in

9 أشخاص مشاهير لم يكونوا موجودين أصلاً

في حال عدنا بالزمن بضعة قرون إلى الماضي سيكون عدد الأشخاص المشاهير بين العامة والمعروفين بين العديد من الأشخاص قليلاً للغاية في الواقع، فقبل عصر الإنترنت والسرعة وحتى قبل وسائل الاتصال الحديثة كان وجود شخص مشهور صعباً للغاية، وحتى الملوك والأمراء كانوا معروفين بالاسم فقط دون تفاصيل عنهم لدى العامة.

بالطبع فقد حمل الماضي حصته من الشخصيات الشهيرة التي كان بعضها مزيفاً تماماً (مثل البابا Joan الذي سنذكره لاحقاً)، لكن العصور الحديثة جعلت الشهرة لأشخاص غير حقيقيين أمراً أسهل من أي وقت مضى.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى يمكن معرفة الكثير من الأشياء عن المشاهير، فبحث بسيط على الإنترنت بات قادراً على جلب العديد من المعلومات العامة أو الشخصية عن الجميع، ومع كون الخصوصية قد تحولت لامتياز يحظى به البعض فقط، فربما يبدو الخداع أمراً صعباً للغاية، لكن مع ملايين الأشخاص حول العالم والكثير من الأساليب المضللة الممكنة فمن غير المستغرب أن يتسرب بعض الزيف بين الوقت والآخر، والأمثلة هنا ربما تكون كافية بإقناعك بأن كل ما يقال ليس بالضرورة حقيقياً.

لاعب كرة القدم Masal Bugoluv

علم مولدوفا
عندما تم ابتكار شخصية Masal Bugoluv لم يكن هناك صورة له حتى، كل ما كان موجوداً هو منشور في أحد المنتديات وبعض التقارير المزورة.

يظهر في كل فترة زمنية اسم جديد في عالم كرة القدم مع وعود بكون هذا اللاعب سيكون النجم الساطع الذي يغطي على جميع من سبقه ويتألق وحيداً في القمة، ومع أن هذه القصص عادة ما تتضمن لاعبين حقيقيين سواء قادت مسيرتهم الرياضية إلى إنجازات هامة ومستوى رفيع كما هو الحال مع أمثال الأرجنتيني Lionel Messi أو البرتغالي Cristiano Ronaldo أو البرازيلي Neymar، أو شهرة مؤقتة سرعان ما تتلاشى وتنخفض كما هو الحال مع الإنجليزي Wayne Rooney أو الإيطالي Mario Balotelli، فعادة ما يكون هناك شخص حقيقي لتدور هذه الضجة حوله أصلاً.

بدأت قصة Bugoluv عام 2008 حيث ظهرت أولى الأخبار عنه على منتديات ومواقع معجبي كرة القدم، حيث وصف بكونه لاعباً من الجنسية المولدوفية (مولدوفا هي بلد شرق أوروبي صغير للغاية وغير معروف) بعمر 16 سنة فقط، وبكونه مهاجماً فذاّ لا يضاهى وقد لعب سابقاً للمنتخب الوطني المولدوفي لكن ضمن الفئات العمرية الصغيرة وليس ضمن المنتخب الأول. بالطبع سرعان ما انتقل الحديث عن ”اللاعب الظاهرة“ إلى المواقع الرياضية الكبرى، ومع سمعتها المعروفة بكونها لا تتقيد عادة بالحقائق وتنشر أي محتوى جذاب كفاية فالأمر لم يكن مستغرباً حقاً.

بدأت الشهرة قصيرة المدى لـBugoluv عندما ظهر مقال يتحدث عنه على موقع Goal.com الذي يعد واحداً من أكبر المواقع الرياضية في الألم وأهمها، وسرعان ما بدأت الإشاعات بالتكاثر حتى أن صحيفة The Times الشهيرة نشرت خبراً يتحدث عن اللاعب التخيلي وربطته بانتقال محتمل إلى نادي أرسنال الإنجليزي الشهير (المعروف بشكل ساخر بالرقم أربعة). لكن مع ازدياد الضجة حول الأسطورة القادمة إلى عالم الكرة ازدادت الشكوك وأصبح لدى المدققين بالتفاصيل سبب للبحث أكثر، والنتيجة كانت بالطبع: لا يوجد لاعب باسم Masal Bugoluv أصلاً!

