in

هل أنت من الناس الذين يكرهون الكزبرة؟ إليك التفسير العلمي وراء ذلك!

صورة: Deakin University

يعدّ يوم الرابع والعشرين من شهر شباط/فبراير، اليوم الرسمي العالمي لكارهي نبتة الكزبرة، والذي يأتي بعنوان «أنا أكره الكزبرة»، وقد يتساءل الكثير من الأشخاص الذين يحبون نبتة الكزبرة أو حتى أولئك الذين يحبون الأعشاب بشكل عام، عن سبب وجود هذا اليوم في الأساس، أما لأولئك الذين لا يحبون الكزبرة ولا يطيقون مذاقها الكريه خاصة بعد تسربها إلى أطباق المطاعم المختلفة، ستعرفون حتماً السبب الحقيقي وراء الحاجة لوجود هذا اليوم.

يوجد الكثير من الأشخاص الذين يكرهون الكزبرة حقاً، حيث جاءت هذه الكراهية الشديدة من طعم الكزبرة الزلق، الذي يشبه طعم الصابون على حد قول البعض، لذلك لا يجب أن تكون متفاجئاً بسبب تخصيص يوم كامل لكارهي الأعشاب أو الخضار الورقية بشكل عام، ونبتة الكزبرة على وجه الخصوص.

أجمَع أكثر من 240000 شخص على موقع فيسبوك على كره الكزبرة تحديداً، كما أطلق بعض الأشخاص هاشتاغ على تويتر تحت وسم #أنا_أكره_الكزبرة و الّذي لم يستخدمه سوى (ستيفن فراي)، وهو ممثل وكاتب سيناريو إنجليزي، وكان ذلك قبل ثلاث سنوات، والحقيقة أنه يوجد موقع ihatecoriander.org يسمح لك بشراء منتجات لكارهي الكزبرة، كحقيبة تسوق مقابل 4.95$ وسترة ب 44.95$ كُتب عليها «أنا أكره الكزبرة» مثلاً، كما يمكنك أيضاً شراء نظارات شمسية بمبلغ قدره 9.95$ , وقمصان ب 29.95$ بالإضافة إلى عمل فني بعنوان ”منطقة خالية من الكزبرة“ مقابل 35$. بإمكانكم زيارة للترويح عن نفسكم قليلأً!

نبتة الكزبرة. صورة: Thai-Food

على الرغم من أن كارهي الكزبرة يشكلون أقلية من الناس، إلا أن هناك دراسة قامت بها 23andme وهي أكبر شركة اختبار جيني، حيث وجدت في الدراسة أن هناك فقط 26 بالمئة من الناس من أصل أوروبي لا يحبون الأعشاب، بينما يوجد 12 بالمئة من الأشخاص من أصل آسيوي لا يحبون النباتات الورقية، وبالمقارنة مع دراسة تم نشرها من قبل BMC، فإن 3 بالمئة من الناس في الشرق الأوسط لا يحبون الأعشاب.

وبالنتيجة تبين أنه من الواضح أن وراء كل هذه النسب سبب علمي وثيق، حيث تبين عند مقارنة ال DNA للأشخاص الذين يكرهون الكزبرة مع أولئك الذين يحبونها، تبين وجود اختلاف جيني يُعتقد أنه مرتبط بأولئك الذين يجدون مذاق الكزبرة صابوني، وإليك ما جاء في تقرير الدراسة: ”تعتمد الصفات العطرية للكزبرة بشكل أساسي على مجموعة من المركبات المعروفة ياسم الألدهيدات، وهناك نوع من الألدهيدات وُصِف على أنه مرتبط بالفاكهة أو الخضار، في حين تم وصف نوع آخر على أنه صابوني أو لاذع، كما تم تحديد مجموعة رموز لمستقبل يدعى OR6A2 لواحد من أصل ثمانية جينات بالقرب من الـ SNP أو ما يعرف بتعدد أشكال النوكليوتيد المفرد، وهو معروف بالكشف عن الألدهيدات كتلك الموجودة في الكزبرة“.

ووفقاً لصحيفة The Telegraph فقد تبين أن 10 بالمئة من السكان يتأثرون بالجينات المسببة لرائحة الكزبرة الغير محببة، بالإضافة إلى جين المستقبل هذا الذي يؤدي إلى ربط المواد الشمية في النبات بطريقة أقوى في المستقبلات، وهو شائع عند النساء والأشخاص من الأصول الأوروبية.

أيد البروفيسور (رسل كيست) المتخصص في علوم الغذاء الحسي في كلية علوم التغذية في جامعة (ديكين)، أيد هذا الادعاء وربط علاقة حبنا أو كرهنا للأعشاب بعلم الوراثة، حيث شرح البروفيسور على موقع الويب الخاص بالجامعة أنه يوجد لدينا مستقبلات للرائحة في الأنف، وهي مسؤولة عن تحديد المركبات المتطايرة في الغلاف الجوي، بما في ذلك المركبات المتطايرة المنبعثة من الأطعمة المختلفة.

كما أنه بإمكان مستقبلات الروائح تلك تحديد المذاق الذي نشعر به عند تناولنا الكزبرة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه المستقبلات تختلف من شخص لآخر، لذلك فإن التصورات الفردية حول الأعشاب يمكن أن تختلف بشكل كبير بين الناس، وبالاعتماد على اختلاف وتنوع مستقبلات الرائحة التي يمتلكها الشخص، يمكن أن يعاني بعض الناس من وجود طعم مشابه للصابون عندما تناولهم للكزبرة، بدلاً من شعورهم بنكهة الأعشاب الاعتيادية التي يشعر بها معظم الناس.

فإذا كنت تسمي الكزبرة بعشبة الشيطان ويتم الحكم عليك بشكل يومي بسببها، أخبر مَن يحاول التشكيك بخياراتك الحياتية أو الاستخفاف بها، أن الأمر كله متعلق بالعلم، وبإمكانك إخبارهم أنك تملك جين مستقبل يسمّى or6a2، وهو الذي يسبب التصاق وارتباط المواد الشمية في الكزبرة بشكل أقوى لديك، الأمر الذي يظهر كنكهة الصابون الفعلي، أو قل لهم ببساطة أنك ورثت جيناً يجعل طعم الكزبرة مروعاً، فالأمر علمي ولا جدال في العلم.

مقالات إعلانية