in

قرود الاورانغوتان (انسان الغاب) بإمكانها أن تحزر الطعم بدون تذوقه، تماماً مثلنا!

انسان الغاب
انسان الغاب

قرد من الاورانغوتان في حديقة حيوانات في السويد، استطاع بحدسه أن يتذكر طعم مزيج من العصائر —كان محضراً سابقاً— إذا كان طعمه جيد أم لا، معتمداً في هذا على إمكانية ربط الذكريات والأحداث بالماضي.

قالت ”غابرييلا ألينا“ من جامعة ”لوند“ في السويد في مقال لها بمجلة مختصة بعلم الحيوان:

كان المعتقد الرائج أن البشر فقط من لديهم هذه القدرة على التنبؤ المؤثر، والتي تستخدم التجارب السابقة من الماضي لاستحضار الصور الذهنية عن الحالات الجديدة كلياً.

إن اتخاذ القرارات بشكل عام يكون أسهل بكثير عندما يتم الاسترشاد بالخبرات السابقة، لكن هذا الاسترشاد قد لا يكون متوفر في كل الحالات وخاصة الجديدة منها، في هذه الحالات يكون التنبؤ المؤثر مهم جداً حيث أنه يمّكن الناس من التنبؤ إن كان سيكون الوضع ممتع ولطيف أم لا، وذلك من خلال المزج الذهني لعناصر الخبرات والتجارب السابقة بالسيناريوهات المحتملة، مما يسمح لهم أن يختبروا النتائج قبل وقوعها، فالتنبؤ المؤثر ينقذ الناس من مخاطر الانخراط في السلوك الفعلي لمعرفة الأوضاع الجديدة التي تواجههم.

وكان المعتقد أن هذه الإمكانية قد تطورت عند البشر فقط، على سبيل المثال: البشر يعرفون أن عصير الليمون المحلى سيكون ألذ من عصير الليمون بدون سكر حتى دون أن يجربوه —أي دون وجود خبرة سابقة مع الموقف.

واعتقدوا أن كل الحيوانات الأخرى ستبقى عالقة تحت تأثير تجاربها السابقة أي في أحسن الأحوال سيتمكنون فقط من التنبؤ أن العصير الذي تذوقوه سابقاً سيكون له الطعم نفسه مرة أخرى، لكنهم لن يتمكنوا من أن يدركوا أن مزيجاً ما من عصائر معروفة بالنسبة لهم سيكون له صفات ذوقية جديدة والتي تعتمد على مكوناته.

وكان من المتوقع أنه عندما تواجه الحيوانات مثل هذه المواقف الجديدة أن تتصرف بمبدأ التجربة والخطأ.

تفاصيل الدراسة

لدراسة إن كان التنبؤ المؤثر أو الوجداني مقتصر على البشر فقط، طور فريق Sauciuc اختباراً لتقييم كيفية استجابة الحيوان للطعوم الجديدة. وكان ذكر قرد الاورانغوتان (سومطري الأصل وعمره 21 عاماً) جزءا من الدراسة، وكان موجودا في حديقة حيوانات تدعى Furuvik في السويد. وأيضا دخل ضمن الدراسة 10 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 – 35 عام.

في الاختبار طلب من كل المشاركين أن يقوموا ذهنيا بصنع عصير من مكونات تم إعلامهم بها سابقاً، وأن يتنبئوا إن سيكون الناتج النهائي ذو طعم جيد أم لا.

انسان الغاب

في الاختبار قاموا بمزج 4 عناصر مألوفة وهي: الليمون – الكرز – الزنجبيل – الراوند، مع ست مزائج من المشروبات التي لم يتذوقوها من قبل.

وجد الفريق أن كل من البشر وقرد الأورانج أوتان اتخذوا قرارات تعكس تفصيلات الذوق الخاصة بهم لكل من العناصر السابقة. حيث قاموا ذهنياً بالاستعانة بذكريات ذات صلة بالطعوم ليصنعوا مزيجا جديدا، ويتنبئوا إن كان سيكون طعمه جيد أم لا.

لم يتبع القرد أسلوب التجربة والخطأ بل جعل خياراته متناسقة عندما واجهته تجارب ليس لديه خبرة فيها، وفي نهاية الدراسة توصل الباحثون إلى أن خيارات القرد وتصرفاته بشأن المزيج والاختبار الذي وضع تحته ليس له مثيل ومشابه لسلوك البشر، وقال الفريق:

قرد الاورانغوتان كالبشر، فهو يملك القدرة على التنبؤ بتنبؤات المتعة —كما تسمى— بما يتعلق بالتجارب التي لم يختبرها من قبل.

مقالات إعلانية