بعد البحث العميق، تبين أن الأمر بأكمله بدأ من رجل إيرلندي غاضب للغاية من الصحافة والإعلام الرياضي الذي يعج بالأكاذيب والشائعات المجردة من أية أدلة في كل موسم انتقالات جديد، لذا قرر أن يسخر من هذا النظام الإعلامي بالطريقة الأفضل: اخترع لاعباً جديداً!

تمكن المزور من الأمر بشكل بسيط نسبياً، فمع بضعة منشورات على مدونات كرة القدم ومنتدياتها، وصفحة مزورة بالكامل على موقع Wikipedia وتقارير مزورة زعم أنها من وكالة Associated Press الموثوقة، تمكن من أن يحدث ضجة كبيرة في عالم كرة القدم ويثبت وجهة نظره، ولو أن الأمر لم يغير شيئاً من الطبيعة الرديئة للإعلام الرياضي للأسف. [مصدر]

الرسام الحداثي Pierre Brassau

القرد الرسام
بالنسبة لكثيرين (وأنا منهم) فالتمييز بين الفن الحديث وأي خربشات عشوائية هو أمر شبه مستحيل، لكن يبدو أن حتى النقاد والمختصين في المجال ليسوا قادرين على التمييز دائماًَ.

خلال الشطر الأكبر من التاريخ البشري كانت الغاية الأساسية للفن عموماً هي محاكاة الواقع قدر الإمكان، فاللوحات الأجمل كانت تلك الغنية بالألوان والتي تبدو وكأنك تنظر إلى شيء حقيقي، والتماثيل الأفضل هي تلك التي تنبض بالحياة ويمكن أن تخطئ بينها وبين ما هو حقيقي حتى، لكن هذه الأمور تغيرت إلى حد بعيد خلال الفترات الأخيرة، وربما أن للتصوير الفوتوغرافي دوراً مهماً في الأمر، فبوجود الكاميرا لم تعد اللوحات التي تنقل الواقع كما هو أمراً مثيراً للإعجاب كما السابق، وبدأ الاتجاه الفني نحو التمويه والأشكال غير المفهومة للجميع أو أنها لا تحمل معنى واضحاً حتى.

الآن وأكثر من أي وقت سابق ربما، يبدو تعريف الفن –في مجال الرسم على الأقل- مشوشاً للغاية، فاللوحات الحديثة باتت صعبة الفهم وتعتمد على التخمين في الكثير من الحالات، وحتى أنها تبدو كمجموعة من الألوان المتناثرة فقط لا أكثر بحيث لا يمكن التمييز بين ما هو لوحة من فنان شهير بقيمة ملايين الدولارات، وبين ما هو مجرد لوح أبيض أمام طفل ينثر الألوان بشكل عشوائي. هذا الأمر بالتحديد قاد الصحفي السويدي Dacke Axelsson للقيام بخدعة سخرت إلى حد بعيد من المجتمع الفني الحديث وذلك عام 1964.

تضمنت الخدعة قيام شمبانزي في حديقة الحيوانات المحلية برسم عدة لوحات، وقيام Axelsson باختيار بعض من أفضلها وعرضها على النقاد الفنيين السويديين مع ادعاء أنها من نتاج فنان فرنسي مغمور باسم Pierre Breassau، وكما هو الحال في الوسط الفني فقد لاقت هذه اللوحات ردود أفعال متناقضة للغاية من قبل مختلف النقاد، فبينما وجدها معظم النقاد لوحات فنية مهمة مع مبالغة البعض بوصف صانعها بكونه عبقرياً يصنع فناً مميزاً ومتفوقاً، فقد اعترض عليها بعض النقاد واصفين إياها بالخربشات.

لاحقاً كشف Axelsson الخدعة وعدم وجود رسام بهذا الاسم أصلاً، وكون اللوحات من نتاج شمبانزي في حديقة الحيوانات، ومع أن بعض النقاد الذين اعترضوا على اللوحات وجدوا الأمر إيجابياً ومؤيداً لوجهة نظرهم، فقد تمسك معجبو اللوحات بكونها فناً قيماً للغاية بغض النظر عن رسامها.

