه، فهو معروف باستيراد أفضل أنواع لحم الخنزير من الدنمارك، بينما يشتري الكافيار من إيران –بالمناسبة، يُقال أن الفرس هم أول من تذوق الكافيار، وللكافيار الفارسي سمعة رفيعة في جميع أنحاء العالم اليوم– والبطيخ الصيني ولحم الواغيو من اليابان –الواغيو هو أحد أنواع لحوم البقر باهظ الثمن–.
في عام 2019، أوضح رئيس الطهاة في فندق (ميتروبول هانوي) –حيث عُقدت قمة جمعت بين (دونالد ترامب) و(كيم جونغ أون)– بعض التفاصيل المتعلقة بغذاء الزعيم الكوري، فتحدث الشيف (بول سمارت) لصحيفة (تشاينا نيوز ويكلي) أن الكوريين الشماليين أحضروا المكونات إلى مطبخ الزعيم، من بين تلك المكونات لحم الواغيو والكيمتشي والكبد الدسم (فوا غرا بالفرنسية). يقول (سميث) أن طهاة الزعيم احترافيون جداً، وعادة ما يتذقون الطعام قبل ساعة من تقديمه للزعيم كي يتأكدوا من سلامته.
أنفق الزعيم الكوري مبلغاً مهولاً على القهوة البرازيلية عام 2016، يُقدر بـ920 ألف دولار أمريكي، حيث تُعتبر البرازيل موطن أفضل أنواع القهوة في العالم، وهي إحدى أكبر مصدري القهوة، فتصل صادراتها إلى ألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا واليابان وبلجيكا.
تحتوي قائمة الأكلات والأطعمة المفضلة لدى الزعيم الكثير والكثير من الأطعمة الفاخرة، بل أن بعضها –كالكافيار والسلطعون– محظورة من الدخول إلى كوريا الشمالية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.
7. قاربه وقطاره الخاصين

قد يملك الكثير من أثرياء العالم يخوتاً أو مروحيات أو طائرات خاصة، و(كيم جونغ أون) ليس استثناءً، فهو يملك عددًا من اليخوت، لكن أبرزها هو ذلك المصنوع في المملكة المتحدة من طرف شركة Princess لليخوت. اليخت المعروف باسمه التجاري 95–MY هو واحدٌ من اليخوت الجيدة، بالطبع ليس أفضلها ولا أغلاها ثمناً، لكنه يخت فخم بلا شك وكلف عدة ملايين دولارات، حيث تراوح سعره بين 7 إلى 8 مليون، وقادر على استيعاب 24 شخصًا.
أما لأسفاره البرية، فيعتمد الزعيم على جارته الصين –إحدى الدول القليلة التي لا تزال تتعامل مع النظام الكوري ولا تفرض عليه عقوبات– حيث يسافر (كيم جونغ أون) إلى هناك على قطاره الخاص.
لا يُعرف الكثير عن القطار، لكن عدة تقارير تشير إلى أن القطار يحوي الكثير من التقنيات تحديداً في مجال التواصل، وعلى الرغم من منظره القديم الذي يوحي وكأنه من خمسينيات العصر الماضي، فهو مزود بكل عوامل الرفاهية، وتحديداً النبيذ الفرنسي والكافيار والسلطعون.
8. يملك الزعيم الكوري مؤسسة خاصة تعمل على إيجاد أبحاثٍ لإطالة عمر الإنسان

كأي دكتاتور في العالم، يرغب (كيم جونغ أون) البقاء في السلطة لأطول مدة. وفقاً لصحيفة (ميرور) البريطانية، فلدى الزعيم الكوري جيشٌ من الأطباء ليبقوه حياً لأطول مدة ممكنة، حيث أنشأ والده «مؤسسة إطالة الحياة» لحماية الزعيم من المشاكل الصحية التي قد تواجهه. طور الأطباء في عهد الزعيم السابق (كيم جونغ إل) منتجات غذائية تناسب حمية الزعيم السابق لأنه كان مصاباً بأمراض وعائية بالإضافة إلى مرض السكري.
وفقاً لـ(هيونغ سو كيم) المنشق عن كوريا الشمالية، تحوي المؤسسة 130 طبيباً، كما يُعرف الزعيم الكوري الحالي بأسلوب حياته غير الصحي ونظامه الغذائي السيئ، خاصة عندما كان في سنوات المراهقة، فلم يكن يراعي نظامه الغذائي ويدخّن كثيراً.
يقول المنشق أن الباحثين في المؤسسة اضطروا إلى التجسس على الأجانب عندما يزورون البلد لأن الشعب الكوري جائع ولا يملك الكثير من السمات التي تساعدهم على إجراء دراسات.
إن الفكرة الأخيرة تدعو للسخرية والأسى في آن واحد، فبينما يعاني الكوريون الشماليون من سوء التغذية لعقود من الزمن، لدرجة أن أجسامهم تختلف بشكل واضح عن أجسام الكوريين الجنوبيين جراء نقص الغذاء، لا نجد الزعيم (كيم جونغ أون) مكترثاً بهذه الحقيقة.