تشكل الرياضة اليوم صناعة من الأنجح في العالم مع مليارات الدولارات من الأرباح وعشرات أو حتى مئات الملايين في أسعار عقود انتقال اللاعبين بين الأندية في الرياضات الكبرى، لكن هذه النشاطات الممتعة والمنظمة إلى أدق التفاصيل لم تكن دائما كما هي اليوم، بل تطورت مع الزمن لتتحول إلى شكلها الحالي، وبينما بعضها يمكن تتبعه حتى آلاف السنوات الماضية، فبعضها الأخر حديث نسبياً أو أنه لم يصبح منظماً حتى وقت قريب.
في هذا المقال سنستعرض تاريخ بعض من أشهر الرياضات وأهمها في عالم اليوم، مع استثناء بعضها مثل السباقات والقفز عن الحواجز كونها لا تمارس بشكل منتشر عادة وغالباً ما تكون محصورة بالرياضيين المحترفين فقط.
كرة القدم والركبي وكرة القدم الأمريكية
لا يمكن كتابة مقال يتحدث عن الرياضة دون ذكر الرياضة الأكثر شعبية في العالم دون منازع، والمدارة من قبل أفسد اتحاد عالمي من الممكن تخيله.
كرة القدم اليوم هي صناعة بحد ذاتها، وفي بعض الأماكن من العالم يمكن وصفها بحالة دينية حتى بسبب تعلق المتابعين بها وحتى التعصبات والصراعات بين مشجعي الأندية والمنتخبات المتعددة، لكن هذه اللعبة المحبوبة لم تكن محط الأنظار دائماً، وفي البداية كانت شيئاً مختلفاً إلى حد بعيد وعنيفاً بشكل بعيد عن التصور ومحظورة من قبل بعض الحكام حتى.
يمكن تتبع ألعاب مشابهة لكرة القدم عبر الحضارة البشرية حتى 2500 سنة مضت، حيث كان المصريون القدماء يركلون كرات محشية بالريش ضمن الاحتفالات، وفي الصين القديمة كذلك توجد أدلة على لعبة سميت Cuju كانت تتضمن ركل كرة في الأرجاء مع قوانين مشابهة جداً لكرة القدم الحديثة من حيث السماح باستخدام جميع أعضاء الجسم باستثناء اليدين، انتشرت هذه الرياضة بين القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد وكانت تلعب من قبل الجنود حينها للحفاظ على لياقتهم البدنية.
كانت روما القديمة تمتلك إصداراً خاصاً بها كذلك، ومع فرق مكونة من 27 شخصاً في كل فريق وقواعد مفتوحة من حيث العنف والإعاقة، فإيصال الكرة إلى مرمى الخصم كان أمراً صعباً وخطيراً كذلك، فلقد كان الأمر يتضمن إصابات شديدة وحتى الوفاة.
إصدارات عديدة من هكذا ألعاب كانت منتشرة في أوروبا العصور الوسطى عموماً وبالأخص في الجزيرة البريطانية حيث كانت ”كرة القدم“ هي مظلة لعدة ألعاب تشبه ألعاب اليوم لكن مع عنف شديد للغاية، وتحديات تتضمن قرى تواجه قرى أخرى مع كون سكان كل قرية فريقاً واحداً.
عبر التاريخ استخدمت العديد من الأشياء لتكون ”كرة“ ضمن الألعاب القريبة من كرة القدم الحديثة، وبينما كانت الكرات الأولى تحشى بالريش أو تكور بحيث تكون مصمتة، كان التقدم الأهم في اللعبة هو استخدام مثان خنزير منفوخة بالهواء ومحاطة بالجلد المدبوغ.
كانت كرات مثانة الخنزير تقدماً كبيراً لكنها كانت تسرب الماء للداخل مما جعلها ثقيلة جداً ومحاولة نطحها قد تؤدي لكسور في الرقبة، لكن لاحقاً تغير الأمر مع تطور استخدام المطاط والاعتماد عليه لصنع بطانة الكرة بدلاً من مثانة الخنزير.
بداية كرة القدم الحديثة كانت في الواقع عام 1863، ففي ذلك العام تأسس اتحاد كرة القدم الإنجليزي ووضع القواعد الأساسية لكرة القدم الحديثة ممايزاً إياها عما تحول لاحقاً إلى كرة القدم الأمريكية والركبي، في البداية سميت اللعبة ”كرة قدم الاتحاد“ Association Football وبشكل مختصر أشير إليها باسم Soccer لتمييزها عن الإصدارات الأخرى، زال هذا الاسم في إنجلترا مع هيمنة اللعبة على اسم Football، لكن في الولايات المتحدة حيث تلعب كرة قدم أخرى أقرب للركبي أبقي على اسم Soccer وهذا هو أصل خلاف التسمية بين الولايات المتحدة وكل دول العالم الأخرى.
