in

الخطوط الحمراء

الخطوط الحمراء

التشريعات تحدد الخطوط الحمراء ولو وُكِّل الأمر للحكم وفق الكتب الدينية والحكم بأداة الدين السياسي، حينها لن يقتصر الأمر على وجود خطوط حمراء جاهزة وفق الكتاب الذي يُعد مرجع التشريع للديانة الحاكمة، بل سيتم إنتاج خطوط حمراء في حالة استحداث قوانين من هذا المشرع و المرجع. و أيضاً سيكون العاملين على تشريع القوانين و استحداثها هم خطوط حمراء بسبب كونهم العارفين بالنصوص المقدسة المُشرعة للقوانين مما يضعهم في رتبة مقدس بنظر المؤيدين، كما ان ازدياد الخطوط الحمراء يعني التقليل من مساحة الحرية و عندما تكون الخطوط الحمراء جزء من التشريعات و يصبح القهر قانونياً سيتعامل مؤيدوا هذا التشريع مع السخرية كأنها كفر، تخترق التشريعات الصادرة من دين ما خطوط حمراء لدين آخر وحتى الخطوط الحمراء المتفق عليها اسماً يختلفون في تفسيرها مفهوماً مثال على ذلك حُرمة دم الانسان البريء مما يجعل تضارب الخطوط الحمراء مُضيعاً لحقوق الناس بل قد يجعل دمهم الاحمر مصدر قوته للإستمرار.

الفكرة الاستباقية

في كل ايديولوجيا يوجد كلمات عند قراءتها او سماعها بالنص تكون هناك تعليقات جاهزة من قبل المنتمي للايديولوجيا و المعارض لها و هذه التعليقات هي الفكرة الاستباقية، فمثلا عند ذكر اسم شخصية مقدسة عند ”أ“ في النص الساخر سيكون مرفوضاً فقط لأنه ادرج في نص ساخر بينما سيتهم من اعد النص بأنه ينتمي الى ”ب“ و في الوقت نفسه سيضحك ”ب“ فقط لأن احد رموز ”أ“ تم ادراجه في نص ساخر.

الحُكم

في بداية التعليقات تنطلق تسمياتي، الحكـم الصادرة من التلقين ضمن الخطاب الفئوي مثل اطلاق مسميات تنسب صاحب النص للطرف الآخر، ان غالبية مرددي الاحكام هم مستمعون يحفظون من دون فهم و من دون تركيز حتى، فأحياناً يطلق المتعصب حكماً يراه جريمة بينما هو حقٌ مضمون للمقابل في كونه حر كإتهمامه بتغيير معتقده او الردة عنه او تخليه عن عادات و تقاليد اهله، الى أنه رغم الاختلاف بالاحكام على المقابل من فئة الى فئة الى ان جميع من يتحدثون العربية اتفقوا على ان هنالك حكمين و هما ان شخصاً على حق و الآخر انتُهك عرضه.

أين تتوقف؟

يتوقع البعض ان حرية التعبير تتوقف حينما تبدأ بإغضابه او بإغضاب فئة من الشعب, نعم قد تكون السخرية مؤلمة احياناً لكن مع الوقت سوف تترسخ كما ترسخت بعض العادات و كما أُدمجت بعض الشعائر في الاديان و في نهاية الكلام عن السخرية فهي نكتة مستوحاة من الواقع.

كل ما في الامر تحتاج ان تقف مع عقلك لترى ان العقل هو من يضحك من خلال السخرية على الاعمال غير المنطقية او الواقع المضحك المبكي فإن لم تكن قوياً لتتحمل نكتة هذا يعني انك لن تكون قوياً، تعتبر السخرية هي الاكثر جدلاً في حرية التعبير قد تكون في الشرق الاوسط كذلك لأنهم يعانون من نقص المدنية لكن في العالم تشمل مثلاً التعبير عن الحزن و قد يزعج هذا البعض من الجانب المدني في العالم لكن الفكرة في المدنية هي وجود تشريعات منطقية معتمدة على قوانين تضمن حياة جيدة للشعب ليس فكرتها ارضاء الكل بل ارضاء العقل سيفهم الكل ان قوانين المدنية منطقية حين يقف موقف العقل في رؤية التشريعات المدنية.

مقالات إعلانية