in

دخلك بتعرف أنه كونك معاديا للمثلية ”رهاب المثلية“ قد يعني أنك مثلي؟

المثلية

سنتطرق في هذا المقال إلى دراسة علمية تفيد بأن الأشخاص الذين يعانون من رهاب المثلية، من المرجح كثيرا بأن يكونوا مثليين، ولكن في البداية ينبغي أن نتعرف على مفهوم رهاب المثلية وأنواعه.

رهاب المثلية أو الهوموفوبيا ”Homophobia“:

تتكون كلمة ”Homophobia“، من جزئين هما ”Homo“ إختصاراً لكلمة ”Homosexual“ أي المثلية الجنسية، و”Phobia“ أي الذعر أوالخوف الشديد أو الرهاب.

يشمل رهاب المثلية مجموعة من المواقف والمشاعر السلبية تجاه المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمصححين جنسياً، وعُرّف على أنه إزدراء أو تعصب أو نفور أو كراهية قد يستند إلى خوف لا عقلاني، وغالباً ما يرتبط بالمعتقدات الدينية.

ويمكن ملاحظة رهاب المثلية في السلوك الإنتقادي والعدائي، كالتمييز في المعاملة والعنف على أساس التوجهات الجنسية المختلفة عن المألوف.

رهاب المثلية
صورة: WikiHow

وهناك أنواع عديدة لرهاب المثلية تتضمن: ”رهاب المثلية المؤسساتي“ كرهاب المثلية الديني أو رهاب المثلية الذي تتبناه الدولة، وأيضا ”رهاب المثلية الداخلي أو ذاتي المنشأ“ وهو تحول بعض الأشخاص ممن يحملون مشاعر انجذاب لنفس الجنس إلى أشخاص معادين للمثلية.

وقد تنوعت المصطلحات التي تصف المواقف السلبية تجاه مجتمع الميم، وشملت أسماء أخرى غير ”الهوموفوبيا“، مثل ”ليسبوفوبيا – Lesbophobia“ وهو التحيز الجنسي تجاه المثليات، و”Biophobia“ وهو رهاب ازدواج الميول الجنسية والتحيز الجنسي تجاه مزدوجي الميول الجنسية، و”Transphobia“ وهو التحيز الجنسي أو الرهاب من المتحولين جنسيا أو ما نسميهم أيضا ”المصححين جنسيا“.

تصنيفات رهاب المثلية:

يظهر رهاب المثلية بأشكال مختلفة:

  • رهاب المثلية الداخلي أوالشخصي المنشأ.
  • رهاب المثلية الاجتماعي.
  • رهاب المثلية العاطفي.
  • رهاب المثلية المبرر، وأنواع أخرى.

رهاب المثلية المؤسساتي:

مواقف الأديان: تحتوي العديد من الأديان العالمية على تعاليم معادية للمثليين، في حين تتفاوت درجات التناقض والحياد أو إدراج تعاليم تعتبر المثليين جنسا (جندر) ثالثا عند الأديان الأخرى.

وحتى في بعض الأديان التي تحاول كبح المثلية الجنسية عموماً، يوجد أشخاص ينظرون إلى المثلية بشكل إيجابي، وهناك بعض الطوائف الدينية التي تبارك زواج المثليين. طالع مقال ”المثلية الجنسية في نظر معظم الأديان العالمية“ من هنا.

رهاب المثلية الذي تتبناه الدولة: ويشمل رهاب المثلية الذي ترعاه الدولة، تجريم المثلية والمعاقبة على أساسها، وخطابات الكراهية التي تصدر عن شخصيات حكومية، وغير ذلك من أشكال التمييز والعنف والإضطهاد الممارس تجاه مجتمع الميم، وتعتبر المثلية الجنسية غير قانونية في 74 بلداً. طالع مقال ”بين اضطهاد مجتمع الميم في آسيا وتطهير المثليين في الشيشان“ من هنا.

رهاب المثلية الداخلي أو الشخصي المنشأ:

يتضمن رهاب المثلية الداخلي الأفكار النمطية السلبية، والمعتقدات والوصم بالعار والتحيز تجاه مجتمع الميم، وذلك عند الأشخاص الذين ينجذبون لنفس جنسهم، وينقلبون في داخلهم على أنفسهم، سواء عرفوا أنفسهم أو لم يعرفوا بأنهم مثليون، وتتوقف درجة تأثر الشخص بهذه الأفكار على حجم ونوعية الأفكار التي استوعبها بوعي وبشكل لا شعوري.

كما يمكن تخفيف هذه المعتقدات السلبية بالتعليم والخبرة في الحياة والعلاج، خاصة العلاج النفسي.

وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من رهاب المثلية، هم أكثر عرضة لقمع رغباتهم الجنسية المثلية.

رهاب المثلية الإجتماعي:

يمكن اعتبار الخوف من التعرف على مثليي الجنس، شكلاً من أشكال الرهاب المثلي الإجتماعي.

وقد اقترح منظِّرون مثل ”كالفن توماس“ و”جوديث بتلر“، بأن رهاب المثلية يمكن أن يكون متجذرا في خوف الفرد من اعتباره مثليا.

ويرتبط رهاب المثلية عند الرجال بانعدام الأمن والخوف على الذكورة، ولهذا السبب يزعم أن رهاب المثلية يتفشى في الألعاب الرياضية، وفي الثقافة الفرعية لمؤيديها الذين يعتبرون ذوي تفكير نمطي ذكوري جامد، مثل اتحاد كرة القدم ولعبة كرة القدم الأمريكية.

تشير دراسة علمية إلى أن من يعاني من رهاب المثلية قد يكون مثليا أيضا:

رهاب المثلية

قدمت إحدى الدراسات المثيرة للإهتمام، والتي أجريت في عام 2012، دليلاً على وجود صلة محتملة بين المثلية الجنسية الكامنة ورهاب المثلية، وببساطة فإنه من المرجح أن يكون الرجل المثلي الذي يكره نفسه معارضا للمثلية.

ووفقاً لدراسة أجريت عام 2012، والتي نشرت في مجلة ”Personality and Social Psychology“، يرتفع معدل رهاب المثلية عند الأشخاص ذوي مشاعر الإنجذاب المثلية المكبوتة. وقد ازدادت هذه المعدلات عندما اتخذ آباء هؤلاء الأفراد مواقف كراهية تجاه المثلية.

تقول الباحثة الرئيسة في هذه الدراسة، ”نيتا وينشتاين“: ”إن الأفراد الذين يُعَرَّفون كأسوياء، في حين تظهر الإختبارات النفسية انجذابهم بشدة لنفس الجنس، قد يكونون متخوفين من المثليين والمثليات لأن المثلية الجنسية تذكرهم بالميول المشابهة داخل أنفسهم“، ويقول الباحث المشارك في ذات الدراسة ”ريتشارد رايان“: ”في كثير من الحالات، فإنهم أشخاص في حالة صراع مع أنفسهم، ويقومون بتحويل هذا الصراع الداخلي إلى الخارج“.

وقد قارنت الدراسة بين مشاعر الإنجذاب الجنسي الصريحة (تلك التي ندركها بوعي) والإنجذاب الجنسي الكامنة (تلك التي لا نعترف بها أو لا نعرف عنها شيئا)، من خلال دراسة الفرق بين كيفية وصف الأشخاص لميولهم الجنسية، وكيفية تفاعلهم خلال مهمة سريعة التوقيت، كما قاس الباحثون أيضاً نسبة رهاب المثلية الصريحة والكامنة من خلال الإستبيانات والنقاش.

شملت المنهحية إظهار بضع كلمات وصور للمشاركين على شاشة حاسوب، وقد حُضِّروا بكلمات مثل ”أنا“ و”آخرون“ قبل أن تُعرض عليهم كلمات مثل ”مثليّ“ أو ”سويّ“ أو ”غيريّ“، بالإضافة لعدد من الصور، وقد افترضت الدراسة أيضاً، أن الإرتباط بين كلمتي ”أنا“ و”مثليّ“ أشارت إلى المثلية الكامنة، والتي يمكن القول بأنها معيبة.

أفضت النتائج إلى أن المشاركين الذين أشار أداؤهم في الإختبارات الكامنة إلى أنهم أقل مغايرة جنسية عما وصفوا أنفسهم به كانوا أكثر عداء تجاه مثليي الجنس، بعبارة أخرى، فإن ”المثليين ضمنياً“، من المرجح أكثر أن يعانوا من رهاب المثلية.

وبما أن افتراضات المنهجية، كانت معيبة، وكان جميع المشاركين طلاب جامعات، إقترح القائمون على الدراسة اختبار المراهقين الأصغر سناً في دراستهم مقابل كبار السن، لمعرفة تغير المواقف مع مرور الوقت، ووجدوا أيضاً بأن الطبيعة المترابطة للنتائج تعني أن النتائج الحاسمة مستحيلة.

بما أن البحوث التي تبحث في دوافع المواقف المعادية للمثلية كانت قليلة جداً، يدّعي الباحثون أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها لدراسة دور كل من كيفية تربية الأطفال، والميول الجنسية في تشكيل رهاب المثلية.

مقالات إعلانية