in

تشريع زواج المثليين وانخفاض معدلات الانتحار عند المراهقين. هل من علاقة بينهما؟

الانتحار هو ثاني مسبب رئيسي للموت لدى الأشخاص بين عمر الـ15 والـ24. وترتفع هذه الخطورة لدى المثليات والمثليين وثنائيي الميول الجنسي أو حتى أولئك الذين لا ينجحون بتحديد ميولهم الجنسي عند النضج.

في دراسة جديدة لـJAMA Pediatrics قامت بها Julia Raifman وزملاؤها، وجدوا انخفاضاً مهماً في معدل محاولات الانتحار لطلاب المدارس في الولايات التي قامت بتشريع الزواج المثلي. وهذه بعض الأسئلة التي وُجّهت لـRaifman في سبيل فهمٍ أوسع لهذه الدراسة:

س: ما الذي شجّعكم على القيام بهذه الدراسة؟

”السبب الذي دفعنا لإجراء مثل هذه الدراسة هو الأدلة التي نجدها عن أن الشباب المثليين والمثليات وثنائيي الميول الجنسي يواجهون عدداً من التفاوتات في المجال الصحي مع سواهم، وقد تساءلت عمّا إذا كان لعدم مساواتهم بالحقوق الاجتماعية علاقةً بهذا الأمر. وقد اخترت أن أركّز على قضية محاولات الانتحار كونها إحدى أخطر هذه التباينات. فقد وجدنا في دراستنا أن 29% من هذه الفئة من الشباب (المثليون والمثليات وثنائيو الميول) قد أقدموا على الانتحار في السنة السابقة، مقابل 6% من الشباب مغايري الميول (Heterosexual).“

س: ماذا كانت نتائج دراستكم؟

”وجدنا أنه تم ربط سياسات الزواج المثلي في الولاية مع انخفاض معدل الشبّان المقدمين على الانتحار بنسبة 7%، أي أن – وحسب عدد سكان الولايات المتحدة – عدد أولئك الشباب هذه السنة أقل بـ134,000 شخص من السنة الفائتة.“

س: كيف قمتم بإجراء هذه الدراسة؟

”لقد قمنا بمقارنة معدل محاولات الانتحار قبل وبعد تشريع زواج المثليين في 32 ولاية قامت بتطبيق هذا القانون بحلول 1 كانون الثاني 2015، بالمقارنة مع 15 ولاية لم تقم بتطبيقه. فقد قمنا بمراقبة كل ولاية على حدة، مما سمح لنا بتقييم اختلافات كل ولاية عبر الزمن بدلاً من الاختلافات المطلقة بين الولايات جميعها.

وقد تضمنت هذه المراقبة الاختلافات بين الولايات التي لم تتغير مع الزمن مثل الاختلافات الثقافية، بالإضافة إلى الاختلافات المتغيرة مع الزمن كمعدلات البطالة. لكن، ما لم نستطع مراقبته هو ميزات كل ولاية غير القابلة للقياس كالدعم الاجتماعي لمجتمع الـLGBT. فكان تصميم دراستنا هذه هو أقرب ما يمكننا التوصل إليه في محاولة لإيجاد بيانات محددة في الواقع.“

س: هل يمكنكم إعطاؤنا لمحة قصيرة عن الأسباب التي جعلتكم ترون أن تشريع زواج المثليين ساهم بانخفاض معدل الانتحار؟

”نحن لم نحقق بالآلية التي ساهمت بها سياسة التشريع هذه بتخفيض محاولات الإنتحار، لكننا قد نفسر ذلك ببعض الاحتمالات: فقد يكون هذا التشريع قد أخفض من وصمة العار التي تميز سلوك البعض تجاه مجتمع الـLGB سواء أكانوا مدرسين أم أهالي أو حتى زملاء لهم. وفي الوقت نفسه، فإنه من غير المرجح للمراهقين أن يتزوجوا بهذا العمر، لذلك نجد أن هذا النقص في معدلات الانتحار لم يأت كنتيجة مباشرة لتشريع الزواج بل هناك شيء آخر دفعه هذا التشريع وساعد بالأمر؛ مثل الحصول على حقوق متساوية في المجتمع أو الدعم الاجتماعي الأفضل تجاه مجتمع الـLGB في تلك الولايات.

فمن المقترح أن هذا التشريع قد حفّز وجود بيئة أكثر تقبلاً للمثليين، ولمسوا هذا التغير في الأماكن المختلفة كالحي والمدرسة والبيت ذاته، لكننا لم نقم بدراسة هذا الموضوع بعد.“

س: ما الذي بودّكم أن يأخذه مشرّعو السياسات في البلد من دراستكم هذه؟

”نحن نأمل أن يكون بحثنا هذا قادراً على إعلام المسؤولين عن القرارات والسياسات الخاصة بمجتمع الـLGBT بما لقراراتهم من تأثيرات على هذا المجتمع. فعلى سبيل المثال، هناك قانون للزواج المثلي في هيوستن، تكساس ينتظر التشريع. لذلك نأمل أن تساعد هذه الدراسة على تزويد أصحاب القرارات بالمعلومات المهمة حول الآثار والعواقب التي يقوم بها قرارٌ قانوني ما. بالإضافة إلى التأثير على البلدان الأخرى التي بدأت تأخذ هذه التشريعات بعين الاعتبار.“

مقالات إعلانية