بالطبع فقد فشلت غاية Axelsson بإحراج المجتمع الفني الحديث ومعاييره الغريبة لما يعد فناً، وحتى اليوم لا يزال الأمر يشكل إزعاجاً للكثيرين، حيث لا تزال الخرابيش تباع بالملايين في بعض الحالات. [مصدر]

الناقد السينمائي David Manning

استوديوهات كولومبيا من سوني
مع اسم صحيفة صغيرة وغير معروفة، كان من السهل على مسؤولي Sony اختراع ناقد سينمائي يحب كل ما ينتجونه دون استثناء.

عند النظر إلى غلاف أو ملصق أي فيلم هناك بعض الأشياء المعتادة التي توضع بغرض جذب الجمهور أكثر، فصور أبطال القصة وأسماؤهم توضع في الوسط والأعلى، كما ترفق شعارات مواقع النقاد مثل Rotten Tomatoes (في حال كانت إيجابية بالطبع) بالإضافة إلى بعض تعليقات النقاد التي توضع على شكل اقتباسات مع اسم الناقد أسفلها. بالطبع فعالم النقد السينمائي مثير للجدل إلى حد بعيد للعديد من الأسباب التي يطول شرحها، لكن إحدى الاعتراضات الكبرى عليه هي ظاهرة التقييمات المدفوعة.

الفكرة من التقييمات المدفوعة والاعتراض عليها هو كون بعض النقاد لا يمانعون وضع اسمهم مع اقتباسات إيجابية جداً على أردأ الأفلام من ناحية الجودة، طالما أنهم يحصلون على مقابل من نوع ما سواء مبلغ مالي أو عشاء فاخر أو أي شيء ذي قيمة لهم، ومع كون الأفلام غالباً ما تمتلك هذه الاقتباسات على أغلفتها بغض النظر عن جودتها، فالمشكلة منتشرة إلى حد بعيد كما هو واضح.

المسلي هنا هو أن Sony قررت مطلع الألفية الاستغناء عن استجداء التقييمات الإيجابية للأفلام من نقاد، وبدلاً من ذلك فقد اخترعت ناقداً سينمائياً خاصاً بها!

وفق الأحداث المعروفة الآن، فقد قام أحد المسؤولين ضمن قسم الإنتاج السينمائي لـSony باختراع شخصية David Manning وبنى له تفاصيل خاصة به، كما جعله كاتباً وهمياً في صحيفة Ridgefield Press وذلك للترويج للأفلام المنتجة من قبل شركة Columbia Pictures التابعة لـSony.

عبر عدة سنوات، ظهرت تقييمات Manning على بعض من أسوأ الأفلام التي أنتجتها Sony، وباتت الشخصية الوهمية محط انتقاد من الكثيرين حتى أنها أثارت فضول صحيفة Newsweek التي قررت البحث عن الناقد المجهول وتواصلت مع الصحيفة التي يفترض أنه يعمل لصالحها لتكتشف أنه غير موجود أصلاً ولا يعدو عن شخص تخيلي لا أكثر.

بالطبع فقد تسببت الفضيحة بضرر كبير لـSony مع فقدان الكثيرين لثقتهم بالشركة وإنتاجها السينمائي، وحتى أن شخصين من كاليفورنيا قاما بمقاضاتها وربحا حوالي 1.5 مليون دولار كتعويض على التضليل الذي جعلهم يتابعون أفلاماً رديئة. [مصدر]

عارضة الأزياء والممثلة Allegra Coleman

عارضة الأزياء والممثلة Allegra Coleman
صورة على الغلاف مع بعض القصص عن صور عارية ومصورين يلاحقونها كانت كافية لتعتقد هوليوود أن الشخصية الوهمية هي النجمة الجديدة المنتظرة.

