in

دخلك بتعرف خطاب ستيف جوبز على فِراشه وهو يحتضر

خطاب لم يتم تأكّيده من قبل أي شخص مقرّب بعد.

ستيف جوبز

في نوفمبر 2015 بدأت بعض الشائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي التي تفيد بأنه عندما كان (ستيف جوبز) مؤسس شركة (آبل) يحتضر عن عمر 56 عاماً في عام 2011، كان قد ألقى كتب خطاباً عن معنى الحياة، وقد ورد في الخطاب المزعوم الذي ينسب لـ(ستيف جوبز):

”وصلتُ إلى قِمة النّجاح في عالم الأعمال، وحياتي هي مثالٌ للنجاح في نظر الآخرين، ومع ذلك وبغَض النظر عن العمل، لدي القليل من المتعة في حياتي. لكن في النهاية الثروة ليست سوى حقيقة من حقائق الحياة التي اعتدت عليها.

ها أنا ذا مريضٌ مستلقٍ على السرير أعيد شريط حياتي كلها، أدركت أنّ الفخرَ الناتج عن كل التقدير والثروة اللذين استحوذت عليهما قد تضاءل وأصبح بلا معنى في مواجهة الموت الوشيك.

ها أنا في هذه الغرفة المظلمة أراقب الأضواء الخضراء الصادرة عن الآلات الداعمة للحياة مستمعاً لِأصواتها، أستطيع أن أشعر بأنفاس ملك الموت يقترب أكثر… الآن، أعلم أنّنا عندما نمتلك الثروة الكافية لنستمر في حياتنا، يجب علينا أن نتابع مسائل أخرى لا علاقة لها بتلك الثروة.. يجب أن تكون شيئاً أكثر أهمية: ربما العلاقات، ربما الفن، ربما حلم من أيّام الصِّغر.

إن السَّعيَ من دون توقف نحو تحقيق الثّروة سيحوّل الشخص إلى كيانٍ ملتوي، مِثلي تماماً، أعطانا الله الحواس لكي نشعر بالحبِّ في قلبِ كل شخصٍ، وليس الأوهامَ التي جلبتها الثروة.

الثروة التي حصدتُها في حياتي لا أستطيع أن أحملها معي. ما يمكنني أن أُبقيهِ لنفسي هو فقط ذكريات الحب، هذه الذكريات هي الثروات الحقيقية التي ستتبعك وترافِقك، مانحةً إيِّاك القوّة والضوء للاستمرار.

يمكن أن يسافر الحبُّ ألف ميلٍ، والحياة ليس لها حدود، اذهب إلى حيثما تريد أن تذهب. ابلُغ الارتفاعَ الذي تريد الوصول إليه. إنَّ كل ذلك داخل قلبك وبين يديك.

ما هو أغلى سرير في العالم؟ سريرٌ مريض… يمكنك توظيف شخص ما لقيادة السّيارة نيابةً عنكَ، وكَسبِ المال لك ولكن لا يمكن أن يكون لديك شخص ما يتحمَّل عنك المرض. يمكن العثور على الأشياء المادية المفقودة، ولكن هناك شيء واحد لا يمكن العثور عليه عند فقدانه: إنه الحياة.

عندما يذهب شخص إلى غرفة العمليات، سيدركُ أنَّ هنالك كتاباً واحداً لم ينتهِ من قراءتهِ بعد: كتاب الحياة الصحية، مهما كانت المرحلة التي نمر بها في حياتنا الآن، سنواجه مع الوقت اليوم الذي ستسدل فيها الستارة.

اجعل حبّك لعائلتك وحبّكَ لزوجتك وحبّك لأصدقائك كنزاً ثميناً، اعتنِ بنفسك جيداً، وقدّر الآخرين.“

على الرغم من أن (ستيف جوبز) توُفيَ في سنة 2011، فالمقالة المقتبسة في الأعلى لم تبدأ بالانتشار على الإنترنت حتى نوفمبر 2015، ولم تُنشر خارج وسائل التواصل غير الرسمية أو المدونات قليلة الازدحام، كما أنها لم تؤكّد من قبل أي أحد مقرّب من (ستيف جوبز).

علاوة على ذلك، بعد وفاة (ستيف جوبز) في 5 أكتوبر 2011، علّقت شقيقته (مونا سيمبسون) على كلمات أخيها الأخيرة أثناء قيامها بتأبينه قائلة: ”كانت كلمات (ستيف) الأخيرة قبل ساعات من رحيله أحادية المقطع ومكرّرة ثلاث مرات. قبل صعود روحه إلى السماء، نظرَ إلى شقيقته (باتي) ثمّ نظرَ إلى أولاده لفترة طويلة، ثم إلى شريكة حياتهِ (لورين)، مبعداً بعدها نظره عنهم جميعاً. كانت كلمات (ستيف) الأخيرة: ’أوه واو. أوه واو. أوه واو‘“.

في حين أن المقالة المذكورة أعلاه لا تمثل كلمات (ستيف جوبز) الأخيرة ولا التصريحات التي أدلى بها (سواء كانت شفويةً أو مكتوبة) في أي وقت خلال حياته، قام كاتب سيرته الذّاتية (والتر إيزاكسون) بتسجيل كلام (جوبز) في نهاية حياته معبراً حينها عن ندمهِ لِكيفيّة تربيته لأولاده: ”لقد أردت أن يعرفني أطفالي“، وأضاف (إيزاكسون) ناقلاً ما قاله (ستيف جوبز) لمجلة التايمز: ”لم أكن دائمًا موجودًا معهم، وأردتهم أن يعلموا لماذا وأن يفهموا ما فعلتهُ“.

وأضاف (إيزاكسون): ”لقد كان إنسانياً جداً. كان شخصاً حقيقياً واقعياً أكثر مما يعرفهُ معظم الناس. هذا ما جعله شديد العَظَمة. قام (ستيف) بعدّة اختيارات. سألته عمّا إذا كان سعيدًا لإنجابه أطفالاً، وقال: ’إنه أفضل بعشرة آلاف مرة من أي شيء قمت به على الإطلاق‘“.

لم يكن (جوبز) هكذا دائماً، ففي المراحل الأولى من حياته المهنية نفى أنهُ والد (ليزا) وأصر في وثائق المحكمة على أنه ”عقيم وعقيم“، واعترف بأبوته لها عندما كانت في السادسة من عمرها، وتم الصُّلح بينهما فيما بعد.

مقالات إعلانية