in

كيف تنام على طريقة سيلفادور دالي

لطالما كان للأشخاص المشهورين غريبي الأطوار عادات غريبة، وخاصة فيما يتعلق بالنوم. فقد كان عالم الرياضيات (ابراهام دي موافر) ينام عشرين ساعة في اليوم، ورغم ذلك كان قادرًا على ابتكار مجموعة هائلة من الأفكار الرياضية المذهلة التي لم يستطع أيّ كان الخروج بها. وبحسب ما ورد، لم ينمْ (توماس إديسون) و(نيكولا تسلا) على الإطلاق؛ في حين كان (جاي لينو) ينام حوالي الأربع ساعات في اليوم؛ بينما فضّل (ليوناردو دافنشي) النوم لمدة خمسة عشر دقيقة كل أربع ساعات. أما (سلفادور دالي) فقد تميز بأسلوب نومه الأغرب على الاطلاق.

كان (دالي) ينام واقفًا في لوحة معدنية موضوعة على الأرض ممسكًا بيده مفتاحًا، وبمجرد أن يغفو، كان المفتاح ينزلق من بين أصابعه ويسقط على اللوحة محدثًا صخبًا فيستيقظ (دالي). ويرجع سبب قيامه بذلك إلى أنه لطالما اعتبر النوم مضيعة للوقت، ولم يكن أول من فكر بذلك، بل رأى (إديسون) والعديد من الأشخاص الآخرين في النوم وقتًا مهدورًا.

سلفادور دالي وهو يعمل
سلفادور دالي وهو يعمل

تشير الدراسات إلى أن معظمنا يحتاج إلى ساعات نوم كافية، وربما كان هؤلاء المشاهير من القلائل الذين تعمل جيناتهم بشكل جيد بدون نوم، فبعض الناس يحتاجون إلى ساعات نوم أقل من غيرهم. وهذا ما ورد بحسب أحد الأبحاث التي نشرتها مجلة (لايف ساينس) والذي جاء فيه:

مقارنة بالفئران العادية، فإن الفئران التي تملك جينًا طافرًا واحدًا تنام 1.2 ساعة أقل، أما الفئران ذات الجينين الطافرين فتنام ساعتين ونصف أقل، وقد أظهرت ذات الدراسة أن الفئران ذات الجينات الطافرة الأكثر تنبهت بشكل أكبر من العادية بسبب حرمانها من النوم.

ووفق ما جاء في صحيفة (نيويورك تايمز) فالأمر ليس كذلك فيما يتعلق بالبشر. فقد يحاول البعض منا خداع نفسه بأنه أحد أولئك الخارقين القادرين على البقاء مستيقظين لوقت طويل. ويقول (دينجس) في هذا الصدد: ”مع ذلك، في حين أنه من المغري الاعتقاد بأنه يمكننا النوم لما يعادل خمس ساعات فقط، لن يكون بإمكاننا ذلك. ولو استطعنا، فلنفكر لكم من الأيام نستطيع البقاء صامدين!“ وقد أبلغت المجموعة المختصة بالدراسة أن الأشخاص تكيفوا مع النوم لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات، إلا أن أداءهم وتركيزهم بدأ يضعف بعد حوالي 14 يوم من بدء الدراسة. وبعبارة أخرى، لم يستطع المحرومون من النوم قضاء حاجاتهم اليومية بأداء عالٍ.

وقد أعقبت الصحيفة: فكرة أننا يجب أن ننام لثماني ساعات هي فكرة حديثة نسبيًا، إذا ينام سكان العالم بطرق مختلفة ومدهشة. فعلى سبيل المثال، ينام ملايين العمال الصينيين على مكاتبهم لنحو ساعة بعد الغداء، ويعد هذا أمرًا شائعًا في كلٍّ من الهند وإسبانيا أيضًا.

صورة: Samantha Marx

وقد أظهرت إحدى العلامات الأولى أن التركيز على النوم المتواصل لمدة ثماني ساعات ليس ذي فائدة قصوى. ففي أوائل التسعينات أمضى أستاذ التاريخ (آرثر روجر اكيرتش) ساعات في التحقق من ذلك، وبدأ يلاحظ إشارات غريبة أثناء النوم؛ وكتب أحد الأطباء في إنجلترا يوضح أن الوقت بين دورتي النوم الأولى والثانية هو أفضل وقت للدراسة والتفكير. وخلُص طبيب فرنسي من القرن السادس عشر أن العمال تمكنوا من إنجاب المزيد من الأطفال عند ممارستهم الجنس بعد دورة نومهم الأولى.

سرعان ما علم البروفيسور (اكيرتش) أنه لم يكن الوحيد الذي عمد إلى دراسة الأثر البيولوجي لدورات النوم. ففي صدفة تاريخية أجرى (توماس وير) -وهو طبيب نفسي عمل في المعهد الوطني للصحة العقلية بولاية ماريلاند- تجربة حرم فيها الأشخاص من الضوء الاصطناعي وأجهزة التلفاز والحواسيب، فكان الأشخاص قادرين على النوم طوال الليل في بداية الأمر؛ ولكن بعد فترة لاحظ الطبيب أن الأشخاص بدأوا يستيقظون بعد منتصف الليل بقليل، ويبقون مستيقظين لعدة ساعات تالية ثم يعاودون النوم من جديد.

أما فيما يخص كبار السن، فيبدو أنهم يحتاجون إلى قدر أقل من النوم مقارنة ببقية الناس، وذلك وفق ما جاء في صحيفة (لايف ساينس) إذا يقول (ديك): ”تؤكد النتائج التي توصلنا إليها بأنه ليس من الطبيعي أن يشعر كبار السن بالنعاس أثناء النهار، وإن حصل هذا فهو لا يحصل على قدرٍ كافٍ من النوم، أو أنه يعاني من اضطرابات في النوم.“

مقالات إعلانية