in

دخلك بتعرف جريمة ختان الفتيات وآثارها الوخيمة!

ختان الإناث

لتعنيف المرأة أشكال متعددة تحدثنا عنها في مقال سابق، بإمكانك مطالعته من هنا، ويعد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أو ما يسمى بـ”ختان الإناث“ من أشد أنواع العنف ضد المرأة سوءاً من الناحية الصحية في المقام الأول، وعلى الصعيد النفسي وبعض النواحي الأخرى في المقام الثاني.

قد تنحصر مشكلة ختان الإناث عند بعض المجتمعات العربية، لكن هذه الممارسات منتشرة كثيراً في العديد من البلدان المتخلفة، وتعتبر مشكلة تسعى الجمعيات الصحية والنسوية ومنظمة الصحة العالمية لإيجاد حل جذري لها وإنهائها.

سنتناول في هذا المقال الختان الأنثوي، وسنتعرف عليه أكثر على جميع الأصعدة.

أولاً: ما هو ختان الإناث

هو تشويه للأعضاء التناسلية عند الإناث، حيث يتم قطع أجزاء منها أو تغيير شكلها عمداً، وكل هذا دون وجود سبب أو مبرر طبي وصحي لهذا التصرف.

لهذا الفعل أسماء ومصطلحات عدة: مثل ”القطع الأنثوي“، و”ختان الإناث“، و”الخيتان“، و”التطهور الأنثوي“، و”السنة“، و”غودنين“، و”هالالايس“ وغيرها من الأسماء والمصطلحات، ويشار إليه اختصاراً باللغة الإنجليزية بـFGM.

عادة يتم تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات الصغيرات بدءًا من البلوغ حتى يبلغن 15 سنة، أي بين 12-15 سنة، لكن الختان الأكثر شيوعياً وخطراً هو ختان ما قبل البلوغ (دون 12 سنة).

تقوم بعض الشعوب بطقوس الختان من مبدأ عقائدي وديني غير مفهوم، وهناك بعض الدول مثل المملكة المتحدة التي سنت قوانينا منعت فيها ختان الإناث اللواتي يبلغن من العمر أقل من 18 سنة، واعتبرته اعتداءً على الطفولة والأطفال.

يعتبر الختان عملية مؤلمة جداً وخطرة على صحة الفتيات وخصوصاً الصغيرات، كما أنها تسبب مشاكل على المدى الطويل أثناء العملية الجنسية والولادة، كما يمكن أن يكون لها تأثير على الصحة العقلية.

ثانياً: أنماط وأنواع الختان الأنثوي FGM

تصنف عملية الختان الأنثوي في أربع أنماط رئيسية:

النوع الأول: استئصال البظر: حيث يتم في هذا النمط من الختان استئصال جزئي أو كلي للبظر (وهو جزء صغير وشديد الحساسية في الأعضاء التناسلية الأنثوية)، وفي حالات نادرة يتم استئصال القلفة فقط (وهي الطيات الجلدية المحيطة بالبظر).

النوع الثاني: استئصال البظر مع الشفرين الصغيرين: حيث يتم استئصال جزئي أو كلي للبظر مع الشفرين الصغيرين مع أو بدون استئصال الشفرين الكبيرين (الشفران هما شفاه المهبل).

النوع الثالث: تضييق المهبل: حيث يتم تضييق المهبل من خلال تغطيته أو ختمه، ويتم الختم عن طريق قطع وإعادة تموضع الجلد والشفران، وتتم هذه العملية مع أو بدون استئصال البظر.

النوع الرابع: يتضمن عمليات تشويه خطرة أخرى: مثل كيّ وكشط الأعضاء التناسلية الأنثوية أو وخزها أو ثقبها …إلخ.

كما أن الأشخاص الذين يقومون بهذه العمليات والتشويهات لا يخضعون لأي تأهيل أو تدريب طبي، ومع ذلك في بعض البلدان يقوم بعض الأطباء بختن الإناث وهو أمر منافٍ للأخلاق المهنية الطبية، لأن عملية الختان معترف عليها عالمياً بأنها منافية لحقوق الإنسان، والطب يعد كمهنة إنسانية بالدرجة الأولى.

كما أنه لا يتم استخدام أي مطهرات أو معقمات أو مخدرات أثناء القيام بعملية الختان، وغالباً ما يتم تشويه الأعضاء التناسلية باستخدام سكاكين ومشارط ومقصات، أو بقطع من الزجاج وشفرات الحلاقة (لكم أن تتخيلوا شناعة العملية بأنفسكم).

سكاكين ومشارط
بعض الأدوات الحقيقية التي تستعمل لختان الإناث.

