in

في بستان الحياة ورود تتراقص على أنغام الريح العاصفة

رقص

تتكاثفُ الأفكارُ في نطاق أدمغتنا كما يتكاثفُ الغيمُ في سماء أرضٍ قاحلة لم تنبت لزمن فتنهمرُ حبراً وتخضبُ بيداء أوراقنا، وتجبرنا أشياءٌ عديدة لنحبّها أو ندمنها أو حتى نكرهها.

أحببتُ الحب حينما رأيته يتألّق في عيني مراهقة لم تتجاوز عامَها السابع عشر ووددتُ تجربته مرة أخرى كما لو أنّي لم أعرفه قبلاً، ولم يُحدث صدعاً كبيراً في قلبي.

أدمنتُ القراءة وتتابعاً الكتابة، أحببتُ متراشقي الأقلام وممطري الحروف مخضّبي الأوراق حبراً.

القراءةُ إدمانٌ ﻻ شفاءَ منه، في القراءة عوالمٌ عديدة، تجاربٌ زاخرة بالكثير، متعة، نضج، هروب، حيوات أيضاً، وكل كلمة من تلك تحوي في فحواها معانٍ كثيرة، في القراءة أشياءٌ عدّة، القراءة فرسٌ أصيلة ازدادت فروسية كلّما امتطيتها، القراءةُ سحرٌ خالص.

أدمنتُ بالتتابع الكتابة، الكتابة ضمادةُ جروح، حديثُ قلب، خلاصةُ فكر، ترف، الكتابة عشيقةٌ تقتلك إن تجاهلتها أو فكّرت في ذلك حتى، الكتابة حياة.

على مدار الحياة لم يحظَ شيءٌ بالإهتمام والعشق كما القهوة، عشقتُ القهوةَ وسخونةَ عذريتها حالما يتراقصُ بخارُها كعروسٍ ليلةَ زفافها.

الموسيقى، حياةُ السّكون والصمت، أن تشعرَ بذاتِك وتعيشَ وتتقوقعَ داخلَ أذنِك وتنسَى كلّ شيء خارجها كما لو أنّها حواسٌ خمسٌ ﻻ سادسَ لها، على السلالم الموسيقية تسابقت والزمن، هو ينحدرُ وأنا أسمو، هو يتناقصُ وأنا أضلّ في متاهات الزيادة، هو يتبخّر وأنا أرقصُ تحت أمطارِ النغم، هو يغرفُ من ذاته وأنا أغرفُ ذاتي، هو ينتهي وأنا أبدأ البداية، هو يتساءل أما إكتفيت؟ وأنا أردّه دعني وشأني.

الليل؟ للّيلِ حكايةٌ أو قُل حكايات أخرى ﻻ يعرفها سوى النافذة، أجلس أنا والنافذة نتأمّل الليل، نعدّ النجوم، نحادثُ البدرَ، نحب، نتذكر ونتذاكر من نحب، في الليل ﻻ تنتهي الحكاياتُ بل تبدأ، في الليل أيادٍ خفية تمسكُ الجفنَ عن النوم حينما يُرفع الستارُ في مسرحِ التأمل.

– ولم أكره شيئاً يستحق الذكر هنا.

مقالات إعلانية