بالنسبة للركبي فقد استقلت مع انشاء اتحاد كرة القدم، حيث تحولت إلى رياضة مختلفة وأنشأ اتحادها الخاص عام 1971 مع قواعد مثل حمل الكرة والركض بها بدلاً من تقاذفها بالأقدام.
بالنسبة لكرة القدم الأمريكية فقد كانت مزيجاً بين الركبي وكرة القدم العالمية وأقرب من الرياضتين للعبة الأصلية قبل القوانين التي فصلت الألعاب، لكن على عكس كرة القدم المعروفة فالإصدار الأمريكي لم يحقق انتشاراً عالمياً ومع أنه من أهم الرياضات اليوم فلا زال محصوراً جدا وغير عالمي. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
كرة السلة
على عكس معظم الألعاب الأخرى الموجودة في القائمة، فكرة السلة ليست قديمة جداً، ولم تتطور على مدى قرون أو حتى عقود، بل أنها أتت من اختراع شخص واحد وكتبت قواعدها دفعة واحدة تقريباً حيث أنها اخترعت لغرض الضرورة لا لأسباب عفوية حقاً.
تبدأ القصة في أصلها مع الدكتور James Naismith كندي الجنسية، حيث أن Naismith الذي بدأ كحطاب حصل على دراسة طبية وانتقل إلى الولايات المتحدة حيث عمل كمدرب لياقة بدنية في إحدى مدارس ولاية ماساشوستس في الشمال الشرقي.
خلال عمل Naismith في المدرسة أوكلت إليه مهمة إيجاد لعبة أو نشاط مناسب للطلاب، فالشتاء القاسي في الولاية ألغى فكرة الرياضات التي تلعب خارجاً، لذا ومن الحاجة للعبة تلعب في مساحات صغيرة نسبياً وضمن المباني دون الحاجة لأماكن مفتوحة طلب Naismith من البواب تعليق سلتي فاكهة على طرفي القاعة الرياضية، وبدأ بتصميم اللعبة معتمداً على استخدام كرة القدم ككرة فيها حيث كان هدف الفريقين إيصال الكرة إلى سلة الخصم.
أول مباراة كرة سلة لعبت على الإطلاق كانت في نهاية عام 1891، وحينها كانت السلال سلالاً حقيقية مع أجزاء سفلية تمنع هبوط الكرة، كما أن القواعد كانت قريبة إلى حد بعيد من كرة اليد، لكن عبر السنين القليلة التالية تطورت اللعبة واستبدلت السلال بشبكات مفتوحة كما أضيفت الألواح الخلفية عند السلال، وتم تحديد القواعد بشكل صارم أكثر وتم تكبير الكرة إلى القياس المعروف اليوم، وبالوصول إلى عام 1936 كانت اللعبة قد باتت شهيرة جداً ومنتشرة كفاية لتضاف للألعاب الأولمبية في برلين، حيث شاهد Naismith لعبته تتحول من مشروع صغير إلى لعبة أولمبية. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
البيسبول
معظم الأشخاص خارج الولايات المتحدة يجدون لعبة البيسبول معقدة وغريبة للغاية مع قواعد غير مفهومة وطريقة لعب مميزة، الأمر يلام بشكل أساسي على المباريات الحديثة للعبة حيث تستغرق المباراة عدة ساعات بينما الوقت الفعلي للعب لا تجاوز ربع ساعة فقط.
لكن على أي حال فاللعبة تتكون من فريقين يتناوبان على رمي الكرة أو ضربها، بالنسبة للرماة يجب التقاط الكرة مجدداً وتمريرها عبر اللاعبين إلى القاعدة الأصلية (من هنا يأتي الاسم)، بينما على الذي ضرب الكرة أن يركض ويمر عبر عدة قواعد تنتهي بالأصلية قبل أن تصل الكرة إليها.
