هاني عبد الفتاح
إليك هذه المعلومة التي قد تكون مقلقة بالنسبة إليك: من المحتمل أن يكون جسمك غريبًا ومميزًا بشكل طبيعي حتى دون أن يكون لديك أدنى معلومة حول ذلك! حيث يقول العلماء أن التشوهات لا تكون جميعها مرئية للعين المجردة.
على الأقل، هناك أربعة تشوهات جسدية ربما تكون موجودة عند عدد لا بأس به من الناس دون علمهم، وهي التشوهات التي سنتناولها في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»:
1. الأحشاء معكوسة الموضع Situs Inversus:
وتسمى أيضَا بالانعكاس الجذعي أو انقلاب وضع الأحشاء، وهي حالة خُلقية تكون فيها الأعضاء الداخلية الرئيسية معكوسة من مواقعها الطبيعية. قد يولد الإنسان ببعض أو جميع الأعضاء مقلوبة بشكل تناظري، على سبيل المثال، يكون القلب لدى المصاب بهذه الحالة مائًلا نحو جهة اليمين بدلًا من اليسار، في حين يكون الكبد في جهة اليسار بدلًا من اليمين.
تُعتبر هذه الحالة نادرة للغاية، إذ لا تزيد نسبة احتمال إصابتك بها عن 0.001%. بالاستناد إلى موقع ويكيبيديا، فإن ”الكثير من الأشخاص المصابين بالأحشاء معكوسة الموضع يكونون غير مدركين لتركيبتهم البنيوية غير المعتادة“، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأولاد الصغار يعرفون منذ سن مبكرة حقيقة أن موقع القلب يكون على جهة اليسار من الصدر، فإن هذه الادعاء قد يكون موضعًا للتشكيك.
2. تشوه مقرعة الجرس Bell Clapper Deformity:
تكون هذه الحالة واضحة لدى الذكور الذين لديهم تشوه في الحبل المنوي، حيث يصبح بإمكان الخصية أن تدور بحرية على الحبل المنوي داخل الغلالة الغمدية مما يسبب انفتالها داخل الغلالة.
يمكن أن يؤدي هذا التشوه الخلقي إلى توجيه المحور الطويل للخصية بشكل عرضي بدلًا من شكله الطولي، وهي تصيب ذكرًا واحدًا من بين مئة وخمس وعشرون ألف ذكر. تعد الخصية عضوًا متحركًا قاسيًا يتموضع ضمن كيس الصفن، وفي حالة انفتال الخصية حول محور الحبل المنوي تنقطع التروية الدموية عنها وتسبب ألمًا كبيراً وتتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
لا يعرف الكثير من الرجال عن إصابتهم بهذه الحالة الطبية كونهم لا يقارنون خصاهم مع رجال آخرين. بكل الأحوال، لا يعتبر ”تشوه مقرعة الجرس“ خطيرًا إن لم يتطور إلى انفتال الخصية. إذا لاحظت تموضعًا غير طبيعي في خصيتك بادر بإعلام الطبيب المختص.
3. الطحال الإضافي Accessory Spleen:
جميعنا يعرف الطحال، وهو عضو مفرد وأكبر كتلة مفردة من النسيج اللمفاوي في الجسم. يميل لونه إلى الاحمرار وهو يعمل بشكل أساسي مرشحًا (مصفاة) للدم، ويستطيع الإنسان العيش بشكل طبيعي بعد إزالة الطحال، سواء كانت الإزالة نتيجةً لحادث ما أو إجراءً علاجيًا.
لسبب ما، يملك نحو 10% من سكان العالم طحالًا إضافيًا عوضًا عن امتلاكهم طحالًا واحدًا. لكن الطحال الإضافي لا يطفو في الجسم بشكل حر بعيدًا عن الطحال الآخر، بل يُعتبر ”كرة طحالية“ صغيرة ملتصقة بالطحال الأساسي ذات قطر يبلغ سنتمترًا واحدًا.
يعود سبب وجود هذا الطحال الإضافي إما لخلل في النمو أو التعرض لصدمة ما، وهو ذو أهمية طبية من حيث أنه قد يؤدي إلى حدوث أخطاء في التفسير أو التصوير التشخيصي أو استمرار الأعراض بعد عملية إزالة الطحال العلاجية. لا يعتبر وجود الطحال الإضافي ذا نفع غالبًا، ويقتصر دوره على كونه ضيفًا طفيليًا خفيفًا.
4. متلازمة الكحول الجنينية أو متلازمة الجنين الكحولي Fetal Alcohol Spectrum Disorder:
وهي مجموعة تشوهات جسدية تحدث للشخص الذي تستهلك أمه الكحول بمستويات عالية وبشكل غير منتظم أثناء فترة الحمل. وجدت الإحصائيات في الولايات المتحدة أن 10% من النساء الحوامل يتعاطين الكحول في الأشهر الأخيرة من الحمل، وأن 20-30% منهن يشربن في فترة ما أثناء حملهن، وأن نحو 3.6% من النساء الأمريكيات يُعتبرن مدمنات، ويُقدّر أن متلازمة الكحول الجنينة تصيب نحو 1-5% من الأشخاص في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وأنها تحدث بنسبة 0.2 إلى 9 بين كل 1000 حالة ولادة في الولايات المتحدة.
تعتمد نسبة الخطورة على الكمية المستهلكة وتكرار فترات الشرب. حين تشرب المرأة الحامل الكحول، فإنه يدخل ضمن مجرى الدم، ويصل إلى الجنين عن طريق المشيمة. يؤدي الكحول إلى إعاقة إيصال الأكسجين والمواد الغذائية إلى نسيج الجنين وأعضائه، بما في ذلك دماغه، مما يتسبب في ظهور ندبات مميزة على الوجه، وإلحاق أضرار معينة في الخلايا العصبية.
تكون الأعراض الأكثر شيوعًا لهذه الحالة عبارة عن فتحة عينين صغيرة وأنف قصير متقلب نحو الأعلى وجلد أملس بين الأنف والشفة العليا.
