in

علماء الاجتماع يعيدون تصنيف ممارسات الـBDSM الجنسية لتصبح أنشطة ترفيهية عادية في محاولة لإزالة وصمة العار الملاصقة بها

ممارسات الـBDSM الجنسية
صورة: فيلم Batman Returns

من أجل إزالة وصمة العار الملاحقة لممراسات الـBDSM الجنسية، يسعى علماء الاجتماع لإعادة تصنيفه كنشاط ترفيهي يمكن مقارنته بممارسة الغولف، لا أعلم بشأنك عزيزي القارئ، ولكن على ما يبدو لقد كنت ألعب الغولف بشكل خاطئ طول حياتي.

في السابق اعتبر (فرويد) أي شخص مهتم بالـBDSM بحاجة للعلاج، والذي بالمصادفة كان (فرويد) وغيره من الأطباء المعاصرين مؤهلين لتقديمه، لكن الأبحاث الجديدة تروي قصة مخالفة.

قارنت الدكتورة (باميلا كونولي) عام 2006 بين ممارسي الـBDSM والنتائج المنشورة عن عشرة أمراض نفسية، ليتضح أن ممارسي الـBDSM كانت لديهم إصابات أقل بالاكتئاب، والتوتر، واضطراب ما بعد الصدمة، والسادية، والمازوخية، واضطراب الشخصية الحدي، وجنون الارتياب، في حين أنهم أظهروا أرقاماً مماثلة لباقي الناس في اضطراب الوسواس القهري، وأرقاماً أعلى في الاضطراب الإنفصالي واضطراب الشخصية النرجسية.

قام أيضاً (د. أندرياس ويسميجر) و(د. مارسيل فان اسن) عام 2013 بمقارنة ممارسي الـBDSM بغير الممارسين في عدة سمات شخصية، لتظهر النتائج أن ممارسي الـBDSM يبدون مستويات أعلى من الانفتاح والوعي وخوض التجارب الجديدة والرفاهية الشخصية، كما أبدَوا مستويات أقل من العصبية والحساسية من الرفض.

ظهرت صفة سلبية واحدة لديهم وكانت تدني مستوى الوفاق عندهم مقارنة بأولئك الذين لا يمارسون سلوكيات الـBDSM.

أراد فريق الباحثين في جامعة ولاية (أيداهو) البناء على دراسات جديدة تقترح أنه يمكن فهم هذه الممارسات الجنسية، أي ”التقييد“، و”التأديب“، و”السيطرة“، و”الخضوع“، و”السادية“، و”المازوخية“ كنوع من النشاطات الترفيهية بدلاً من التحليل النفسي التقليدي، وكون هذا المنحى الجديد لصياغة السلوك لم يتم بعد استكشافه علمياً أو عملياً، قرر الباحثون أن هذا ما سيكون خطوتهم التالية.

ممارسات الـBDSM الجنسية
”التقييد“ و”التأديب“ و”السيطرة“ و”الخضوع“ و”السادية“ و”المازوخية“ – صورة: Brandon Bird

كتب الدكتور (دي جي ويليامز) في دراسة سابقة له تم نشرها في مجلة (Journal of Positive Sexuality): ”تاريخياً، تم فهم سلوك الـBDSM من منظور نفسي منذ وقت بعيد“، ولكن حسب هذه الدراسة الجديدة فإن العديد من الأشخاص لا يعتبرون الـBDSM تفاعلاً جنسياً، بل هو أقرب إلى ما يكون وسيلة لإنشاء علاقات حميمة“، وأضاف (د. ويليامز): ”إذا أخذنا بعين الاعتبار الأهمية الأكاديمية وغير الأكاديمية للـBDSM، فإن اهتمامنا حالياً يتركز حول الإشارة إلى أن المنظور الترفيهي يقدم أفضل منهج نظري لبدء فهم هذا السلوك.“

شملت هذه الدراسة الجديدة 935 مشاركاً الذين أجابوا عن أسئلة تختص بتجاربهم في الـBDSM واضعةً بعين الاعتبار الصفات التي يمتاز بها أي نشاط ترفيهي.

اقترح الباحثون أن نتائج الدراسة تظهر أنه يمكن إعادة تصنيف الـBDSM بسهولة ليصبح نشاطاً ترفيهياً بسبب التشابه بينهما في نواحٍ عدة، كتطوير المهارات الشخصية، وخلق حس بالمغامرة، وتقليل التوتر.

افترضوا أيضاً أنه لما قد تشتمل هذه الممارسات على كلمات: كاللعب والألعاب، إذا لم تكن مشابهةً لأي نشاط آخر تبحث من خلاله على نوع من الترفيه؟

وتراوحت أعمار المشاركين بين 18 و78 عاماً، وكانت النتائج كالتالي:

  • اعترف 90٪ منهم أن الـBDSM أعطاهم شعورا بالحرية الشخصية.
  • اعترف 99٪ منهم بالمتعة واللذة.
  • استعمل 90٪ منهم مهارات شخصية.
  • صرح 90٪ منهم بأنه كان مرتبطاً بالتعبير عن الذات.
  • قال 91٪ منهم بأنه قلل من التوتر لديهم.
  • قال 97٪ منهم أنه اشتمل على مشاعر إيجابية.

يقول (د. ويليامز): ”تظهر النتائج على نحو شامل بأن الـBDSM يلائم خصائص أي تجربة ترفيهية، كما هو الحال لدى الذين يستمتعون بالغولف، أو السباحة، أو الذهاب إلى حدث ثقافي.“

يعتقد الباحثون أن إعادة التصنيف مهم لأنه إذا اعتبرنا الـBDSM تجربةً ترفيهية شرعية، ولها عدة فوائد شخصية كما هو الحال مع ممارسة التزلج، أو الجري، أو التصوير فإن ذلك قد يزيل وصمة العار الملاصقة لها بسبب الادعاء بكونها انحرافاً جنسياً.

على الرغم من أننا لسنا شغوفين بفكرة مقارنة الـBDSM بالنشاطات الترفيهية الاعتيادية، فإننا ندعم التخلص من الاتهامات ووصمة العار التي تُلحق بهذا السلوك، ستفتح هذه الدراسة المجال للحديث أكثر عن هذا الموضوع، وبالطبع لن ندع فيلم (Fifty Shades of Gray) ينال الفضل في ذلك.

قد يعجبك أيضا قراءة مقالي:

مقالات إعلانية