اليوم هناك عشرات الشخصيات المشهورة ضمن الوسط الفني دون أي سبب حقيقي في الواقع، وربما أبسط مثال على ذلك هم آل Kardashian الذين يمتلكون شهرة لا تضاهى في الوسط الفني دون أن يعملوا في أي مجال فني أو إعلامي في الواقع، بل أنهم مشاهير فقط لأنهم مشاهير، ومع أمثلة حية وحقيقية على الشهرة من لا شيء، فمن غير المستغرب أن شخصية تخيلية رسمت ببضع كلمات في مقال في إحدى المجلات مع صورة على الغلاف كانت قادرة على الوصول للشهرة الكبيرة في التسعينيات.

بدأت قصة Allegra مع مقال كتبته Martha Sherrill في مجلة Esquire المعنية بالأوساط الفنية عام 1996، حيث أنها وصفت Allegra Coleman بكونها النجمة الجديدة التي ستتسابق هوليوود بأكملها لتوقيع عقود معها في الفترة اللاحقة، ومع صورة مزيفة لعارضة غير معروفة على غلاف المجلة، وبعض التفاصيل عن علاقات سابقة مع شخصيات هوليوودية وصراع مع الباباراتزي (مصورو المشاهير) حول صور عارية مسروقة كانت القصة محبوكة بشكل جيد ومعدة لتنتشر بسرعة كبيرة.

سبب التجربة وفق الكاتبة Sherrill هو انزعاجها من طبيعة الأخبار التافهة والمزيفة التي عادة ما تنشر في مجلات وصحف المشاهير والبرامج التي تتحدث عنهم، حيث أن الناشرين يهتمون بكون المحتوى جذاباً فقط دون أي اهتمام بالمصداقية، وكما كان متوقعاً فقد ذاع صيت شخصية Coleman المزيفة وبدأت الأحاديث عنها بالظهور في المجلات والبرامج الحوارية، إلى أن قامت الكاتبة بفضح الأمر بكونه مجرد خدعة للسخرية من الصحافة الهوليوودية (التي لم تتغير حقاً وبقيت كما كانت من حيث الموثوقية).

المثير للاهتمام ربما هو أن شخصية Coleman استمرت بتلقي العديد من عروض العمل والطلبات من الوكالات ومنتجي الأفلام والمروجين للعارضين، ومع أن شخصية Coleman كانت مزورة بالطبع، فقد استفادت العارضة التي لعبت دور الشخصية المزيفة من الشهرة وانطلقت بذلك بمسيرة ناجحة بعد الخدعة. [مصدر]

لاعب البيسبول Sidd Finch

بالإضافة للسرعة غير الممكنة لانسان من حيث رمي الكرة، فقد أضيفت العديد من التفاصيل الغريبة التي جعلة شخصية Sidd أغرب وأصعب للتصديق.

بالنسبة لمعظم الأشخاص حول العالم، تبدو لعبة البيسبول كلعبة غريبة وغير مفهومة موجودة في الولايات المتحدة فقط ولا تنتشر في أي بلد آخر مما يزيد من بعدها عن عقول معظم الأشخاص، لكن بأبسط شكل فاللعبة تعتمد على قيام الفريق الأول برمي كرة يضربها لاعب من الفريق الثاني، ومن ثم يتسابق الفريقان مع كون مهمة الأول أن يحصل على الكرة ويعيدها إلى قاعدة البداية، ومهمة الثاني هي قيام الضارب بالركض بأقصى سرعة عبر عدة قواعد قبل أن تعود الكرة.

من هذا الشرح المبسط للغاية من الواضح أن رامي الكرات هو لاعب من الأهم في اللعبة، وتقع على عاتقه مسؤولية كبيرة بجعل الكرة التي يرميها صعبة الضرب قدر الإمكان، لذا فوجود لاعب يستطيع رمي الكرة بسرعة 280 كيلومتراً في الساعة تقريباً يعد أمراً مثيراً للغاية وأقرب للخيال، وفي هذه الحالة بالتحديد فهذا اللاعب كان تخيلياً بالكامل حيث نسج تفاصيل حياته صحفي أمريكي رياضي معروف على نطاق واسع باسم George Plimpton ووضعها في مقال ضمن مجلة Sports Illustrated الشهيرة.