بالنسبة لأصل اللعبة فهو صعب التحديد بوقت ثابت، فعبر التاريخ هناك أدلة على العديد من الألعاب التي تضمنت مضارباً وكرات صغيرة يتم ضربها مع بعض الحالات التي تعود حتى 2000 عام مضى، لكن بالنسبة للعبة الحالية فأصولها تعود إلى إنجلترا والمهاجرين الذين استعمروا ما هو اليوم الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث تم دمج لعبتين إنجليزيتين هما الكريكت التي لا تزال تلعب حتى اليوم في المستعمرات البريطانية السابقة، والأخرى كانت لعبة أطفال تسمى Rounders.
أول ذكر للعبة البيسبول يأتي من قانون في إحدى بلدات ولاية ماساشوستس حيث منعت عدة رياضات وألعاب بالقرب من مبنى البلدية الجديد، لكن اللعبة حينها لم تكن تشبه اللعبة الحديثة سوى بوجود مضرب وكرة، أما بقية قواعد اللعبة فقد وضعت منتصف القرن التاسع عشر من قبل مجموعة من رجال نيويورك والذين أسسوا أول نادٍ للعبة ووضعوا معظم القوانين الحديثة التي تشكل اللعبة اليوم.
مع الوقت انتشرت الرياضة في الولايات المتحدة، وفي النصف الأول من القرن العشرين كانت المفضلة لدى غالبية الشعب الأمريكي، لكن حظوظها انحدرت مع الزمن وباتت لعبة ثانوية لصالح كرة القدم الأمريكية اليوم. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
التنس
ضرب الكرة بين طرفين مع فوز من ينجح بالتصدي للكرة وخسارة من يفشل ليست فكرة معقدة حقاً، وتحت هكذا تعريف فكل من الرومان والإغريق الصينيين القدماء لعبوا أشكالاً قريبة من التنس لكن مختلفة للغاية من حيث المبدأ والطريقة.
أول ما يمكن اعتباره سلفاً حقيقياً للتنس هو لعبة كان يمارسها الرهبان الفرنسيون في الأديرة في القرن الحادي عشر، حيث كانت تتضمن كرة خشبية يتقاذفها الرهبان باستخدام الأيدي بدلاً من المضارب مع حبل مرفوع وسط الملعب بشكل مشابه لموضع الشبكة اليوم.
عبر القرنين التاليين نجحت اللعبة بجذب الاهتمام وتحقيق الانتشار حيث انتشرت حوالي 1800 صالة داخلية لممارسة اللعبة في أوروبا بالوصول للقرن الثالث عشر، ومع الوقت بدأت المضارب الخشبية بالظهور بدلاً من الأيدي ومن ثم المضارب التي تتضمن شبكات مصنوعة من أمعاء الخراف المقطعة بعناية، كما تم استبدال الكرات الخشبية المعتادة بكرات مصنوعة من الفلين، والملاعب نفسها بدأت بالتغير مع كونها انتقلت لتصبح طولية أكثر وكونها مغلقة فاستخدام ارتداد الكرة عن الجدران كان أمراً عادياً.
مع الوقت أضيفت أهداف أخرى للعبة مثل إصابة شبكات ونقاط معينة على جانب الخصم، لكن حتى القرن الثامن عشر لم تكن التنس الحديثة قد ظهرت بشكل كامل.
أول مرة نشرت فيها قواعد تحدد اللعبة كانت عام 1873، وبعدها بأربعة سنوات عام 1877 أقيمة بطولة ويمبلدون (واحدة من البطولات الأربعة الكبرى اليوم) حيث تم الاتفاق على حجم وشكل الملعبة وتحديد المضارب والكرات من حيث الشكل والحجم، وبالطبع فقد أضيف أسلوب احتساب النقاط المميز الخاص باللعبة. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
الغولف
اللعبة التي تعد الأكثر ارتباطاً بالمسنين والمتقاعدين اليوم تمتلك جذوراً تاريخية قديمة في الواقع، فالفكرة الأساسية منها بسيطة للغاية: نقل كرة أو جسم ما من نقطة إلى أخرى بعدد من الضربات باستخدام مضرب ما.
هذه البساطة في مفهوم اللعبة تعني أن الأشكال القديمة منها تعود حتى القرن الأول قبل الميلاد لدى الرومان والصينيين، ومع القرون الوسطى بدأت ألعاب مشابهة بالظهور في بلجيكا وهولندا وفرنسا متضمنة كرات صغيرة وعصياً أو مضارب خشبية، ويعتقد أن اللعبة انتقلت للجزر البريطانية من هناك عبر التجارة.
