in

تحصيل الحقوق

نقاب

حياتنا صِراعٌ يومي، وكل واحد مِنّا لديه صراع مختلف أضف إلى ذلك المُستضعفين والممنوعين من حقوقهم فهؤلاء فوق صِراعهم صراع يقمع كل ما لديهم. لا أريد أن أبخس أي فئة حقها ولا أريد أن أقلل من صراعها وحرمانها لكن حقوق المرأة هي أُمُ الصراعات وهي مفتاح حلٍ لكل المشاكل.

دائماً ما نسمع أن المرأة مُكَرمة والمرأة في مجتمعنا ملكة فهل هذا صحيح؟

أنت رجل والرجال لا تبكي! جملة تكررت على مسامعي عندما كنت صغيراً وكنت أشعر بالضعف لأن النساء تبكي والمرأة كائنٌ أضعف وأقل شأناً من الرجل كما زُرِعَ في ذهني. حتى في المدرسة ألعاب القوة للرجال والنساء تقفز على الحبل في أحسن الأحوال، كبرت ووجدت أن هنالك وظائف حكرٌ على الرجال وإن أرادوا غير وظيفة يتم تحذيرهم أن تلك الوظيفة للنساء. عندما بدأت أدرك وأعي حقيقة ما يحصل أدركت أن مجتمعنا هو الذي يحرم المرأة من حقوقها ويتم تكريس ذلك دينياً فالأديان أيضا تُمييز بين الرجل والمرأة.

نقاب
نقاب – صورة من abc

أجمل كلمة هي كلمة أُم، لها معاني ودلالات كثيرة، أهم دور في المجتمع هو دور الأم لكن كمجتمع قد سَخْفنا دور المرأة ليكون هدفها الزواج والإنجاب فقط. أيُّ امرأة بلباسٍ قصير تُطلق عليها الأحكام بأنها لا تحترم أهلها أو أنَّ أهلها بلا شخصية، كما يظن الرجال أنها سهلة المنال وتريد أول فحلٍ تراه. المرأة التي تدخن، التي تعمل وظيفة لا يعمل بها سوى الرجال وغير ذلك، تُعتبر متشبهة بالرجال. أمّا المرأة التي لا تريد الزواج أو ترفض الكثير من العِرسان فتلك لديها منزلة خاصة فتلك عانس، معقدة وتعابير غير لائقة بالقراء. كما هناك من ألقبهم الهدامون فهم الذين يزرعون فكرة الزواج بكل طفلة ويسردون الأوهام عن العريس المستقبلي. الهدامون نفسهم يقنعون كل فتاة طموحة بأن لا تتعب نفسها بالعلم أو ببناء مستقبلها لأنه سيأتي العريس وهو يتكفل بكل ذلك (ملاحظة مهمة: الجملة التي دمرت الرجال قبل النساء).

بنات لبنان
صورة من bellebeirut

كل مجتمع يعمل على تغييب المرأة هو مجتمع يا إمّا فاشل أو سيفشل. تلك الحالة لا تقتصر على مجتمعاتنا ولا على دينٍ معين لكن هنالك مجتمعات قد سبقت غيرها في هذا المجال. أكثر ما يؤسفني هو أن المرأة هي التي تقمع نفسها وهي التي تُربي الرجل على الاستبداد وتعلم ابنتها أن تكون مطيعة وضعيفة. المرأة التي تبحث عن رجل يسترها أمّ رجل غني يريحها من عناء التعب والتفكير، المرأة التي تخوض معاركها مستغلة جاذبيتها الجنسية فقط متناسية قوتها الفكرية (هنا نقطة قوة تحسب للنساء لكن تطبيقها يساهم بإضعاف المرأة وليس العكس). لذلك يحتاج المجتمع لسواعد المرأة لكي يخوض معركة تحصيل حقوقها وعلى المرأة أن تمنح نفسها تلك الحقوق قبل أن تطلب ذلك من الرجل. ما سبق لا يعني أن الرجل بريء ولا يَقمع المرأة لكن الاعتراف بالخطأ يساعدنا للوصول إلى الحقيقة.

أكثر ما يثير استغرابي في بلادي أن تأتي النساء ضد حقوق النساء نزار قباني

في يومنا هذا وضع المرأة أفضل بكثير مِمَّا كان عليه سابقاً، لكننا لا نزال في أول الطريق ويجب على كل رجل أن يعتبر حقوق المرأة هي حقوقه ويساعدها للحصول عليها. نعم إنها نصف المجتمع، إنها الأم والأخت والحبيبة وقد حان الزمن لتحصل المرأة على حقوقها فمجتمعاتنا بحاجة لثورة فلتكن المرأة ثورتنا وثروتنا.

الصورة البارزة:  Leila Shawa - The Impossible Dream, 1989

مقالات إعلانية