وفق خدعة Plimpton، فقد كان اللاعب Hayden “Sidd” Finch خريجاً من جامعة Harvard قضى جزءاً كبيراً من حياته في شرق آسيا باحثاً عن التنور الداخلي، لكنه لم يلعب البيسبول من قبل على الإطلاق.

بالطبع فكونه لم يلعب اللعبة أبداً وفق القصة وضع عائقاً تم تجاوزه بادعاء أنه يمتلك طريقة مميزة في الرمي حيث يستطيع إطلاق كرات بسرعة تتخطى أي لاعب بيسبول لعب في التاريخ، وبفضل ميزته الخارقة فقد كان ضمن محادثات للتعاقد مع فريق New York Mets.

خلال الأيام التالية لنشر الخبر عام 1985، تلقت المجلة أكثر من 2,000 رسالة من المعجبين باللاعب وحتى الفرق التي تسأل عن معلومات اللاعب أملاً بأن تستطيع التعاقد معه، ومع ازدياد الشعبية والضجة حول اللاعب التخيلي، أصدرت المجلة بياناً تتحدث فيه عن أن Sidd Finch قد عقد مؤتمراً صحفياً أعلن فيه اعتزاله للعبة البيسبول (التي لم يلعبها أصلاً)، وبعد ذلك بأسبوع اعترفت المجلة بكون اللاعب تخيلياً وغير موجود في الواقع، ولا يعدو عن كونه ”كذبة نيسان“ كبرت أكثر من سياقها بكثير. [مصدر]

البابا Joan

البابا Joan
في الإصدارات المتعددة من القصة وضعت الأحداث في القرن التاسع في بعض الحالات، وفي القرن الحادي عشر في حالات أخرى مع العديد من التفاصيل المتاقضة بين الإصدارات المتعددة.

بالطبع فنحن نقصد بكلمة ”البابا“ المنصب الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية الغربية (بابا الفاتيكان)، وكما هو معروف من قبل الجميع ربما، فالمناصب العليا في الكهنوت الكاثوليكي تشغل من قبل الذكور بشكل حصري، فجميع البابوات والكرادلة ووغيرهم ذكور حصراً، لذا فمن المستغرب وجود شخصية تعد من أشهر البابوات في التاريخ الكنسي باسم Joan الأنثوي والذي لا يستخدم للذكور، لكن السبب ببساطة أنه ووفقاً للرواية الشهيرة فـJoan كانت امرأة تتنكر بزي ذكر وتمكنت من صعود درجات الكهنوت حتى وصلت إلى المرتبة الأعلى.

وفق القصة التي يصدقها العديد من الأشخاص حتى يومنا هذا، فقد حكمت البابا Joan خلال السنوات الممتدة بين 853 و855 ميلادية، وصفت بكونها امرأة شديدة الذكاء ومتعلمة إلى حد بعيد بالنسبة لذلك العصر، حيث قامت بالتنكر كرجل والانضمام إلى الكنيسة لترتفع في المراتب بشكل سريع وتصل إلى المنصب البابوي بفضل دهائها ومعرفتها، لكن الأمر انكشف أخيراً عندما سقطت مريضة عن ظهر حصان، وولدت طفلاً أمام ذهول من حولها وعندها اكتشف كونها امرأة، ومن هنا تفترق القصة إلى عدة نهايات منها ما تتحدث عن وفاتها أثناء الولادة، وأخرى تتحدث عن وفاة لاحقة لأسباب طبيعية، أو حتى أنها طوردت من مجموعة غاضبة من الناس الذين قاموا بقتلها.

طوال العصور الوسطى وحتى فترة قريبة كانت القصة شهيرة للغاية في المجتمعات الكاثوليكية، ومع أنها تفتقر لأي دليل حقيقي فهي لا تزال محط إقبال كبير من قبل العديد من الأشخاص.