قبل ظهور لعبة الغولف الشهيرة كان هناك لعبة هولندية بدأت عام 1297 باسم Colf، حيث تضمنت اللعبة فريقين من أربعة لاعبين يتناوبون على ضرب كرة خشبية بمضرب خشبي لتصل لعدة أهداف متتابعة، ومع أن اللعبة قد تبدو بعيدة جداً عن اللعب الحالية، فالأرجح أنها الإصدار الأصلي من اللعبة قبل أن يصل إلى الجزر البريطانية وبالتحديد اسكوتلندا، حيث وضعت قواعد اللعبة الأساسية منذ القرن الخامس عشر: ضرب كرة عدة مرات حتى تصل إلى هدف معين، والضربات الأقل هي الأفضل.
لاحقاً في القرن السابع عشر ظهرت الغولف بشكلها الحديث، بالطبع فالمنشأ هنا كان اسكتلندا حيث وضعت فكرة الحفر والقوانين التي يتم اتباعها في اللعبة حتى اليوم.
المثير للاهتمام أن اللعبة حظرت لوقت من الزمن في عهد الملك جيمس الثاني (في القر الخامس عشر) حيث اعتبرها مضيعة وقت وملهية للجنود عن التدريب للقتال. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
الهوكي على الجليد
إن كنت تريد رياضة تعبر عن كندا كبلد بأكمله تقريباً، فالهوكي هنا هي الغاية بالتأكيد، فاللعبة المنتشرة في الجزء الشمالي من الولايات المتحدة وكندا تبدو مناسبة تماماً للمناخ الكندي البارد للغاية، ويبدو كون أصلها من هناك أمراً منطقياً تماماً، لكن إذا أردنا البحث عن الجذور القديمة للعبة فمن الممكن تتبعها في الواقع إلى منطقتين بعيدتين للغاية عن بعضهما البعض: هولندا، وقبائل السكان الأصليين الذين سكنوا كندا وشمال الولايات المتحدة الأمريكية اليوم.
لا يمكن ربط اللعبة بمخترع وحيد أو حتى جماعة مؤسسة تماماً، بل أنها أتت من مصادر متعددة، فالشق الأول من اللعبة أتى من لعبة باسم Hurling (أشبه بمزيج غريب بين كرة القدم والبيسبول ولاكروس) نقلها المستوطنون الأوروبيون معهم إلى القارة الأمريكية وبدأ لعبها على الجليد، ومع الوقت اندمجت مع لعبة للسكان الأصليين كانت تشبه لعبة لاكروس الحالية إلى حد بعيد وتلعب على البحيرات المتجمدة في الشتاء، شكلتا اللعبتان معاً أول أشكال الهوكي المعروف اليوم في نهاي القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر.
ألفتت اللعبة التي يلعبها الأطفال نظر الجنود البريطانيين المتمركزين في المنطقة، ومن هناك نقلوها معهم في أرجاء كندا حيث باتت تعرف باسم Ice Hurley بداية، وبحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر باتت تعرف باسمها الحالي Ice Hockey وتم استعراضها في مونتريال عام 1875، ووضعت قواعدها المنظمة بعد ذلك بسنتين لتتحول للعبة المعروفة اليوم، ومع أن اللعبة حصلت على شعبية كبيرة، فميلها الكبير للعنف واحتمال الأذى الجسدي وضعها دائماً وسط الجدل. [مصدر] و[مصدر]
تنس الطاولة
على عكس الألعاب الأخرى التي يمكن العودة إلى أصول قديمة لها قبل قرون من الآن، فتنس الطاولة (بينغ بونغ) ليس قديماً إلى حد بعيد بل يعد من الرياضات الحديثة نسبياً، فالرياضة بدأت في ثمانينيات القرن التاسع عشر مع محاولة لاعبي التنس إيجاد طريقة للاستمرار باللعب في الأماكن المغلقة، ومع كون مضربين صغيرين وكرة وطاولة هي كل الأشياء اللازمة للعب فقد كانت اللعبة نجاحاً فورياً عند ظهورها في إنجلترا، وسرعان ما قامت شركة إنجليزية باختراع كلمة Ping-Pong كعلامة تجارية لها واستخدمتها للترويج للعبة.
مع نهاية القرن التاسع عشر انتقلت اللعبة إلى الولايات المتحدة، وهناك حققت انتشاراً كبيراً جداً خصوصاً لدى طلاب المدارس والجامعات، وبحلول عام 1901 كانت البطولات قد بدأت بالظهور مع أعداد كبيرة من المشتركين، وتم تشكيل أول اتحاد للعبة تحت اسم ”اتحاد البينغ بونغ“ (والذي أعيدت تسميته إلى اتحاد تنس الطاولة عام 1922).
