in

حاملي الفكرة… من إتهامات، إلى حبس وقتل لمجرد ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير

حرية التعبير

ليست بالقضية الجديدة أو غير المعهودة، فقد اعتادت البشرية الاعتداء على ذوي العقول النيرة بشتى الوسائل الردعية، ومنذ القديم، بدءا بقتل سقراط وأرسطو اتهاما بالكفر والزندقة والهرطقة، مرورا بابن سينا وابن رشد وابن الهيثم بسبب علوم لم تستوعبها العقول البسيطة آنذاك، وصولا إلى محمود محمد طه وفرج فودة.

وحتى يومنا هذا لا تزال الجرائم والانتهاكات ﻹسكات الفكر الحر مستمرة، وبشكل أوسع، وفي هذا المقال سنستعرض بعض الأمثلة من ضحايا الفكر الحر.

رائف بدوي:

رائف بدوي
رائف بدوي

هو رائف محمد بدوي من مواليد مدينة الخبر بالسعودية، وهو كاتب وناشط في حقوق الإنسان، في العام 2012 وجهت له تهمة الإساءة للدين الإسلامي والردة فتم إعتقاله بموجبها.

تم الحكم عليه مبدئياً بالجلد 600 جلدة والسجن سبع سنوات، ولكن تم تعديل الحكم فيما بعد إلى الجلد 1000 جلدة والسجن 10 سنوات وغرامة مليون ريال سعودي.

رائف هو مؤسس مدونة ”الليبراليون السعوديون“ هو وزوجته إنصاف حيدر ولديه ثلاثة أطفال.

وليد أبو الخير:

وليد أبو الخير
وليد أبو الخير

هو وليد سامي محمد أبو الخير، من مواليد مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، محامي وناشط في حقوق الإنسان ورئيس مرصد حقوق الإنسان في السعودية.

في العام 2014، تم الزج به في السجن بتهمة ”إزدراء القضاء“، تم الحكم عليه بالسجن 15 عاماً مع الإقامة الجبرية وعدم الخروج خارج البلد 15 عاماً أخرى بعد انقضاء فترة حكمه، وغرامة قدرها 200 ألف ريال سعودي.
لدى وليد ابنة تسمى ”جود“ لم ترها عيناه لحد الساعة.

فاضل المناسف:

فاضل المناسف

هو فاضل مكي المناسف من مواليد مدينة القطيف بالمملكة العربية السعودية، وهو مدون ومصور وجهت إليه تهمة الخروج عن طاعة ولي الأمر وتأليب الرأي العام، وتهم عديدة أخرى سببها إنسانيته، وذلك في عام 2011. وتم الحكم عليه بالحبس 15 عام وطالبت منظمة العفو الدولية إطلاق سراحه.

محمد ولد امخيطير:

محمد ولد امخيطير
محمد ولد امخيطير

مهندس ومدون موريتاني كتب مقالاً عام 2014 بعنوان ”الدين والتدين“، والذي اعتبرته السلطات مسيئا للنبي محمد، وصرح الرئيس الموريتاني أن هذا المقال يعتبر ”جريمة نكراء“ على حد قوله، وهو الآن قابع بالسجن في إنتظار حكم المحكمة العليا إما بتغريمه أو إعدامه.

ناهض حتر:

ناهض حتر
ناهض حتر

كاتب وصحفي أردني، وجه إليه القضاء تهمة: ”إثارة النعرات المذهبية“ بعد إعادة نشره لرسم كاريكاتيري على الفيسبوك أعتقد الكثيرون أنه مسيئ للذات الإلهية، ولكنه قال أنها لا تمس الذات الإلهية ولا يقصد بها ذلك أبداً، إلا أن الحكومة أفرجت عنه، ولكن تم اغتياله بعدها رمياً بالرصاص من طرف أحد المسلمين المتطرفين.

عمر باطويل:

عمر باطويل
عمر باطويل

هو عمر محمد باطويل، من مواليد مدينة عدن باليمن، وهو كاتب مناهض للفكر المتطرف، تلقى عدداً من التهديدات قبل اغتياله بمدينة عدن بسبب كتاباته على موقع فيسبوك ومهاجمته للمتشددين، وهو يعتبر من أصغر ضحايا الفكر.

أمجد عبد الرحمن:

أمجد عبد الرحمن
أمجد عبد الرحمن

أمجد عبد الرحمن محمد، من مواليد مدينة تعز ومقيم في عدن، وهو نقيب الموالعة فيها ومؤسس نادي الناصية الثقافي وكانت أول ندوة له بعنوان ”ثقافة تقبل الآخر“،صاحب فكر تنويري ومهتم بنشر الثقافة.

اغتيل بمقهى للإنترنت بواسطة مسلحين بطلقات على رأسه وصدره، فارق بعدها الحياة في الخامس عشر من مايو 2017، ويعتبر أحد شهداء الفكر، من أفكاره: ”إني أكتفي بالعيش وفي قلبي حب وسلام“.

صراحة لا أدري كيف يفكر هؤلاء، كيف تسمح لهم ضمائرهم القذرة بالاعتداء على الأفكار -فقط أفكار-؟ هل ﻷنهم ظلوا مراراً وتكراراً يحاولون خنق الأفكار وتضييق طرقها ولكنهم لم يستطيعوا؟ أم ﻷنهم لا يستطيعون مواجهتها فيستخدمون أسهل وأقرب الطرق إليهم؟

لا أعتقد أن مسعاهم سيصبح واقعاً يوماً ما، ﻷن السلاح ينكسر والفكرة تبقى فكرة، على قول ابن رشد لأحد تلامذته حينما أحرق المسلمون مكتبته: ”إن كنت تبكي على حال المسلمين فلن يكفيك البحر دموعا على حال المسلمين، ولكن إن كنت تبكي على الكتب المحروقة فاعلم أن للأفكار أجنحة تطير إلى أصحابها“.

سنزرع ورودا على قبور أولئك العظماء التي تسكن بها أجسادهم فقط، وسنحمل تلك الأفكار ونسقيها كل لحظة وكل ساعة، ونعدكم أنها لن تذبل ولن تستطيعو اقتلاعها، ﻷنها ليست على الأرض ولا بالسماء إنما بمكان ﻻ يستطيع أصحاب الماضي السحيق الوصول إليه.

مقالات إعلانية