على أي حال يرى الباحثون الأمر من ناحية مختلفة، فالقصة مزورة بكل تأكيد، وعند العودة إلى مصادرها فقد ظهرت للمرة الأولى خلال القرن الرابع عشر، وفي الإصدار الأصلي من المفترض أن الشخصية (التي لا تمتلك اسماً في ذلك الإصدار) عاشت في القرن الثاني عشر، على أي حال فمع غياب الأدلة تماماً عن الأمر، فمن المؤكد كون شخصية Joan لا تعدو عن كونها أسطورة كما العديد من الأساطير التي خرجت في القرون الوسطى. [مصدر]

المدونة Lonelygirl15

في النهاية تحقق الهدف الأصلي من تزوير شخصية Lonleygirl15 لكن بداً من التلفزيون ظهر البرنامج على الويب وبدأ انتشار مسلسلات الويب بسببه.

اليوم يعد موقع YouTube واحداً من أكبر المواقع في العالم، فالمنصة الأكبر لمشاركة الفيديو في العالم تمتلك أكثر من مليار مستخدم مسجل ويرفع إليها آلاف الساعات من المحتوى كل يوم، لكن بالعودة إلى بدايات الموقع مطلع الألفية فالأمور كانت مختلفة للغاية، ففي عام 2006 كان الموقع لا يزال فتياً للغاية مع عدد قليل من المستخدمين، وعدد أقل من ناشري المحتوى، لكن بين ناشري المحتوى الأقلية هؤلاء كان هناك قناة مختلفة عن البقية وهي lonelygirl15 التي كانت (ولو لوقت قصير من الزمن) أكبر قناة على الموقع قبل فضح زيفها.

بدأت القناة بنشر المحتوى عام 2006، وفي البداية كانت المقاطع عبارة عن تدوينات يومية مصورة معتادة لفتاة في الثانوية، ومع كون الشخصية تدعي أنها في السادسة عشر من عمرها، فجزء كبير من المحتوى كان عبارة عن تذمر من البلدة الصغيرة المملة والأشخاص النمطيين للغاية فيها.

خلال وقت قياسي نمت شعبية القناة بشكل كبير جداً وتخطت عتبة 100 ألف مشترك (كانت أول قناة تحقق ذلك)، لكن المشتركين الجدد جلبوا معهم نظرات أكثر شكوكية وبدأ العديد من الأشخاص بالإشارة إلى تناقضات وثغرات في الفيديوهات تبين أنها مزيفة.

لاحقاً انكشف أمر أن القناة ليست عفوية، فالفتاة التي تظهر في الفيديوهات هي ممثلة عمرها 19 سنة، والمحتوى بأكمله هو نص مكتوب مسبقاً حيث أن الأمر كان من المخطط له أن يستمر ويتطور إلى برنامج تلفازي مستقبلاً.

على أي حال فانكشاف الأمر لم يلغي المخططات حقاً، بل أنه أدى إلى شهرة القناة أكثر ونموها بشكل مضطرد حيث تحولت إلى مسلسل على الويب مع طابع خيال علمي نوعاً ما، ومع أن الشخصية الأساسية Bree قتلت ضمن المسلسل عام 2007، فقد استمرت السلسلة الأساسية وعدة سلاسل منشقة منها حتى عام 2009، حيث ساهمت إلى حد بعيد في نمو وشهرة الموقع. [مصدر]

المخرج Alan Smithee

مع أكثر من 70 عملاً سينمائياً منسوباً لـAlan Smithee، فمن الصعب إيجاد مخرج حقيقي مع سيرة ذاتية أكبر من هذه!

طوال بضعة عقود من تاريخ صناعة الأفلام في هوليوود، كان اسم Alan Smithee اسماً شهيراً ومعروفاً بين العديد من الأشخاص، مع خزينة تتخطى 70 فيلماً العديد منها تمكن من تحقيق النجاح وثبت اسم Smithee في العالم السينمائي، لكن على عكس المخرجين الكبار وذوي الإنتاجات السينمائية الكثيفة والناجحة، فـSmithee لم يظهر قط في صورة أو مقابلة تلفزيونية أو سواها، والسبب في ذلك بسيط للغاية: الاسم لا يعدو عن كونه اسماً وهمياً لشخصية غير موجودة.