بالطبع، لا يتم أخذ رأي الفتاة قبل ختانها، بل يتم ختانها في أغلب الأحيان قسراً دون إرادتها مما يجعل الختان أحد أشكال تعنيف المرأة.

ثالثاً: أضرار الختان الأنثوي FGM

قد يكون الختان خطراً جداً على الفتيات على جميع الأصعدة، ويصبح مهدداً للحياة في الكثير من الحالات، ومن آثاره:

  • ألم دائم ومستمر.
  • الشعور بالألم عند ممارسة الجنس وصعوبة في الممارسة.
  • الالتهابات والعدوى المتكررة مما يؤدي إلى العقم.
  • النزيف والوذمات والخراجات.
  • مشاكل بولية بالإضافة إلى السلس البولي
  • الاكتئاب، وقد يصل الأمر إلى إيذاء النفس والانتحار.
  • مشاكل أثناء المخاض والولادة تهدد حياة المرأة وجنينها.
  • تموت العديد من الفتيات بسبب النزيف الحاد إبان عمليات الختان، كما هناك فتيات أخريات يلقين مصيرهن نتيجة الإصابات بالتهابات وإنتانات لاحقة.

– ماهي فوائد الختان الأنثوي؟

بالطبع لا يوجد ولا أدنى فائدة من الختان الأنثوي لا على الصعيد الصحي ولا النفسي ولا الطبي ولا الأخلاقي ولا الاقتصادي ولا الاجتماعي ولا السياسي ولا البيئي.

رابعاً: الختان الأنثوي FGM والجنس

إن الختان الأنثوي يجعل ممارسة الجنس عملية صعبة ومؤلمة جداً في ذات الوقت، كما يؤدي لانخفاض شديد في المتعة الجنسية وانعدامها في العديد من الحالات.

هناك بعض الأطباء المختصين الذين يساعدون الفتيات اللواتي تعرضن لاعتداءات الختان في تجاوز تلك المشاكل، حيث أنه في بعض الأحيان يضطر الأطباء لإجراء جراحي من أجل معالجة الأمر.

أما بالنسبة للحمل، فقد تجد النساء المختونات صعوبة في الحمل، كما أن الولادة قد تشكل تهديداً حقيقياً على حياتهن، لذا من المهم للنساء الحوامل واللواتي تعرضن للختان أن يتم وضعهن تحت مراقبة ورعاية صحية من قبل مختصين.

خامساً: الختان الأنثوي FGM والصحة العقلية والنفسية

يعد الختان من أصعب التجارب التي قد تمر على الفتاة خلال حياتها، كما يعد حدثا صادما جداً قد يترك آثارا وخيمة على عواطف ونفسية الفتاة مدى الحياة، ومن آثاره النفسية والعقلية نذكر:

  • اكتئاب حاد.
  • قلق وتوتر.
  • هلوسات: حيث تتذكر الفتاة عندما تعرضت للختان وتهلوس بالحادثة.
  • كوابيس ومشاكل تتعلق بالنوم.

يجب أن تتلقى النساء اللواتي أثر الختان عليهن نفسياً دعماً ومعالجة نفسية خاصة من قبل المختصين، وتسعى الجمعيات الخيرية والطبية جاهدة في حل هذه المشكلة.

سادساً: انتشار وتوزع الختان الأنثوي

يعد الختان مشكلة عالمية وغير مقتصر على منطقة دون أخرى، فهو منتشر في أكثر من 30 بلداً، لكن أكثر المناطق التي ينتشر فيها الختان هي وسط إفريقيا وشرقها وغربها (الحزام الواصل بين الصومال وموريتانيا)، أما عربياً فهو منتشر في مصر واليمن والعراق بنسبة أقل.

هناك أكثر من 130 مليون فتاة تعرضت لاعتداء الختان وتشويه الأعضاء التناسلية حول العالم.

سابعاً: علاج الختان الأنثوي

تعد الجراحة هي سبيل العلاج الوحيد تقريباً للختان، حيث يتم فتح المهبل أو إعادة ترميم الأجزاء التالفة من الأعضاء التناسلية الأنثوية، وتعد هذه العمليات أمراً ضرورياً جداً للنساء الحوامل المختونات أو اللواتي يواجهن صعوبة أو مشاكل أثناء التبول.

إن جريمة الختان لا تزال منتشرة حتى يومنا هذا، بالرغم من الجهود المستمرة في منع انتشار هذه الظاهرة التي تهدد حياة الكثير من البريئات، وكل هذا بسبب الدواعي الدينية الواهية.

بعض الأرقام التي تبين مناطق انتشار ختان الإناث - المصدر: The Population Council
بعض الأرقام التي تبين مناطق انتشار ختان الإناث – المصدر: The Population Council

مقالات إعلانية