in

دخلك بتعرف ”فوميو إيواي“، السفير الياباني الذي يحبه العراقيون

فوميو إيواي

لو كنت عزيزي القارئ من قراء جريدة ”الصباح العراقية“، فأنت لن تتفاجأ بمقال لشخص ياباني اسمه ”فوميو إيواي“، وستعرف؛ من خلال قرائتك للهامش، أن هذا الشخص الياباني الذي كتب عموداً صحفياً تشجيعياً باللغة العربية هو سفير اليابان في العراق.

شغل السيد ”فوميو إيواي“؛ الذي تولى منصبه كسفير اليابان في العراق عام 2014، عدة مناصب في وزارة الخارجية ببلاده، بما فيها نائب المدير العام لشؤون منطقة الشرق الأوسط، ونائب رئيس البعثة إلى السعودية.

سطع نجمه في شبكات التواصل الإجتماعية العراقية والعربية من خلال فيديوهاته الفريدة من نوعها، ومنشوراته المميزة على صفحته الشخصية.

قفز عدد أصدقائه على الفايسبوك من بضعة مئات إلى أكبر عدد من الأصدقاء يسمح به الفايسبوك، أي 5000 شخص، وكان يحصل على تفاعل قوي مع كل منشور له، كما وصل الأمر ببعض المواطنين العراقيين أن طلبوا منه الترشح للإنتخابات العراقية، حيث اقترح أحد العراقيين على السيد ”فوميو“ تشكيل قائمة انتخابية تحت اسم ”إئتلاف كوكب اليابان المستقل“.

فوميو إيواي

فها هو سعادة السفير يخطف المحبة من قلوب أبناء الشعب العراقي الذين ينطبق عليهم وصف البيت الشعري القائل: ”إن أكرمت الكريم ملكته“، فكان كَرم السفير سبباً في فيض هذا الإعجاب العراقي به وبدولته المتقدمة، وكان كل ما قام به هذا السفير لخطف قلوب العراقيين هو:

1. الكتابة باللغة العربية واللهجة العراقية خصوصاً، ومنشوراته في الفيسبوك التي تتضمن كتابة يابانية وأخرى عربية، مثل توجيه رسالة فيديو باللهجة العراقية للشعب العراقي قبل مباراة العراق واليابان في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018، وعبر أن فرحته ستكون نفسها سواء بتأهل فريق أسود الرافدين أم بتأهل فريق الساموراي الزرق.

في حفل إكمال مشروع إعادة تأهيل الوحدة الرابعة في محطة كهرباء ”الهارثة“ الحرارية بالتعاون مع حكومة اليابان في محافظة البصرة العراقية، بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2017، كتب السيد فوميو شعراً باللغة العربية لأول مرة في حياته، أهداه لأهل البصرة الفيحاء بتلك المناسبة، نذكر منه:

الهارثة ستبقى على الزمان…

رمز صداقة بين العراق واليابان…

الوحدة الرابعة أنجزها الشجعان…

فالبصرة تستحق الأمن والأمان…

هنيئاً هذا المنجز…

وتصفية المياه لن نعجز…

ما دمنا متعاونان…

2. تهنئة العراقيين بجميع مناسباتهم الدينية والقومية، فمثلاً، وجهت السفارة اليابانية رسالة تهنئة بمناسبة أعياد الميلاد، وعيد “نوروز”، وعيد “أكيتو” رأس السنة البابلية الآشورية، كما قام السفير فوميو بتهنئة العراقيين بعيد الأضحى في سنة 2017 من أمام نصب الشهيد العراقي، في بادرة تذكر الشعب العراقي بشيئين: الأول هو عدم نسيان تكريم الشهداء الذين ضحوا ومازالوا يضحون بحياتهم، والثاني هو أن شركةً يابانية هي من قامت ببناء هذا الصرح، وكان قد أحضر معه مجموعة من الأطفال من أبناء الشهداء العراقيين.

3. إيجاد المشتركات الثقافية والإجتماعية بين الشعبين العراقي والياباني، فمثلاً دائما ما يقول أن العراقيين يحبون كرة القدم كما اليابانيين، ووجود تشابه في تناول وجبة السمك بين الشعبين أيضاً، ويقول كذلك أن في اليابان يتم أكل الأسماك البحرية نيئة، لكن الأسماك النهرية يجب أن تكون مطبوخة، تماما مثل أكلة “المسگوف” (السمك المشوي العراقي).

4. زيارة واستقبال العديد من العراقيين، من سياسيين ومثقفين وناشطين، وزيارة الأماكن العراقية المقدسة عند الشعب العراقي، مثل زياراته المتكررة لمحافظة النجف، وكربلاء، والبصرة، وإقليم كُردستان العراق.

5. كتابة قصص شعبية يابانية، ومواضيع تحفيزية، واستعراضه للمطبخ الياباني، هذه الأمور التي تعتبر الغاية منها تعريف القارئ العراقي بالثقافة الشعبية اليابانية، كمفهومهم عن الله والثواب والعقاب بعد الموت، والتعريف بأعيادهم ومناسباتهم.

6. التواصل شبه المباشر مع العراقيين عبر حسابه الشخصي في الفيسبوك، من خلال الرد على تعليقات المتابعين، وقراءة الرسائل الواردة.

تعود جذور العلاقات الدبلوماسية بين العراق واليابان إلى عام 1939، حيث تم افتتاح أول ممثلية لليابان في بغداد عاصمة المملكة العراقية آنذاك، من ثم افتتاح أول ممثلية عراقية في طوكيو عاصمة إمبراطورية اليابان في العام 1955. وقد ارتقت كلتا الممثليتين إلى مستوى التمثيل بالسفراء (سفارة) في العام 1960، في عهد الجمهورية العراقية الأولى.

و في أعقاب الغزو العراقي لدولة الكويت في سنة 1991، علقت اليابان علاقاتها الدبلوماسية في العراق، وقامت بإجلاء كل الدبلوماسيين العاملين في سفارتها، واستمر هذا التعليق إلى غاية سنة 2004، في عهد الجمهورية العراقية الحالية.

مقالات إعلانية