بداية من عام 1968، بدأ العديد من المخرجين من مختلف المستويات والتوجهات باستخدام هذا الاسم الوهمي على أعمالهم لإخفاء هويتهم الحقيقية، وبالطبع فالأسباب كانت متنوعة للغاية هنا، فالبعض كان يخفي اسمه في الإنتاج الذي لا يتفق مع نمطه المعتاد ربما، بينما آخرون أخفوا أسمائهم تجنباً للجدل أو ردود الفعل الغاضبة التي من الممكن أن تثور ضدهم، لكن السبب الأساسي للأمر كان وجود مخرجين بدأوا مشاريع أفلام يحبونها ويمتلكون نظرات قوية إليها، لكن استديوهات الإنتاج فرضت عليهم العديد من القيود والشروط بحيث بات العمل بعيداً عن نظرتهم له أو أنه أدنى من أن يحمل اسمهم حتى.

طوال عقدين من الزمن تقريباً، استخدم عشرات المخرجين اسم Smithee لإخفاء هوياتهم، حيث يمتلك الاسم اليوم أكثر من 70 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً مرتبطاً به، لكن بحلول مطلع التسعينيات صدر فيلم باسم An Alan Smithee Film: Burn Hollywood Burn وجلب معه العديد من الأعين الباحثة عن الشخصية التي كشف زيفها في ذلك الوقت وتوقف معظم المخرجين عن استخدام الاسم الوهمي لتمويه إنتاجهم وانتقلوا لاستخدام أسماء مزيفة متعددة لكل منهم.

على أي حال فالبعض لا يزال يستخدم الاسم حتى اليوم، فمنذ عام 2000 حتى اليوم، أضيف حوالي 20 عملاً سينمائياً إلى قائمة أعمال المخرج غير الموجود. [مصدر]

الملك الراهب John

تنوعت الأماكن الأسطورية لمملكة الراهب جون وفق القصص المختلفة، فالموقع كان شرق آسيا حيناً وجنوبها أحيان أخرى، لكن المكان الأكثر شيوعاً كان الشرق الأوسط وأفريقيا.

معظم الشخصيات في هذه القائمة معروفة اليوم أكثر من شخصية هذا الملك الأسطوري، لكن أياً منها لم تحدث نفس التأثير الكبير على الثقافة الأوروبية وربما على التاريخ العالمي بقدر هذه الشخصية.

بدأت شخصية ”الراهب جون“ بالظهور في القصص المروية في أوروبا في القرن الثاني عشر، وكانت تتحدث عن الملك بكونه يحكم مملكة كبيرة ومزدهرة في آسيا، مع ثروات طائلة وتقدم لا يضاهى وأمان كان ربما مفتقداً في أوروبا خلال تلك الحقبة.

بدأت القصة بالانتشار على نطاق واسع عام 1165، حيث ظهرت رسالة يدعى أنها أرسلت من قبل الملك الأسطوري نفسه، وعندها بدأت العديد من المميزات الأخرى لمملكته بالظهور، فقد تحدثت الروايات عن وجود ”نبع الحياة الأبدية“ وحتى حدائق عدن ضمن مملكته، وحتى أنه ربط بكونه من نسل واحد من ”الملوك الثلاثة“ (أو الرجال الحكماء الثلاثة) الذين يحكى أنهم أتوا إلى مريم العذراء يوم ولادة يسوع وقاموا بمباركته، ومع كون هذه الروايات في عصور قديمة جداً حيث ركوب الخيل هو أسرع وسيلة للنقل، فقد كان التأكد من الأمر شبه مستحيل.

طوال عدة قرون تالية استمرت قصص الملك الأسطوري بالتداول في أوروبا، وبفضلها سعى العديد من الأوروبيين إلى استكشاف العالم الشرقي في آسيا وحتى البحث جنوباً في أفريقيا على أمل إيجاد المملكة الموعودة، ومع أن القرن السابع عشر حمل تأكيدات جازمة بعدم وجود أي مملكة مسيحية كما تصف الأساطير سواء في شرق أو جنوب آسيا ولا في الشرق الأوسط أو أفريقيا، فالتأثير كان قد حصل بالفعل، حيث أن البعثات الأوروبية كانت قد انتشرت في كل مكان، وبذلك أسست لعصر الاستكشاف ولاحقاً الاستعمار الأوروبي لمختلف مناطق العالم. [مصدر]

مقالات إعلانية