عام 1902 قام بروفيسور جامعي ياباني بأخذ اللعبة معه إلى اليابان، ومن هناك انتشرت في آسيا بشكل غير مسبوق ومع الوقت باتت الرياضة الأكثر شعبية هناك.
خلال الخمسينات شهدت اللعبة تغييراً جذرياً في طريقة اللعب، ففي تلك الفترة ظهر نوع جديد من المطاط واستخدم كطبقة رقيقة على المضرب بحيث بات من الممكن التحكم بالكرة وتحريكها بأشكال لم تكن ممكنة سابقاً، وسرعان ما أصبحت اللعبة أكثر متعة مع المزيد من الحركات الغير متوقعة والاعتماد على دوران الكرة بالإضافة لقوة الضربة لتوجيهها بالشكل الصحيح.
سرعان ما تم تبني استخدام المطاط بشكل رسمي وبذلك أنهت اللعبة آخر مراحل تغيرها لتصبح اللعبة المحبوبة والشهيرة اليوم. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
البلياردو
البلياردو ليست لعبة واحدة اليوم، بل مجموعة متنوعة من الألعاب التي تتضمن طاولة مستوية وكرات وعصا لضرب الكرات (هناك ألعاب لا توجد على طاولاتها حفر أصلاً)، وبينما لعبة 8-ball هي الأشهر تماماً اليوم، فاللعبة ليست محصورة بها، ومقارنة بعدة ألعاب أخرى فهي حديثة نسبياً.
أول ما يمكن اعتباره أصلاً للعبة البلياردو هو لعبة فرنسية قديمة مشابهة للعبة ”كروكيه“ Croquet كانت تلعب على الأرضيات العشبية، وتتضمن كرات كبيرة الحجم وتحسب النقاط بصدم الكرات ببعضها وبتمريرها عبر أهداف خاصة.
لاحقاً تطورت اللعبة إلى استخدام طاولات وكرات صغيرة بدلاً من اللعب خارجاً، ومع كون اللعبة الأصلية لا تتطلب قياسات محددة فالطاولات الأولى كانت تأتي بمختلف الأشكال والقياسات والأبعاد، وبدلاً من العصي المستخدمة اليوم فالكرات كانت تدفع دفعاً بما يشبه مضرباً خشبياً.
استخدام العصي لم يبدأ في الواقع حتى القرن السابع عشر حيث تبين أن استخدام عصا مدببة لضرب الكرة القريبة من الحافة والزوايا كان أسهل من استخدام المضارب، وفي البداية كانت الطريقتان تستخدمان معاً مع كون الجزء الخلفي من المصرب مدبباً ويستخدم كعصا.
مع الوقت تم تحديد شكل الطاولات ونسبة طول إلى عرض 2\1، وبدأت قواعد الألعاب بالظهور مع العديد من الألعاب المتنوعة التي تحتاج لطاولات ذات 6 أو 4 حفر أو دون حفر أصلاً، وطوال قرنين ونصف كانت لعبة English Billiards التي تتضمن ثلاث كرات على طاولة كبيرة ذات 6 حفر هي الأكثر انتشاراً قبل أن تتحول لاحقاً إلى لعبة السنوكر المعروفة اليوم.
مع وجود عشرات الألعاب الممكنة في طاولات البلياردو، فالألعاب المنتشرة اليوم مثل 8-Ball Pool و9-Ball Pool لم تظهر حتى مطلع القرن العشرين، ولم تصبح المهيمنة على اللعبة حتى وقت قريب.
كانت أولى الكرات المستخدمة في ألعاب البلياردو مصنوعة أصلاً من الخشب، ومن ثم استخدم الصلصال على نطاق ضيق (ولو أن استخدامه استمر حتى القرن العشرين بشكل محدود)، لكن القرن السابع عشر حمل معه استخدام العاج من أنياب الفيلة، فعلى عكس المواد الأخرى فالعاج يصبح أفضل مع الاستخدام واللعب.
قاد الإقبال الشديد على البلياردو إلى طلب متزايد للعاج، ومع كون ناب الفيل الواحد لا ينتج سوى 8 كرات على الأكثر، فقد صيدت الفيلة حتى حافة الانقراض بسبب عاجها، ولم يتم استبدال العاج والخشب بالبلاستيك حتى نهايات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر] و[مصدر]