in

لماذا يعتبر هذا الديناصور الصغير وحيد القرن؛ الديناصور الألطف والأغرب على الإطلاق

كان لهذا الصوربود الصغير قرن على أنفه وعيون موجهة نحو الأمام، على عكس نظرائه البالغين (الصوربود: فصيلة من الديناصورات -سحليات الورك- التي تتمتع بأعناق طويلة وذيول طويلة ورؤوس صغيرة).

أتاحت للعلماء هذه الجمجمة الصغيرة المتحجرة لجنين الديناصور رؤية جديدة حول الأطوار المبكرة لتطور الصوربوديات، وفقًا لبحث نُشر الأسبوع الماضي في مجلة Current Biology.

يقول (ويل دنهام) وفقًا لتقريره لوكالة رويترز: ”على الرغم من أن هذه الأحفورة المدروسة حديثًا ضئيلة جداً –حيث يبلغ طولها حوالي 3 سم– إلا أنها كانت محفوظة بوضع ثلاثي الأبعاد، ما سمح للباحثين بتحديد سماتها الخاصة“. وعلى عكس جماجم الصوربود البالغة، فإن هذه الأحفورة للجمجمة الجنينية تبين أن هذا الصوربود قد امتلك قرنًا صغيراً على طرف أنفه، في حين يشير هيكل الجمجمة إلى أن عيونه كانت متجهة للأمام.

قال (مايكل ديميك)، عالم الحفريات الفقارية بجامعة (أديلفي) والذي لم يشارك في الدراسة: ʺلقد كنت مبهوراً بشدة، فقد أيقنت بأنه سيكون اكتشافًا رائعًا“.

الجمجمة الصغيرة هي واحدة من أفضل الأمثلة المحفوظة لجماجم أجنة الديناصورات، لكنها كانت محجوبة عن البحث العلمي مدة عقد تقريبًا، فمنذ حوالي 20 عامًا، كانت الجمجمة من بين العديد من بيوض الديناصورات التي هُرّبَت من الأرجنتين إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

قام أحد التجار بإحضار الجمجمة إلى خبير الأحافير المستقل (تيري مانينغ)، حسبما أفاد (مايكل مارشال) لمجلة (نيو ساينتست). وفي عام 2011، وصلت الجمجمة إلى عالم الأحياء القديمة (مارتن كوندرات) في المركز المتخصص بعلم الأحياء في جامعة (بافول جوزيف سفاريك).

صرح (كوندرات)، المؤلف الرئيسي للبحث الجديد، لصحيفة نيويورك تايمز قائلًا: ”عندما ألقيت نظرة على هذه العينة، أدركت بسرعة مدى تميزها، كان من المدهش حقًا أن نرى مثل هذه العينة محفوظةً بشكل جيد بوضعها ثلاثي الأبعاد“.

كشفت عمليات المسح ثلاثية الأبعاد عن بنية الجمجمة في الحفرية.
كشفت عمليات المسح ثلاثية الأبعاد عن بنية الجمجمة في الحفرية. صورة: Kundrat et al. /Current Biology

يمكن التعرف على الصوربوديات البالغة من خلال أجسامها العريضة وأعناقها وذيولها الطويلة. يمكن لأكبر أنواع الصوربوديات، الأرجنتينية والباتاغوتية، أن تنمو إلى حوالي 36 متراً وأن تزن قرابة 70 طن. تضم المجموعة البرونتوصور، الذي قضى عقودًا بوصفه الديناصور الذي لم يكن موجودًا ثم في عام 2015 تم التأكيد على أنه ديناصور حقيقي، حسبما أفاد (رالف مارتينيز) من (ناشيونال جيوغرافيك) في ذلك الوقت.

استنادًا إلى شكل حفرية الجمجمة الجنينية، يعتقد الباحثون أنها تنتمي إلى جنس الـ(تابوياصوروس) الذي نما إلى حوالي 13 متراً. قال (كوندرات) لوكالة (رويترز): ”إنه من غير المعتاد أن تشمل الأحفورة جمجمة فقط كما أن الباحثين ليسوا متأكدين مما حدث لبقية جسد الجنين فقد ماتت العينة قبل اكتمال تطورها. وكان قد مر أربعة أخماس فترة حضانتها فقط“.

أخذ (كوندرات) مسحًا ثلاثي الأبعاد للحفرية للتمكن من تصوير الجمجمة بأكملها دون إتلاف العينة أو جزء من قشرة البيضة التي تحفظها. وكشفت عمليات المسح عن قرن مدبب عند طرف أنف الصوربود.

يشتبه (كوندرات) في أن هذا القرن كان يعمل إما كسن في البيضة، والتي تستخدمها بعض الطيور الصغيرة لثقب القشرة من الداخل عندما تفقس. أو ربما كان إحدى آليات الدفاع. يقول (كوندرات) لمجلة (نيو ساينتست): ”ليس لدينا أي دليل على توفر رعاية أبوية للتيتانوصورات، نعتقد أنهم كانوا بمفردهم منذ البداية“.

ربما تكيف بصر الصوربود الجنيني مع ظروف فترة البلوغ ككائن مستقل ووحيد. بناءً على شكل محجر عين الجمجمة، وجد الباحثون أن عيون الديناصورات كانت موجهة نحو الأمام مثل عيون الإنسان. قاد هذا الباحثين إلى اقتراح أن صغار التيتانوصورات قد نشأت في غابات مزدحمة ومغلقة، حيث تساعدهم الرؤية العميقة على تفادي الحيوانات المفترسة، وعند سن البلوغ، تتحرك الصوربوديات إلى سهول مفتوحة، حيث يكون من الأفضل أن تكون عيونها على جانبي رؤوسها.

قال عالم الحفريات الفقارية في جامعة إدنبرة (ستيفن بروسات)، والذي لم يشارك أيضاً في الدراسة الجديدة، لصحيفة (نيويورك تايمز): ʺيمكننا تسميته الديناصور الصغير أحادي القرن، لأنه يملك قرناً واحداً على رأسه. ولكنه على عكس أحادي القرن الأسطوري ذو القرن على جبهته، فإن هذا الديناصور له قرن مدبب صغير عند طرف أنفه“، وأضاف: ”هذا الجنين الصغير هو أحد أجمل الديناصورات التي رأيتها، وأغربها في نفس الوقت“.

وفقًا لتقرير صحفي من نيويورك تايمز لا تزال الحفرية في لوس أنجلوس في الوقت الحالي، غير أن الباحثين يخططون لإعادة الجمجمة إلى الأرجنتين عند رفع قيود Covid-19.

مقالات إعلانية