in

”تعدد الزوجات هو الحل“.. هل تحسست العضو الذي تستعمله في التفكير؟

تعدد الزوجات

كيف تستطيع الكشف عن العضو الذي استخدم في التفكير، من خلال الحلول المقترحة؟

قد لا تكون الاجابة دائما في متاول الأيدي أو بتلك السهولة التي تتوقع، فبعضها من البساطة بمكان تتيح لك الكشف عن العضو المفكر فيه بلمح البصر، فمثلا: لو سمعت رياضيا متقاعدا بعد إصابة في قدمه اليمنى، قد اقترح ربط الرجل اليمنى للاعبين بأعناقهم، كحل للكرات العالية، فستتعرف مباشرة أن الرجل فكر بقدمه، ومن الطبيعي أن تقترح الحلول الاكثر جنونا للمشاكل الاكثر وهما.

وبعضها الآخر قد لا يكون متيسرا، فيما لو سمعت مؤسسة عربية تقترح ”تعدد الزوجات“ لحل المشاكل الاجتماعية المستعصية، فما هو العضو المستخدم في التفكير هنا؟

وتقرير المشكلة كالتالي: ارتفاع نسبة النساء على الرجال، ناهيك عن تعرض الرجال للموت أكثر نتيجة الحروب، واكتفاء الرجل بزوجة واحدة سيلقي عدد لا يستهان به من النساء في مهب المغريات اللاأخلاقية، وهنا يبدأ تدهور المجتمع وانحلاله.

أولا: نسبة زيادة النساء على الرجال عالميا حسب تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة 105 سيدة مقابل 100 رجل، إلا أن عوامل التحمل لدى الرجال اتجاه مسببات الموت يحيل الفارق إلى الصفر أو يتناه نحو الصفر.

فيما لو لم نأخذ عوامل المقاومة بعين الاعتبار، وتزوج كل رجل أربع نساء، على الطريقة الدينية، بمعنى أنه احتكرهن لنفسه تحت طائلة عقوبة الاعدام لمن يخل باحتكاره الجنسي لهن، فسيحصل ما نسبته 37,5% من الرجال كل النساء في العالم، بينما سيلفظ هذا الاجراء 62,5 من الرجال خارج مؤسسة الزواج إلى الأبد، وبناء على زيادة الطلب سترتفع تكاليف الزواج وبالتالي ستنحصر ميزة الزواج في الأغنياء، ولا سيما أمراء الخليج وملالي إيران. فلا عجب أن تصدر هذه الدعوات من تلك البؤر وحسب.

وكما تظهر التقارير الاعلامية فإن عمليات شراء الفتيات السوريات ولا سيما في الاردن من قبل العجائز الخليجيين، مما لا يدع مجالا للشك.

ثانيا: تظهر التقارير العالمية لضحايا الحروب أن الغالبية العظمى منهم هم من المدنيين. بمعنى أن النساء والاطفال بما فيهم الفتيات هم الاكثر عرضة للموت من المقاتلين على الجبهات ولا سيما أولئك الطيارين الرجال الذين يلقون قذائفهم من علو مئات الاميال، ناهيك إلى أن القدرات الجسدية قد لا تؤهل النساء والفتيات على تحمل مشاق الحروب وأهوالها، فالاتي لا يتعرضن للموت المباشر، تخيم عليهن المضاعفات الاخرى، وبالتالي وحسب الحقائق الاحصائية نجد النقص مخيف في صفوف النساء، فكان حري بتلك الجهات الدعوة إلى تعدد الازواج لا العكس إن كانت حقا تلك المشكلة الحقيقية وراء تلك الدعوات!! وإن كان ضمنيا تولد الشعور بهذه الحقيقة وبالتالي أباحوا تعدد الازواج على التوالي لا على نحو الجمع بين الازواج، من خلال فتاوى جهاد النكاح كعمل تطوعي مجاني او بلقاء بسيط، أو من خلال زواج المتعة المأجورة، كشكل من اشكال الدعارة المشرعنة.

ثم ألم يخطر ببال المحلل أن يقترح إيقاف الحروب بذاتها، التي من شأنها تقليص عدد الشباب بدلا من دعما وتمولها من خلال منظمات الجريمة المنظمة ذوات الايديولوجية الدينية التي تبرر تلك الحروب العبثية في الشرق الاوسط؟ سواء من الطرف الايراني أو الخليجي بل وحتى الصهيوني ولعلنا لم ننسى عصابات الهاجانا والارغون ذوات الخلفية الدينية كذلك.

أو على الاقل السعي خلف السلام في العالم بدلا من السعي ك(خطابة الحارة) وراء التزويج والتخطيب!!

ثالثا: تبدو مشكلة الانحلال الاخلاقي بسيطة للغاية في العالم العربي، في مقابل انخفاض القيمة الانتاجية للإنسان العربي، ففيما تقتصر المنتجات الخليجية بما نسبته 90% على النفط، التي تقدمها الطبيعة، بالإضافة إلى واردات أخرى خدمية غالبا كالسياحة الدينية وسواها، بحيث يساهم الفرد الخليجي في انتاج ما يقارب 4% من الدخل الوطني، ولا يبعد ذلك في باقي الاقتصادات العربية المتدهورة، الذي لا يتجاوز متوسط دخل الفرد فيه ال 1000 دولار سنويا، ناهيك عن جيوش العاطلين عن العمل حسب ما يفهم من التقارير الدولية الصادرة عن البنك الدولي وغيره من الاحصائيات، وعليه فإن تزويج جميع النساء من شأنه رفع انتاجية الاطفال، لا إنتاجية العمل، علما أن مجمل اسباب الانحلال الاخلاقي ناجمة عن تكاثر اطفال الشوارع في الدول التي لا تملك بنى تحتية كافية لتحويل نشاطاتهم العشوائية غلى نشاطات فعالة وبنائية.

تعدد الزوجات كاريكاتير
مصدر الكاريكاتير غير معروف

وبناء على التوضيح فإن تعدد الزوجات هو الحل الخاطئ للمشكلة الخاطئة، كما يتبين أن الدعاة المهووسين بالجنس كحل خرافي فعال للمجتمع الذكوري المغلق، إنما يعتقد ان المجتمع يتقوم بعضوه الذكري، ولا مخلص من الانحلال الاخلاقي إلاه.! عظُم شانه! وعمَّت بركته!

فإذا كنت يا سيدي ممن يعتقد أن تعدد الزوجات هو الحل الامثل للقضايا المجتمعية العربية، فاعلم انك قرأت وحللت الواقع واستخلصت النتائج والحلول لا من خلال عقلك، بل استعملت عضوا آخر…

مقالات إعلانية