in

علماء يكتشفون عضواً منتجاً للعاب في أدمغتنا لم يكن معروفاً من قبل

سيساعد اكتشاف الغدد مختصي علاج الأورام في حمايتها من الإشعاع، مما يحسن جودة الحياة بالنسبة لمرضى السرطان.

يعد علم التشريح من أقدم التخصصات في مجال الطب، إذ شرّح الأطباء جسم الإنسان واستكشفونه ووثقونه منذ القرن الثالث، لكن الباحثون لا يزالون يكتشفون أشياء جديدة حتى بعد مئات السنين.

اكتشف فريق من العلماء في المعهد الهولندي للسرطان عضوًا جديدًا محتملًا –وهو زوج من الغدد اللعابية– مخبأ في مكان عميق حيث يلتقي تجويف الأنف مع الحلق، وذلك وفقًا لتقرير كاثرين وو لصحيفة نيويورك تايمز. إذا أُكِّدَ هذا الاكتشاف، فسيكون أول مجموعة من الغدد اللعابية يُكشف عنها منذ 300 عام. أعلن الفريق عن النتائج التي توصلوا إليها الشهر الماضي في مجلة «المعالجة الإشعاعية وعلم الأورام».

توجد هاتان الغدتان في مكان اتصال الأذنين بالحنجرة في قاعدة الجمجمة. صورة: The Netherlands Cancer Institute
توجد هاتان الغدتان في مكان اتصال الأذنين بالحنجرة في قاعدة الجمجمة. صورة: The Netherlands Cancer Institute

عثر الفريق على هذا الاكتشاف بالصدفة أثناء دراسته لفحوصات عالية الدقة لمرضى سرطان البروستات. لاحظوا وجود غدتين، طولهما حوالي 5 سم، مختبئتين بشكل خفي حيث تتصل الأذنان بالحنجرة بالقرب من قاعدة الجمجمة. بعد أن أصيبوا بالذهول، شرّحوا جثتين وأكدوا وجود العضو. بعد ذلك، صور الباحثون مئة مريض ووجدوا أن جميعهم يمتلكون الغدد حديثة الاكتشاف، وذلك حسب ما أفادته (ستيفاني باباس) لموقع «Live Science».

بالإضافة إلى مجموعة الغدد اللعابية المكتشفة حديثًا، يحتوي جسم الإنسان على ثلاث مجموعات كبيرة أخرى: واحدة أسفل الفك، وأخرى تحت اللسان، وثالثة بالقرب من الأذنين، وفقًا لما أفادته (لوسي هيكس) لموقع «Science». يوجد نحو 1000 غدة أخرى صغيرة تغطي الفم والحلق، لكن يصعب تحديد موقعها. تنتج الغدد مجتمعة ربع جالون من اللعاب يوميًا، مما يساعد الناس على مضغ الطعام والبلع والتحدث؛ يساعد اللعاب أيضًا في الحفاظ على الفم نظيفًا وخاليًا من الجراثيم.

الغدد اللعابية الأساسية التي عرفها البشر سابقاً. صورة: Dr. Basem Clinic

صوّر الباحثون العضو أثناء دراسة سرطان البروستات والإحليل، لذلك كان معظم مرضاهم من الذكور. يقول الخبراء إنه لتأكيد الاكتشاف سيحتاجون إلى توسيع عيناتهم وتنويعها.

حين يعالج أطباء الأورام مرضى السرطان، فإنهم يحاولون حماية الغدد اللعابية من الإشعاع لتفادي مشاكل البلع وجفاف الفم المزمن. ولأن الأطباء لم يعلموا أبدًا بوجود هذه الغدد مسبقًا، فإنهم لم يقوموا بأي إجراءات لحمايتها.

يقول (فوتر فوغل)، وهو اختصاصي علاج الأورام بالإشعاع في المعهد الهولندي للسرطان وأحد المؤلفين المشاركين بالدراسة، في بيان صحفي: ”بالنسبة لمعظم المرضى، يجب أن يكون من الممكن تقنيًا تجنب إيصال الإشعاع إلى موقع نظام الغدد اللعابية المكتشف حديثًا بنفس الطريقة التي نحاول بها الحفاظ على الغدد المعروفة سابقًا. خطوتنا التالية هي معرفة أفضل السبل للحفاظ على هذه الغدد الجديدة لدى أي مريض. إذا تمكنا من القيام بذلك، فقد يعاني المرضى من آثار جانبية أقل مما يحسن جودة حياتهم بشكل عام بعد العلاج“.

ومع ذلك، فإن أطباء مثل (ألفاند حسانخاني)، اختصاصي الأشعة في جامعة بنسلفانيا، غير متحمسين لتسمية هذه الغدد «أعضاء جديدة» حتى الآن، حسبما قال لصحيفة نيويورك تايمز. ويقول إن الباحثين قد التقطوا على الأرجح صورًا أكثر تفصيلاً للغدد الصغرى بجودة أعلى.

كان الأطباء الآخرين أكثر اقتناعًا، لكنهم دعوا إلى إجراء التجارب على جمهور أوسع وأكثر تنوعًا من المرضى. تقول (إيفون مويري)، اختصاصية علاج الأورام بالإشعاع في جامعة ديوك، لصحيفة نيويورك تايمز إنها: ”صُدمت تمامًا لأننا في عام 2020 حددنا بنية جديدة في جسم الإنسان“، لكن ”مجموعة بيانات سريرية واحدة لا تكفي أبدًا“.

منذ أن استخدم الباحثون فحوصات من مرضى سرطان البروستات أو الإحليل، كانت هناك امرأة واحدة فقط من بين 100 مريض. يقول (مويري) إن عمليات المسح أُجريت أيضًا على مرضى السرطان، وقد يكون من المفيد توسيع التجربة لتشمل أشخاصًا آخرين وطرقًا مختلفة.

توافق (فاليري فيتزهوغ)، اختصاصية علم الأمراض في جامعة روتغرز، على ذلك وتقول لصحيفة نيويورك تايمز إنها: ”ترغب في رؤية المزيد من الاستقرار في النتائج“. والآن بعد أن عرف الباحثون والأطباء أن هذا العضو موجود، فإنهم ”يعرفون ما يبحثوا عنه“ حسبما تقول.

مقالات إعلانية